الكويت .. وملف الإتجار بالبشر!! (ج5)
أخي القارىء / أختي القارئة: (نظرة على يوميات ثورة المظلومين بالكويت)
يوم الأربعاء 30 يوليو 2008:
يخرج علينا المستشار العمالي في السفارة المصرية بالكويت، الأستاذ محمد سعد، بتصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) جاء فيه:
· "أن مصر على استعداد لتزويد الكويت بالعمالة المطلوبة مضيفا أن الهدف من هذه الرغبة ليس استغلال الأوضاع الحالية التي تمر بها الكويت كما قد يظن البعض وأنما لغرض الوقوف إلى جانب الاشقاء ومساعدتهم في هذه المحنة الطارئة كما يفعل الأخ لأخيه".
· "أن العمالة المصرية جاءت إلى هنا لتحترم القانون وتلتزم بالشرعية، وعند وقوع أي خلاف بين العامل المصري ورب العمل الكويتي فإنه يتم اللجوء دائما إلى القنوات الشرعية الممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل واتحاد نقابات العمال والمجتمع المدني".
يوم الخميس 31 يوليو 2008:
يطل علينا الكاتب الأستاذ "محمد هلال الخالدي" من خلال عموده "نظرات" بجريدة الأنباء الكويتية، وتحت عنوان "حقوق العمال الإنسانية"، قائلاً:
"أن قضية حقوق العمال المضطهدين من تجار السخرة بمباركة الحكومة ورضاها في النهاية ستكون – كالعادة – على حساب هؤلاء الفقراء ممن لا حول لهم ولا قوة، حتى سفارات دولهم تلفظهم وتجامل على حسابهم، وتبقى تصريحات حكومتنا الحبيبة والمنصفة مجرد ذر للرماد في العيون حتى لا يرى أحد تلك الحرائق".
يوم الجمعة 1 أغسطس 2008:
· وفي صدر الصفحة الأولى لجريدة الوطن الكويتية، وتحت عنوان "جاليات عربية خططت للمشاركة ثم تراجعت بتعليمات من سفارات بلادها لتظهر بالمظهر المسالم"، وفي صفحتها (59) يقول باقي الخبر: رأت المصادر أن "جاليات عربية وأجنبية كان يفترض مشاركتها في تظاهرات عمال النظافة من أجل الضغط على الحكومة لترفع رواتبها في العقود الجديدة، لكنها تراجعت بتعليمات من سفارات بلادها.. فتركوا العمال البنغاليين لوحدهم، وهم يظهرون أمام الحكومة الكويتية بالمظهر المسالم".
· وفي نفس الصحيفة "الوطن الكويتية" (ص61) وفي لقاء صحفي للمستشار العمالي في السفارة المصرية؛ كتب "حامد السيد": لا نقبل أن يعمل أي مصري عاملاً للنظافة، وحريصون على حقوق العمالة ونتمنى تولي لجنة المناقصات المركزية في الكويت وبالتعاون مع وزارة الشؤون التدقيق في عقود العمل ومتابعة مدى الالتزام ببنودها والتأكد من مطابقة أجور العمال المعلنة فيها...
الاستنتاج:
هل بعد قراءة السطور السابقة ، فهل عرفت من هي الجنسية العربية المتواجدة بالكويت وكان من المفروض أن تنضم للإضرابات وتراجعت كالعادة؟!
وبدون ذكاء أو تشغيل للعقل فهي: الجالية المصرية المقهورة والمظلومة في أي مكان وفي أي دولة تعمل بها سوء كانت دولة عربية أو أجنبية!!... وهذا الكلام ليس بالجديد سوف على المستوى العام أو الحكومي المصري... ففي الكثير من تصريحات الصحفية والتليفزيونية للسيد السفير مدير الإدارة العامة للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية المصرية.. بأن القنصليات المصرية المتواجدة في جميع بلدان العالم من أضعف قنصليات في حق مواطنيها.. وعلى كل مصري تدبير أموره بنفسه ولا ينتظر من قنصليته أي شيء ألا إذا جاء منها شيء بالصدفة... وقد سمعت ذلك الكلام وعلى الهواء في برنامج 90 دقيقة الذي يقدمه المذيع "معتز الدمردش" على قناة المحور الفضائية، وكذلك على الهواء مباشرة في برنامج العاشرة مساءً الذي يعرض على قناة دريم2 للإعلامية "منى الشاذلي"، وكذلك على الهواء مباشرة في برنامج "بيت بيتك" على الفضائية المصرية... وكانت بمناسبة إهانة وأكل حقوق العمالة المصرية بالسعودية في بداية هذا العام...
وكان من بداية الإضراب والإعتصام بدأت التصريحات من نواب مجلس الأمة الكويتي وأساتذة الجامعة بالكويت .. تحذر من ضياع هيبة الدولة والخوف تكرار أحداث خيطان (وخيطان: هي أحد مناطق السكانية الشهيرة بالكويت وهي تابعة لمحافظة الفروانية)، حيث كانت تلك المنطقة لا يسكنها ألا العمالة المصرية فقط وخاصة المصريين من صعيد مصر.. للدرجة التي كانت تسمى بالكويت محافظة المصريين.. لأنها كانت قطعة من مصر تماماً. وقد حدثت مشاكل مع العمالة المصرية في تلك المنطقة في بداية التسعينات من القرن الماضي اي بعد تحرير الكويت، وللدرجة التي أدت إلى أعمال تخريج وتظهر ولم تستطع جميع قوى الأمن الكويتية من السيطرة على الموقف بشتى الطرق.. وفي تلك الفترة كان السيد "عمر موسى" وزير لخارجية مصر .. حيث رفض المصريين أن يستمعوا لأي كلام أو تفاوض من أي شيء بالبعثة الدبلوماسية المصرية وطالبوا بحضور "عمر موسى" بنفسه... مما يعني أن هنا طوارى في السفارة والقنصلية المصرية في تلك الأيام ومع توالي الأحداث بالكويت بسبب الإضرابات والاعتصامات.. حتى لا تحرك المياه الراكدة، وينتفض المصريين فيضعوا الهيئة الدبلوماسية في موقف محرج هي في غنى عنه!!!
إعداد
محمود سلامة الهايشة
كاتب ومهندس وباحث مصري
ساحة النقاش