ملف فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة (10)

    ۝ يا من أفسدتم مصر؟!:

س: ما هو دور الجامعات ووظيفتها؟

وظيفة التربية والتعليم وتأسيس أجيال جديدة للمستقبل لبناء الدولة الموجودة فيها، وإكساب طلابها المهارات والقدرات التي تأهلهم لسوق العمل وعن طريق العلم المدعوم بالأخلاق الرفيعة، بالإضافة إلى البحث العلمي ودوره في خدمة المجتمع بكافة مستوياته المحلية والقطرية والإقليمية والعالمية.

س: هل أدت الجامعات المصرية دورها على الوجه الأكمل؟

بالطبع سؤال ساذج، لأنها خرجت خرجين أضعف ما يكون على كافة المستويات المهارات العلمية والثقافية، فلا علم ولا ثقافة، بل وقد دخل الطالب/ة الجامعة سليم نفسيا، خرج منها مريض نفسيا يحتاج إلى مصحة للعلاج النفسي، فقد أودع أولياء الأمور والمجتمع المصري كله أبنائهم أمانة تحت أيدي القائمين على التعليم غير الموجود، وانتظروا سنوات وسنوات لكي يرجعوا ويستلموا أمانتهم مرة أخرى فوجودها ناقصة ومشوهه.

ومثلا على ذلك إذا جاءت إحدى الجارات التي تستعد للسفر للخارج تحمل في يدها علبة ذهبها ومجوهراتها لإيداعها لديك كأمانة حتى تعود بعد سفرها بعد عام أو أكثر حتى لا تسرق في زمن كثر فيه اللصوص حتى لصوص الفكر، هل يعقل كرجل مؤتمن على هذا الذهب أن ترجعه لصاحبته بعد ان ترجع ناقصا قطعة أو أن تكون قد استبدلت أي شيء منه؟!، بالطبع لا وألف لا.

هذا ما فعله هؤلاء الفاسدين سلموا الأمانة بها كثير من النواقص بل وبها العديد من الخلل، بالرغم من أنه من المفروض بل من الواجب أن يسلموا الأمانة زاده ووافية وكافية، فالطلاب أوعية فارغة لابد من ملأها بكل ما هو مفيد لهم ولأهلهم ولبلدهم الغالية المسروقة مصر.

وكان ومازال جميع من تخرجوا من الجامعات المصرية خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي يقولوا أنهم تعلموا وكان مستواهم العلمي أعلى بكثير من خريجي العقدين الأخير من القرن العشرين والأول من القرن الحادي والعشرين، بل قد وصل الأمر أن قال عميد كلية التجارة جامعة القاهرة منذ عدة سنوات في لقاء تليفزيوني على التليفزيون المصري بأن خريجي كليته وهم الحاصلين على بكالوريوس التجارة أن شهادتهم تعادل الإعدادية القديمة.

إذا نستنتج مما سبق:

أنهم قد خانوا الأمانة، ويجب ان توجه لهم تهمة الخيانة العظمي بسبب إهدار المال العام وإفساد الحياة الجامعية وتخريج خريجين هادمين لوطنهم لا بنائين فيه.

طبعا سوف يخرج علينا المجموعة المريضة منهم تقول:

لا.. ماذا تقول؟.. نحن لسنا السبب، حسنى مبارك والنظام البائد هم السبب، هم من أفسدوا الماء والهواء والنبات والحيوان والجامد، نحن مظلمين، ومهدر حقنا...

بالطبع سوف أرد عليكم بمنتهى الهدوء وبأعصاب باردة وأقول لكم:

كلا، أنتم الفاسدون المفسدون:

