مناقشة المجموعة القصصية رحلة في وجه الزمن لسمية عودة
متابعة وتصوير: محمود سلامة الهايشة-المنصورة:
تحت رعاية اتحاد كُتاب مصر فرع الدقهلية ودمياط برئاسة الشاعرة الكبيرة/ فاطمة الزهراء فلا، ومشاركته إستاد المنصورة الرياضي برئاسة المحاسب/ جلال غازي، تم تنظيم احتفالية كبرى لمناقشة المجموعة القصصية "رحلة في وجه الزمن" للكاتبة/ سمية عودة، وقد ناقشها الناقد والأديب الكبير الأستاذ الدكتور/ جمال التلاوي – نائب رئيس اتحاد كُتاب مصر، وقد أدار الندوة الشاعر والمترجم/ عبده الريس؛ وذلك بمقر النادي الاجتماعي بإستاد المنصورة الرياضي، مساء الأحد 24 سبتمبر 2012. وقد استمر هذا العرس الثقافي لأكثر من ثلاثة ساعات كاملة من السابعة مساء وحتى بُعيد العاشرة.
وعلما بأن مجموعة "رحلة في وجه الزمن" هي المجموعة القصصية الثانية للكاتبة سمية عودة، بعد مجموعتها الأولى "عرس الغربة"، والمجموعتين صادرتين عن سلسلة أدب الجماهير التي يشرف عليها الأديب والروائي أ.فؤاد حجازي، و"رحلة في وجه الزمن" تقع في 142 صفحة من القطع الصغير، غلاف المجموعة لوحة للفنان/ عادل أمين، وتحتوى المجموعة على 28 قصة قصيرة، نذكر هنا عناوين قصص المجموعة:
النخلة، المسحور، بدل (وقد سقطت هذه القصة من فهرس الكتاب سهون، لذا عند تصفح وعد قصص الفهرس سوف تجدها 27 قصة فقط)، أم نرجس، الطربوش، حلق السيدة العجوز، الشيخ والمأمور، الجائزة، القلب المذبوح، ليلة ممطرة، الماشطة، العم مصيلحي، ملامح خادعة، رهف والعجوز، دعوة إلى السماء، طاهر عودة، قطرات المحبة، الأفعي، يتحسس مسدسه، الغربة، النار والدخان ومجهولة العنوان، حلم، الرحلة الطويلة، شجرة الحلم، المتسولة، صاحب الصالون، الصيادة، لقاء على الشاطئ.
بالإضافة إلى إهداء المؤلفة في بداية المجموعة والذي تقول فيه: (إليه.. أعز الناس..عزت، سمية). وفي النهاية دراسة طويلة للناقد والشاعر/ مجدي نجم بعنوان (تباشير الموهبة وغواية التراث في حاكيات "سمية عودة").
وقد قراءة الكاتبة سمية عودة في مبتدأ الندوة قصتين من قصص المجموعة كنموذج لما جاء بها، وهما قصة (الماشطة) صفحة 45، وقصة (الرحلة الطويلة) صفحة 95.
ونحاول هنا إيجاز ما فاض به الدكتور جمال التلاوي في قراءة نقدية حول مجموعة "رحلة في وجه الزمن" لسمية عودة، في النقاط التالية:
<!--القصص قصيرة بسميترية واحدة حيث أن حجم القصص تكاد تكون بنفس ذات الحجم، حيث حددت الكاتبة عدد الأسطر وعدد الكلمات لكل القصص داخل المجموعة.
<!--القصص كلها تقريبا حكي، فالكاتبة لها قدرة على الحكي، ولأن أصل السرد حكي، فلابد أن يكون هناك حدوتة، وهناك كثير من القصص فيها إطار وعظي سواء عقاب أو جائزة أو مكافأة، حيث تقدم الثواب والعقاب. وهناك قصص لها نهايات مفتوحة، تترك النهاية للقارئ.
<!--قدمت في القصة الأولى (النخلة) المكافأة مباشرة لبطل القصة فلأنه تبرع بدفن الناس مجانا، وبعد أن مات ظهرت نخلة على قبره الناس تأكل منها البلح.
<!--الراوي الثاني هو الذي يحكي عن البطل، فكان هناك فرصة للكاتبة لتقديم آرائها وأفكارها بيسر وسهولة بوجود هناك راوي آخر غير البطل، وهذا أحد أسلوب السرد القصصي والروائي.
