هندسة الانتباه

العلوم والفنون والآداب

انتبهوا بقلم الأديب / على على عوض


     من خلال أحداث ثورة مصر هناك من لهم مصالح وأهداف وأطماع مع النظام القديم وهم بلطجية النظام والذين يدورون في فلكه ولكن يرتدون أقنعة جديدة . في الطرف الآخر الثوار وإن اختلفوا في وجهة نظرهم. ولم يتفقوا على رأى واحد سواء أفراد أو أحزاب وإن كان هدفهم مصلحة مصر وبسبب هذا الخلاف. استطاع العسكر وعلى رأسهم المجلس العسكري اللعب بهم جميعاً على ما يقرب من عام لمعاونة قوى أخرى خارجية سواء أجنبية أو عربية متورطة مع النظام القديم أو تجمعهم مصالح مشتركة. العسكر جميعا مصالحهم واحدة وهدفهم واحد وتجمعهم سفينة واحدة لو غرقت سوف تغرق بهم جميعا ولكنهم يحاولون النجاة بأي طريقة وبأي شكل والأخطر من ذلك أنهم جميعا لديهم وثائق وإدانات على بعض سواء أفلام أو تسجيلات أو غيرها من وسائل التجسس . الكل كان يتخذ لنفسه الأسلوب والطريقة المناسبة له لضمان خضوع الآخر وأظن ما حدث في حرق ملفات أمن الدولة شاهد على ذلك ، الاتفاق الذي أبرمه المجلس العسكري مع المخلوع حسنى مبارك وأمريكا وإسرائيل وهو انتقال السلطة بطريقة آمنة تضمن حماية مصالحهم مصانة وفى مقدمتها مصلحة إسرائيل والتي تمثلت في سلطة المجلس العسكري وفى نفس الوقت عدم محاكمته لمبارك وأعوانه وظهر ذلك جالبا خلال عام تقريبا وآذ ذخرها لبراءة قتلة ثوار قسم السيدة زينب. العسكر هم أفضل من يقومون بتلك المهمة ، حتى أن الوثيقة السلمية في المادة 9 ، 10 ، 27 قد عبرت بما يدور في ذهن المجلس العسكري لحماية نفسه وحماية مصالح إسرائيل والمخلوع السابق . إصرار المجلس العسكري وعدم إبعاده المفسدين من الحزب الوطني أو محاكمتهم أو ترك الفرصة لهم لدخول الانتخابات في مجلس الشعب والتوليفة الغريبة التي عملها بنظام قوائم وفردي. خلال عام تقريبا من الثورة لم تتحقق مطالبها أو حتى الأساسية منها وهى تطهير البلاد من العسكر الفاسدين ولم يحاكموا بل ما زالوا يتمتعون بكامل حريتهم . البلطجية وأرباب السوابق الذين يستخدمهم العسكر في تحقيق أهدافهم وهم معرفون لديهم . كل البيانات التي يصدرها المجلس العسكري متناقضة مع بعضها. المجلس العسكري يود أن يملك السلطة كما كانت في تركيا قبل أن يقبض حزب العدالة على مقاليد البلاد وهذا يتمشى مع مصالح أمريكا وإسرائيل. دولة داخل دولة . إذن من خلال تلك الأشياء البسيطة التي تم سردها يتضح من هو عدو الثورة الحقيقي وهم العسكر بكل طوائفهم بلا شك وعلى رأسهم المجلس العسكري . طنطاوى ومبارك هما وجهان لعملة واحدة والطيور على أشكالها تقع . لقد خلع العسكر قناعهم وأصبحوا ظاهرين للعيان من أول معركة الجمل وحرق الكنائس والفتنة بين المسلمين والمسحيين والاستفتاء أولاً أم الدستور أولاً وماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء وميدان التحرير وفرض حكومة بعينها على الشعب ومنع الجزيرة من البث داخل مصر حتى لا تنكشف عوراتهم واستخدام الإعلام المصري المضلل لتغطية سوءاتهم وإبراز الثوار بشكل مقزز ومنفر حتى ينفض الشعب من حولهم وأشياء كثيرة الكل يعرفها حتى بما فيها حرق المجمع العلمي عن طريقهم كما كان يفعل أمن الدولة من قبل . نفس السيناريو والحوار في مصر والدول الأخرى العربية وفى مقدمتها سوريا واليمن لأن التفكير القديم هو الذي يسود ولم يتغير وبنفس الأسلوب وبالكيفية نفسها ولا تنسوا أن هناك اتفاقية محاربة الإرهاب بين مصر والدول العربية وأمريكا حيث قام أمن الدولة بتصدير وساخته ووقاحته إلى كل دول الطغاة والمقصود بالإرهاب هو كل من يختلف مع الطغاة يكون إرهابيا وعلى سبيل المثال الفلسطينيون الإرهابيون لأنهم يدافعون عن أرضهم المحتلة والإسرائيليون الغزاة المحتلون لأراضى عربية هم أصحاب حق وليسوا إرهابيين ومن الممكن أن تصبح في أي لحظة إرهابي إذا تعارضت مع مصالحه ولقد تم احتلال العراق وأفغانستان تحت شعار الإرهاب وهكذا تسير الأمور
ولكن ما هو الحل ؟

     في رأيي أن يظل الثوار متيقظين واعين لما حولهم لتعرية العسكر أكثر من ذلك مع المضي قدما في انتخابات مجلس الشعب وإلغاء انتخابات مجلس الشورى الذي ليس له قيمة إلا تضييع الوقت وخسارة كبيرة في أموال الشعب . ولكن بعد أن عرفنا عدونا الحقيقي فهناك أمر مهم لكل الأحزاب والثوار والأحرار الذين يحبون مصر وهو أن يتفقوا جميعاً على قلب رجل واحد.

     عونا من فكرة الحزب الفلانى أو الحزب العلانى ولكن المهم من يمثل مجلس الشعب يقوم بدوره تجاه مصر أولاً وأخيرا ولا نتصارع من أجل المقعد وننسى هدفنا الأساسي وعدونا الحقيقي. نحن نريد دولة ديمقراطية متحضرة تعيد لنا أمجادنا . كذلك اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية المهم أن تكون مصلحة مصر في ذهننا وقلوبنا جميعا أولاً وأخيراً.

بقلم الأديب/ علي علي عوض

عضو اتحاد كٌتاب مصر

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 136 مشاهدة
نشرت فى 30 ديسمبر 2011 بواسطة elhaisha

ساحة النقاش

محمود سلامة محمود الهايشة

elhaisha
محمود سلامة الهايشة - باحث، مصور، مدون، قاص، كاتب، ناقد أدبي، منتج ومخرج أفلام تسجيلية ووثائقية، وخبير تنمية بشرية، مهندس زراعي، أخصائي إنتاج حيواني أول. - حاصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية (شعبة الإنتاج الحيواني) - كلية الزراعة - جامعة المنصورة - مصر- العام 1999. أول شعبة الإنتاج الحيواني دفعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,577,431