الاستنساخ قنبلة العصر
هذا الكتاب من تصدير الناشر مصطفي القزاز بدار الفكر الحديث بالكويت، حيث يبدأ الكتاب بسؤال كم عجيبة في الدنيا؟: إن الدنيا كلها عجائب، فأحيانا ما يكون واقعها أغرب من الخيال وقد تفوق أحداثها أعظم ما كتب الروائيون. ولكننا نسأل عما كانوا يقولونه لنا صغاراًَ عن عجائب الدنيا القديمة، إنهم كانوا يعلموننا أن عجائب الدنيا سبعة كأهرامات الجيزة وفناة الإسكندرية وحدائق بابل المعلقة وقبر تاج محل وسور الصين العظيم وغيرها. والسؤال الآن: وماذا عن عجائب الدنيا الجديدة، دنيا القرن العشرين ودنيا القرن الحادى والعشرين الذي نعيشه بالفعل واقعاً لا تقويماً؟ إنما لا تكاد تقع تحت حصر: أليس التلفزيون عجيبة؟! والموبايل عجيبة؟! والطائرة والقنبلة الذرية ومراكب الفضاء و... وما خفي كان أعجب!. هب أن شخصاً قديماً لنا مات من مئات السنين أحياه الله؟ إنه من هول غرابتها قد يرد إلى قبره ثانية!!.
نعم عجائب الدنيا كثيرة. ولكن من المسؤول عنها؟ لاشك إنه الإنسان. ولم أتى الإنسان بتلك العجائب؟ قطعاً لحاجته إليها فالحاجة – كما يقولون – أم الاختراع. ولكننا نتساءل – للمرة الثالثة: إذا كانت الحاجة هي أم الاختراع فمن أبوه؟ لاشك أن أبيه هو تفكير الإنسان ، ففي ظل الحاجة وفي وجود التفكير السليم يتكون لدى الإنسان علماً وبالعلم يأتي الإنسان بالعجائب. (ص9).
وها هي عجيبة من عجائب العلم الجديدة، وإن كانت مذهلة عند من يُقدرها ، فلقد تمكن الإنسان بمشيئة الله ثم بسلطان ذلك العلم من أن "ينتج" مخلوقاً من غير أب له ولا أم!! نعم استنساخ العلماء النعجة (دوللي) بطريقة فريدة وكأنهم فجروا قنبلة ذرية بل إن البعض ذهب إلى أن عملية إنتاج تلك النعجة بتلك الطريقة تفوق في آثارها اختراع القنبلة الذرية، حتى أضحى الاستنساخ – بحق – هو قنبلة العصر وخصوصاً عندما يمس البشر!!
وبتفجير تلك القنبلة هاج الناس وماجوا بين مصدق للحدث ومكذب ومستوعب له وغافل وعالم به وجاهل ومن ثم اختلط الحابل – كما يقولون – بالنابل وتشابكت الخيوط وضاعت الحقيقة وسط الزحام. (ص10).
وكان لابد من الإمساك بتلك الحقيقة لتقديمها للناس هدهدة لخواطرهم وصيانة لعقيدتهم ، وتبارى المتبارون من كُتاب ومتحدثين على مستوى وسائل الإعلام في ندواتهم ومحاضراتهم لتجلية تلك الحقيقة كل يُدلي بدلوه "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". هاهو مؤلفنا الاستاذ الدكتور صبري الدمرداش يحاول – في هدوء وموضوعية – أن يصحب القارىء كي يوصله برفق إلى ضالته.وفي شمول وإحاطه يحاول المؤلف استجلاء الأمر من كافة جوانبه العلمية والدينية والقانونية بل والفكرية والأخلاقية كذلك من خلال أسلوبه الرشيق وحواراته البديعة و "قفشاته" الحُلوة فيما يجذب القارىء ولا يُنفر ويمسك به ولا يُفرط حتى نهاية المطاف.
جولة سريعة داخل الكتاب:
· يُعنى معهد روزلين بالبحوث الأساسية والاستراتيجية الخاصة بإنتاج حيوانات المزرعة. وهو يعد من أهم مراكز البحوث البريطانية المتعلقة بالوراثيات الكمية والوراثيات الجزيئية لحيوانات المزرعة وعلوم الدواجن. ويضم المعهد نحو 300 من العلماء والعاملين والباحثين والزائرين فضلاً عن طلاب الدراسات العليا. ويقع على بعد سبعة أميال من قلب العاصمة الأسكتلندية أدنبرة. (ص30).