<!--تصوير الشخصية لا يكتمل بسبب أن قصص المجموعة قصيرة جداً، أي أنها أقصوصة. حيث أن الكاتبة تعطي رسم للشخصية بكلمتين أو ثلاثة كلمات وهذه مهارة جيدة جداً، فمنتهي التكثيف ترسم الشخصية.
<!--نمط رسم الشخصية في كل قصص المجموعة تقريبا واحد، موهبة تلقائية في التعبير عن تصوير الشخصية في القصة القصيرة.
<!--في القصة الأخيرة (لقاء على الشاطئ) من القصص الجيدة في المجموعة وهي تجربة نفسية داخل الشخصية.
<!--في قصة (المسحور)، لغة شعرية خاصة في الفقرة الأولى من القصة، بالتحديد الأربع سطور الأولى بالقصة، فتقول سمية عودة:
(جرم ما يشق ماء النهر.. بالكاد يبدو كأنه رأس آدمي، يغطي الشعر الطويل كامل وجهه كأنه مخلوق خرافي.. يزداد المشهد إثارة عند موقع الحدث..وجه الماء الفاصل بين الواقع والمجهول..).
<!--كل القصص تعتمد على المفارقة، تقدم في بداية القصة شيء وفي نهايتها تقدم شيء آخر، وتأتي بالمفارقات من الحكم والأمثال الشعبية المصرية.
<!--بالنسبة لعناوين قصص المجموعة، هناك عناوين قصيرة مكونة من كلمة واحدة وهناك قصص أخرى طويلة، وعناوين معبرة عن ما بداخل القصة، وهناك ما ليس يعطي مدلول عن ما جاء بالقصة.
<!--الجملة الافتتاحية عند سمية عودة مميزة فيها. فهناك قصص تدخل في الحدث مباشرة، وهذا الأسلوب في الدراما يسمى أكشن.
اتسم اللقاء بالحيوية والنشاط، فالكل كان يريد الحديث والمشاركة بإبداء الرأي في المجموعة القصصية، والرد على الدراسة الأكاديمية القيمة التي قدمها الأديب الدكتور/ جمال التلاوي، كقراءة نقدية تحليلية للمجموعة. وبالفعل تم إتاحة الفرصة لمعظم الحضور للصعود للمنصة وطرح أرائهم التي أثرت الندوة، مما حول الندوة من كونها مناقشة لمجموعة قصصية إلى مهرجان ثقافي لدراسة مهارات السرد وأساليبه ومدارسه ورواده من المصريين والأجانب.
وقد حضر الندوة مجموعة كبيرة جدا من الأدباء والشعراء والمثقفين ومحبي الثقافة والمهتمين من محافظة الدقهلية وعاصمتها المنصورة، وكذلك أعضاء نادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وأعضاء ومجلس إدارة فرع اتحاد كُتاب مصر للدقهلية ودمياط، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
الأديب الكبير/ فؤاد حجازي، الأديب/ محمد محمد خليل، الأديب/ شوقي وافي، الأديب/علي علي عوض، اللواء/ حاتم عبد اللطيف، الشاعر والإعلامي/ شريف الفار، الشاعر/ متولي زيادة، الشاعر/ جلال أمين، الأديب الدكتور/ أشرف حسن عبدالرحمن، القاص والإعلامي/ محمود سلامة الهايشة، الشاعر/ أحمد الحديدي، الأديب والناقد/ فرج مجاهد عبدالوهاب، القاص/ فكري عمر عبدالعزيز، الشاعرة والأديبة/ ميمي قدري، الشاعر/ علي عبدالعزيز، الأديب/ أيمن باتع فهمي، الروائي والأديب/ السعيد نجم، الشاعر والناقد/ مجدي محمود نجم، اللواء مهندس الشاعر/ ماهر عبد الواحد، الشاعرة/ هالة طلعت، الأديب/ مجدي شلبي، الشاعر/ فريد المصري، المهندسة/ أميمة شلبي (مسئولة المرأة بنادي جزيرة الورد بالمنصورة)، الناقد والإعلامي/ حسام حشيش (مدير شبكة المنصورة الإخبارية)، الأديب والإعلامي/ سعد الحفناوي، أ.محمد عبدالمنعم .... وآخرون.
ساحة النقاش