قراءة في كتاب
الشعر والناقد
عنوان الكتاب: الشعر والناقد .. من التشكيل على الرؤيا
تأليف: د. وهب رومية
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت.
الطبعة: الأولى، رجب 1427هـ - سبتمبر 2006م. والكتاب ضمن سلسلة "عالم المعرفة" – العدد (331).
عدد الصفحات: 351 صفحة من القطع الصغير.
هذا الكتاب: (من تقديم الناشر):
يحاول هذا الكتاب الاحتفاء بالنص الشعري دون أن يقطع صلة الظاهرة الشعرية بالظواهر الاجتماعية الأخرى، ودون أن يسلط هذه الظواهر عليها، وهكذا يحتفظ لها باستقلالها النسبي، وبنوعها المميز.
وإذا كانت الظاهرة الشعرية لا تقدم العالم الذي تتحدث عنه كما هو، فإن النقد لا يقدم الشعر كما هو فحسب، بل يقدم أيضا رؤيته لهذا الشعر، وموقفه منه. وهو في ذلك يصدر عن مفهومات شمولية تتجاوز الشعر واللغة، وتتصل بالإنسان وقضاياه الكبرى في علاقاته بالكون والعالم والمجتمع.
إن النقد – كما يراه هذا الكتاب – جزء عضوي من "الثقافة"، وتجل من تجليات "الهوية"، ولذا لا يجوز أن ينكفئ على ذاته؛ فيتوقع؛ ويعيد إنتاج هذه الذات، ولا يجوز أيضا أن يغترب عن ذاته ، فيخرج من ثقافته، ويغدو ملحقا هامشيا بثقافة الآخر، إن عليه أن يتذكر دائما أنه ينتمي إلى حضارة بعينها، وأن خدمة هذه الحضارة لا تكون إلا بتعزيز هذا الانتماء وتطويره عبر حوار الآخر الشبيه بنا والمختلف عنا في آن. وإذا كانت "الهوية" مزيجا من رؤيتنا لأنفسنا، ومن رؤية الآخر بنا، فإن هذا لا يعني أن نكف عن أن نكون أنفسنا لنكون نسخة مشوهة من هذا الآخر مهما يكن موقعه من عالم اليوم. وإذا كان لكل اختيار دلالة، فإن لاختيار موضوعات هذا الكتاب دلالة لها طابع الرؤيا واليقين. وهو اختيار يحتفى بهذا الشعر أيما احتفاء، ويرى نفسه خادما له، ولكنه خادم حر مُفعم بالشوق إلى الأفضل، ولذلك يصدع برأيه دون لجلجة أو مراوغة أو مواربة، ودون أن ينسى لحظة أن كل إنسان أسير وعيه.
## أهم ما جاء بالكتاب:
· مدخل: "إن علاقة الناقد بالشعر هي كعلاقة البستاني بأشجار الورد: يًبعد عنها ما ليس منها، وينقيها من الأوشاب، ويعالج ما في بعضها من علل، ويبرز جمالها وفتنتها، فإذا هي مرأى يسر الناظرين" [المؤلف].
· الفصل الأول: المستويات الفنية في شعر الانتفاضة .. ديوان الشهيد محمد الدرة نموذجا(1):
"أليس من واجب الأمة أن تنظر في مرآتها الخاصة ثم في مرايا الآخرين لعلها تنبعث من رمادها الذي نعصف به الرياح من كل صوب؟" [المؤلف].
"الفتوحاتُ – في الأرض – مكتوبة بدماء الخيول
وحدود الممالك
رسمتها السنابك
والركابان: ميزانً عدل يميل مع السيف:
حيث يميل!
أمل دنقل: قصيدة "الخيول".
· الفصل الثاني: تحولات الرؤيا في شعر محمد عمران(2) .. المجموعات الخمس الأولى(3):
"هذه هي قلاع الشعر أو جزره المسحورة، وهي قلاع الحياة أو جزرها المسحورة أيضا. وأكاد أزعم أن شعرا لا يتحدث عن هذه القلاع هو شعر يحدق في الفراغ" [المؤلف].
"العدل والحب والموت، ثلاثة أعمدة أبني عليها شعري" [محمد عمران].
· الفصل الثالث: التشكيل اللغوي في شعر الأمير عبدالقادر الجزائري(4):
"لماذا نقول: هذا المنجل الذهبي، ولا نقول ببساطة هذا القمر؟" [جان كوين].