• س: من الذي قام بعمل دراسات مفبركة للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه؟ (إلا من رحم ربي)
• س: من الذي قام بأبحاث وهمية غير حقيقية للترقية لدرجتي أستاذ مساعد وأستاذ؟ (إلا من رحم ربي)
• س: من الذي حصل على مقابل مادي نظير إنجاز الرسائل العلمية للطلاب من داخل وخارج مصر؟ (إلا من رحم ربي)
• س: من الذي باع الامتحانات للطلاب؟ (إلا من رحم ربي)
• س: من الذي يضع ويرصد الدرجات النهائية لأبناء الأساتذة من أبناءكم؟ (إلا من رحم ربي)
• س: من الذين وافقوا بالإجماع دون اعتراض من واحد يوحد ربه في مجالس الأقسام والكليات والجامعات بتعيين أبناءكم أنصاف الآلهة كمعيدين ومدرسين مساعدين بالجامعة وتخطوا زملائهم المتفوقين من أبناء الشعب المظلوم؟ (إلا من رحم ربي)
• س: من الذي جعل الدولة المصرية تستورد كل شيء حتى الأفكار والآراء لحل كافة مشاكل الحياة المصرية لأن أبحاثكم ورسائلكم العلمية لا تحل أهيف مشكلة وغير قابلة للتطبيق ولا التنفيذ ولا تصلح للبيئة المصرية؟ ( بالطبع إلا أقل القليل من الأبحاث المحترمة للأستاذ أو الاثنين في كل قسم علمي فقط لا غير).
• س: من الذي رقى عضو هيئة التدريس في اللجان الدائمة لترقية أساتذة التخصص و هو لا يستحق الترقية؟! و من الذي لم يرقي/ وأرسب عضو هيئة التدريس الذي يستحق الترقية بل هو يعد من علماً تخصصه العلمي بسبب أن أحد من الفاسدين وصى عليه وأعطى التعليمات للجنة الترقية بأن لا ينجح هذا الشخص لأنه غير عجبنا ولا يدخل مزاجنا؟!  (إلا من رحم ربي)
• س: من الذي يبيع مذكرات لا تثمن ولا تغني من جوع للطلاب مطبوعة على ورق أصفر، وليست كتب مؤلفه بل عبارة عن قص ولصق بأعلى الأسعار ويضع في جيبه آلاف الجنيهات دون وجه حق؟ (إلا من رحم ربي)
• س: من الذي قرر فرض مذكرة إضافة أو ملحقة بالمذكرة الأولى لنفس المقرر في نهاية العام الدراسي لكي يجد مصدر جديد للمال الحرام من جيوب الطلاب وأولياء أمورهم لتسديد أقسام السيارة الجديدة التي اشتراها سيادته ولم يجد من يقرضه، فأشار عليه أحد زملاءه الملاعين أن يقرر مذكرة جديدة على طلابه قرب الامتحانات، فجمع منهم 70 ألف جنيه أضافية، ولم يكتفي بذلك بل دخل المحاضرة وحكي للطلاب هذه القصة وما جرى بالكواليس؟! (إلا من رحم ربي)
• س: من الذي جعل الطلاب من أولاد الشعب المتميزون الموهوبون يتركون كليات بعينها ويذهبوا لأخرى لدعم جدوى التعب وبذل الجهد فيها والحصول على أعلى التقديرات أن حصلوا عليها أصلا ويلتحقوا بكلية بهدف الحصول على أي مؤهل جامعي يرضوا به أهليهم ولكي يطلق عليهم حاصلين على هذا البكالوريوس أو ذاك الليسانس، أو لكي يقضي سنة واحدة في الجيش إذا ما تم تجنيده التجنيد الإلزامي، أو لكي يذكر هذا المؤهل أمام أهل البنت التي يريد خطبتها والارتباط بها كشريكة للحياة؟! (إلا من رحم ربي)
• من الذي يقف مع زميله الظالم للطلاب أو يقف بجواره موقفا سالبا يكون لصالحه وينصره على الطالب المظلوم بحجة أنه زميله الباقي وهذا الطالب ذاهب ومتغير؟! (إلا من رحم ربي)
• من الذي يعطي لأبناء الأساتذة الدرجات النهائية في الامتحانات العملية والشفوية، وكان زمان يعطيهم الامتحان النظري قبل امتحانه، أما الآن يأتي ابن الأستاذ آخر نهار يوم الامتحان وتسحب ورقة إجابته وأما استكمالها أو تقطيعها وكتابه ورقة أخرى؟!، فأستاذ المادة والمشرفين على الكنترول مشرفين على هذه الجريمة الأخلاقية؟! (إلا من رحم ربي)
• من الذي سخر طلابه المشرف عليهم في الدراسات العليا والمعيدين والمدرسين كخدم له ولأولاده وزوجته في الكلية والبيت والسوق صباحاً، وفي مكتبه أو عيادته أو محله مشروعه الخاصة مساءً؟! (إلا من رحم ربي)
• من الذي يسرق أبحاث زملاءه في التخصص في مكان آخر غير جامعته؟ (إلا من رحم ربي)
• من الذي يأمر طلابه من طلاب الدراسات العليا بالقيام بعمل تجارب عملية وأبحاث ودراسات ونسبها كلها لنفسه دون أن يضع أسمائهم معه على البحث المنشور كما يفعل الأساتذة المحترمين القلائل داخل مصر وفي كافة أنحاء العالم؟ (إلا من رحم ربي)
• من الذين يفتحون أدراج مكاتبهم وجيوبهم لاستقبال آلاف الجنيهات للموافقة على تعيين هذا أو ذاك في وظيفة معيد أو مدرس مساعد أو مدرس في هذا القسم العلمي أو ذاك؟! (إلا من رحم ربي)

 عزيزي الأستاذ الجامعي الآن وبعد انتهاءك من قراءة هذه الحلقة إذا:

احمر وجهك.

ارتفع ضغط دمك.

بتقول عني أني ابن.............!!

إذا أحب أن أبشرك بشرى سارة:

انك من هؤلاء الذين ورد وصفهم بالأعلى..!!

خالص تحياتي؛

بقلم:

محمود سلامة الهايشة