· بجسم الإنسان نحو 60 ألف مليون خلية، بكل خلية 100 ألف جين، فيكون عدد الجينات في جسم الإنسان = 60.000.000.000 × 100.000= 6×1510 جين أي ستة آلاف تريليون جين تقريباً! سبحان ربي العظيم من أعماق الأعماق. وتستهدف الولايات المتحدة وضع خريطة كاملة لجينات الإنسان في أحد مشروعات البيوتكنولوجيا العملاقة التي تدخل به قرنها الحادي والعشرين، وهو مشروع الجينوم العملاقة التي تدخل به قرنها الحادي والعشرين، وهو مشروع الجينوم (Genome) البشري، أي مشروع الطاقم الوراثي للإنسان أو مخطط المياه. والمشروع يهدف أساساً إلى تحليل المادة الوراثية للإنسان إلى أبعد تفاصيلها وادق أسرارها: مواقع الجينات، جينات الأمراض الوراثية: تركيبها الجزيئي وىليات عملها (ومنها أكثر من خمسة آلاف مرض يحمل كل منا في المتوسط أربعة منها). وتأمل الولايات المتحدة من خلال ذلك المشروع أن يكون لها قصب السبق في صناعة البيوتكنولوجيا العالمية. وهو مشروع يفزع البعض خوفاً من أن يتوصل العلماء بعد تمامه إلى وضع يستطيع معه الأب "تفصيل" ابنه على ذوقه ووفقاً لمواصفاته ، فيطلب مثلاً أن يكون الابن ذكياً قوياً رشيقاً مشيقاً أشقر الشعر أزرق العينين.. وربما واثق الخطوة يمشي ملكاً أيضا! (ص39).
· تم طرد علماء بازرين من بلادهم لممارسة تجارب لا أخلاقية مثل جاك كوهين الذي طردته أمريكا بعد أن ثبت تلاعبه بإعطاء أجنة لسيدات من سيدات أخريات دون علمهن. كما طُرد عالم آخر من بلده فرنسا لبحوثه المشبوهة وفر إلى أسبانيا ولكنه يتردد بين الحين والحين – وكما نشرت صحيفة الأهرام المصرية في عددها الصادر بتاريخ 7/3/1997 – لإجراء أبحاثه في مصر في أحد المراكز الطبية الخاصة! (ص74).
· في بداية القرن العشرين بدأت في أوروبا وامريكا تجارب التحسين الوراثي وكان الهدف منها تحسين الجنس البشري أو وضع "موديل" للإنسان بمواصفات خاصة تستهدف التخلص من النماذج البشرية غير المرغوب فيها والإبقاء على النماذج الإيجابية؛ وبالفعل تخلصوا في أمريكا من حوالي 80 ألف شخص. وفي ألمانيا قام هتلر الذي اقتنع بالفكرة ذاتها من أجل تعظيم الجنس الآري بعمل "محكمة وراثية" ضمت عدداً من العلماء والباحثين في يناير عام 1934 بهدف التخلص من النماذج البشرية المشوهة. وبالفعل تخلصت المحكمة من حوالي 50 ألف شخص، ولم ينقذ الألمان من يدى هتلر إلا أنه كان يستعد لخوض حروب أخرى جديدة. (ص76).
· "خاف رع"، كما تُنطق بالهيروغليفية، هو باني الهرم الأوسط ، وهو ابن "خوفو" باني الهرم الأكبر ووالد مين كاو رع باني الهرم الأصغر بالجيزة. وهو الذي أمر بعمل تمثال أبو الهول الذي يمثل وجهه وجه من أمر بنحته. (ص89).
· اشتقت كلمة (Clone) إلى الإنجليزية من كلمة يونانية تعنى التفريخ أو التكاثر وادق تعريب للكلمة الإنجليزية "نسيلة". وهي تعني الكائن الحي الذي يتطابق جينياً مع الأصل الذي اشتق منه بالتكاثر اللاتزاوجي أو اللاجنسي (A Sexual Reproduction) ومن ثم فالمقابل العلمي الدقيق للاستنساخ هو التنسيل. (ص91).
· متن الكتاب: الإهداء – المحتويات – تصدير الناشر – تقديم المؤلف – تمهيد: من ثورة إلى ثورة ومن صدمة إلى صدمة – أمسية عائلية عن المسألة الاستنساخية – الجلسة الأولى: الاستنساخ (1) – الجلسة الثانية: الاستنساخ (2) – الجلسة الثالثة: الثورة البيوتكنولوجية: مالها وما عليها: إيجابيات الثورة البيوتكنولوجية، سلبيات الثورة البيوتكنولوجية – ماذا عن المستقبل؟ - خاتمة – المصادر.
عنوان الكتاب: الاستنساخ قنبلة العصر (أول كتاب من نوعه في العالم العربي).
تأليف: الدكتور/ صبري الدمرداش (الأستاذ بجامعة الكويت).
الناشر: دار الفكر الحديث، دولة الكويت.
عنوان الناشر: دولة الكويت – المرقاب – شارع الهلالي عمارة الهاجري بجانب وزارة التربية القديمة – مكتب 24 أراضي – ص.ب: 28631- الصفاة.
عدد صفحات الكتاب: 138 صفحة من القطع المتوسط.
قراءة وعرض
محمود سلامة الهايشة
كاتب ومهندس وباحث مصري
ساحة النقاش