## المؤلف في سطور:
د. وهب أحمد رومية
· سوري الجنسية.
· دكتوراه في الأدب القديم من كلية الآداب – جامعة القاهرة، عام 1977م بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة، وتبادلها مع الجامعات.
· أستاذ الأدب القديم بجامعة دمشق.
· من مؤلفاته:
- الرحلة في القصيدة الجاهلية.
- قصيدة المدح حتى نهاية العصر الأموي.
- بنية القصيدة العربية حتى نهاية العصر الأموي.
- شعرنا القديم والنقد الجديد، العدد (207) من سلسلة "عالم المعرفة"، مارس 1996 – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت.
- مجموعة من الأبحاث في نقد الأدب القديم، والأدب المعاصر منشورة في الدوريات الأدبية المعروفة.
الهوامش:
(1) "ديوان الشهيد محمد الدرة":
هو الشعر المتخير من 2200 قصيدة شارك بها أصحابها في تخليد "انتفاضة الأقصى المباركة" استجابة للنداء القومي الذي وجهته "مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري" إلى شعراء الأمة العربية إثر استشهاد الطفل "محمد الدرة". وهو ديوان ضخم في ثلاثة أجزاء يضم 395 شاعرا من أقطار الوطن العربي الكبير. ولقد قامت هذه المؤسسة بإصدار هذا الديوان يدفعها إلى ذلك تصور قومي لوظيفة الثقافة، وإيمان عميق بهذه الوظيفة، فقدمت بذلك خدمة جليلة أخرى تضاف إلى خدماتها الكثيرة الجليلة السابقة في رعاية الثقافة العربية على اختلاف أبنيتها ولاسيما البناء الشعري. [ص325،326].
(2) محمد عمران: علم من أبرز أعلام الحداثة الشعرية العربية الذين تلوا جيل الرواد الأوائل [ص333]:
- ولد عام 1934م في قرية "الملاجة" إحدى قرى الساحل السوري.
- حائز على درجة "البكالوريوس" في الآداب، وعمل مدرسا في المدارس الثانوية.
- كان رئيس تحرير مجلة المعلم العربي منذ أواخر الستينيات، ثم انتقل إلى جريدة الثورة فأصدر "ملحق الثورة الثقافي" ، ثم أصبح رئيس تحرير مجلة "المعرفة" سنوات طوالا، ثم رئيس تحرير مجلة "الموقف الأدبي" التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب بدمشق.
-بدأ محمد عمران حياته مؤلفاً للأوبريتات الغنائية، وشاعراً غنائياً (أي يكتب الأغاني).
- توفى يوم الثلاثاء 22/10/1996م.
(3) أصدر محمد عمران اثنتي عشرة مجموعة شعرية، وصدرت له بعد وفاته المجموعة الثالثة عشر، وهي:
1- أغان على جدار جليدي، 1967م.
2- الجوع والضيف، 1969م.
3- الدخول في شحب بوان، 1972م.
4- مرفأ الذاكرة الجديدة، 1972-1973م.
5- أنا الذي رأيت، 1978م.
6- الملاجة، 1980م.
7- الأزرق والأحمر، 1984م.
9- محمد العربي، 1984م.
10- اسم الماء والهواء، 1986م.
11- نشيد البنفسج، 1992م.
12- كتاب المائدة، 1995م.
13- مديح من أهوى، 1998م.
واقتصر المؤلف حديثة في هذا البحث على المجموعات الخمس الأولى (ص334).
(4) الأمير عبدالقادر الجزائري: (ص336):
· هو عبدالقادر محيي الدين الجزائري، ينتهي نسبه إلى الأدارسة الذين كانوا ملوكا في المغرب الأقصى والأوسط والأندلس.
· ولد عام 1229هـ الموافق 1808م في قرية "القيطنة" في القطر الجزائري.
· نشأ وترعرع في محيط ديني علمي ثقافي محب للفروسية، وزار بصحبة والده عددا من البلاد العربية كمصر والبلد الحرام والشام.
· وفي عام 1855م استقبلت دمشق الأمير، وقضى فيها بقية حياته إلى أن قبض إلى ربه مشرق الوجه، مرتاح الضمير في أيار/مايو 1883م عن عمر ناهز 76 حولا.
قراءة وعرض
محمود سلامة الهايشة
مهندس وكاتب وأكاديمي من مصر
ساحة النقاش