الحديث في نظم إنتاج ورعاية الأرانب (الجزء الأول)
نحن نعيش عصر العلم والتكنولوجيا ، ولاشك أن هذا القرن هو عصر العلوم .. والعالم يتحرك اليوم بخطى سريعة ومذهلة نحو ثورات وقفزات علمية هائلة، يتحقق فيها ثورات وقفزات علمية هائلة، يتحقق فيها ببساطة ما كان بالأمس أحد دروب المستحيل أو أحلام اليقظة.
انطلاق من أنه يجب أن تخرج نتائج الأبحاث العلمية من الظلمات إلى النور .. أي من الدوريات العلمية والمؤتمرات العلمية المتخصصة .. والتي لا يرى أو يسمع بها إلا الأعداد البسيطة جدا من الباحثين في هذا التخصص .. ومن المعروف أن الأبحاث العلمية في مجالات العلوم التطبيقية كما هو الحال في العلوم الزراعية بكافة فروعها ومن ضمنها علم إنتاج وتربية الأرانب؛ والتي تستهدف في الأساس المنتج والمربي والمستثمر ومصانع الأعلاف المنتجة لأعلاف الأرانب والمصانع المنتجة لمستلزمات الإنتاج الخاصة بمزارع تربية الأرانب.
الأرانب من الحيوانات الثديية التي ترضع أولادها والتي كانت تعيش عيشة جبلية ثم استأنست. إن تربية الأرانب ثروة لا يعرفها إلا الذين قاموا بتربيتها. فأنثى الأرنب تلد بين 6 ، 12 وليداً في المرة الواحدة والأرنبة تلد بين 4 ، 6 مرات في السنة وبعملية حسابية بسيطة فإن الأنثى الواحدة يتراوح ما تنتجه في السنة بين 24 ، 73 أرنباً. تتميز الأرانب بعدة ظواهر خاصة بها ومنها عملية الاجترار الكاذب وكذلك ما يسمى بالتبويض المستحدث أي لا يحدث التبويض فى إناث الأرانب تلقائيا (عدم وجود دورات شبق مثل الجاموس والأبقار ،000الخ ) ولكن يحدث التبويض بعد عملية التنبيه الميكانيكي لعنق الرحم أثناء عملية التلقيح ؛ ويتم التبويض بعد ذلك بحوالي 8-10 ساعات وتستمر حيوية البيضة لمدة 8 ساعات أخرى ؛ ولكن مع حدوث نمو للحويصلات على جدار المبيض وإفراز هرمون الاستروجين يلاحظ عمليات الشبق على الإناث لفترات من 3-5 أيام تزداد فيها قابلية الإناث للذكور.
تعترض صناعة الأرانب كثير من المحددات التي تؤدي إلي تعثرها وتوقفها عن الإنتاج ، وحتى يمكن أن تصمد هذه الصناعة فلابد من تطويع نتائج البحوث العلمية للتغلب علي هذه المحددات ، وهذه الأبحاث دون شك تطرح تطبيقات يمكن أن تؤدي إلي النجاح والتغلب علي هذه التحديات مما يضمن لهذه الصناعة البقاء والنمو. إذا تحدتنا عن سلوكيات هذا الحيوان نجد أنه تم استئناس الأرانب فقط من حوالي 200-300جيل ، لذلك نجد أن سلوكيات الأرانب ورد فعل هذه الأرانب المستأنسة مازال كما هو الحال في الأرانب البرية.
ومن هذا المنطلق نقدم في هذه الأطروحة ملخص ومستخلص للأبحاث العلمية الخاصة بإنتاج وتربية وتغذية وفسيولوجيا الأرانب والمنشورة في كتاب أبحاث المؤتمر العلمي التاسع لتغذية الحيوان – الجزء الأول – تغذية الدواجن والأرانب والأسماك، المجلد الخاص للمجلة المصرية للتغذية والأعلاف الذي يحمل الرقم (6) أكتوبر 2003م ؛ والمجلة تصدر عن الجمعية المصرية للتغذية والأعلاف .. حيث تم إقامة المؤتمر في مدينة الغردقة بجمهورية مصر العربية خلال الفترة من 14 إلى 17 أكتوبر 2003م.
Egyptian Journal of Nutrition and Feeds, The official journal of the Egyptian Society of Nutrition and Feeds. Proceedings of The 9th Conference on Animal Nutrition, Hurghada, 14-17 October, 2003 (Part 1: Poultry, Rabbits and Fish Nutrition).
الأداء الإنتاجي للأرانب النيوزيلندي الأبيض المجهدة حرارياً في المناطق شبة الاستوائية (عبد السميع وآخرون ؛ 2003أ)
Performance of heat stressed New Zealand White (NZW) growing rabbits in subtropics.
Abdel-Samee, et al.(2003a): 221-229.
كلمات مفتاحيه : Growth performance, heat stress, bicarbonate, vitamin C, olive pulp, rabbits. |
أجريت هذه الدراسة على عدد 44 من ذكور أرانب النيوزيلندي الأبيض عمر 35 يوم ، ومتوسط الوزن 897 جم ؛ وذلك لدراسة تأثير الإجهاد الحراري وتأثيره على نمو الحيوانات المعرضة له تحت ظروف شمال سيناء. قسمت إلى أربع مجموعات ، وكان متوسط درجات الحرارة (الصغرى والعظمى) والرطوبة النسبية كالتالي: (22.1 – 34.7°م ؛ 56.4 – 85.7%). وقسمت المجموعات كالأتي: المجموعة لأولى غذيت على عليقة أساسية (عليقة مقارنة). المجموعتين الثانية والثالثة أعطيت العليقة الأساسية مع إضافة بيكربونات الصوديوم بمستوى 1.25% وفيتامين ج بمستوى 600 مليجرام/كجم عليقة على التوالي. المجموعة الرابعة أعطيت العليقة الأساسية مع إحلال 20% من محتوى هذه العليقة من الشعير بتفل الزيتون. وكانت النتائج كالتالي: § انخفض كلا من وزن الجسم والزيادة في الوزن وكذلك الغذاء المأكول. § انخفض كلا من مواصفات الذبيحة ووزن الفرو والقلب والكبد والكلية والخصيتين. § انخفض معنويا محتوى الدم من البروتين الكلي والألبيومين والكوليستيرول والدهن الكلي واليوريا والكرياتينين. § بينما ارتفع معنوي كلا من درجة حرارة المستقيم ومعدل التنفس كما ازدادت كمية الماء المستهلك وكذلك جلوكوز الدم. § وهذا للحيوانات التي ربيت في فصل الصيف وغذيت على العليقة الأساسية دون أي إضافات (عليقة المقارنة). § أدى استبدال الشعير بتفل الزيتون (بمستوى 20%) لعليقة المقارنة وكذلك إضافة بيكربونات وفيتامين ج أثناء فصل الصيف على تحسن معنوي لكلا من وزن الجسم – الزيادة في الوزن – كمية الغذاء المأكول ومعامل التحويل الغذائي والكفاءة الاقتصادية. § حدث تحسن في مكونات الذبيحة ومكونات الدم. خلاصة هذه الدراسة: عند تربية الأرانب النيوزيلاندي الأبيض خلال فصل الصيف تحت ظروف شمال سيناء ينصح باستبدال 20% من شعير العليقة بتفل الزيتون أو إضافة أي من بيكربونات الصوديوم بمستوى 1.25% أو فيتامين ج بمعدل 600 مليجرام/كجم عليقة للعلائق وذلك لتخفيف العبء الحراري وتحسين النمو.
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ساحة النقاش