د.مصطفى سعيد يكتب: تنمية الصحراء الغربية:
هناك مشروعان مطروحان على الساحة الآن لتنمية الصحراء الغربية ولإيماني بأن كل شبر في مصر يمكن ان يزرع ويستثمر من اجل الأجيال القادمة فأنى أؤيد كلا المشروعان.
ولكنى اطرح على الساحة مشروعا جديدا يمكن ان يفي بالغرض وتقل استثماراته كثيرا عن هذين المشروعان.
يعلم العلماء في مصر ان المياه الجوفية توجد بكميات كبيرة في الخزان النوبي الذي يمتد أسفل مصر وليبيا والسودان وتشاد وتكثر المياه الجوفية في منطقة العوينات التي امتلأت خزاناتها الجوفية عن آخرها نتيجة تسرب المياه من تحت بحيرة ناصر لمدة 30 سنة حتى ظهرت أخيرا فوق سطح الأرض في صورة 3 بحيرات عملاقة ولان المناخ في هذه المنطقة حار حيث تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية في الصيف كما ان نقل البشر لهذه المنطقة يحتاج لبنية أساسية كبيرة كما يحتاج إلى شبكة طرق مكلفة للغاية لذلك فان فكرتي تقوم على ان يتم نقل المياه من العوينات أو من اقرب خزانات جوفية عن طريق الأنابيب إلى منطقة الساحل الشمالي الغربي بين مطروح والسلوم حيث يوجد أفضل مكان في مصر وهى منطقة صالحة للزراعة تمتد بعرض 70 كيلومتر وبطول حوالي 300 كيلو وهى منطقة تمتاز بجوها الرائع طوال العام ويمكن إنشاء مجتمعات عمرانية كبيرة بها ومن عيب هذه المنطقة أن بها ألغام من مخلفات الحرب العالمية ولكن نظرا لان هذه الأرض لموقعها ستباع بأسعار عالية حسب المزاد وليس بالتخصيص الفاسد فيمكن الاستعانة بشركات لنزعها وتخصم تكاليف الإزالة من ثمن الأرض وتقسم إلى المنطقة الساحلية بعرض 3 كيلو للبناء السياحي بعد ترك 200 متر من الشاطئ حسب القانون ثم يقام بعد الـ200 متر طريق ساحلي دولي ثم تقسم المنطقة من بعد ذلك إلى مساحات هي ـ أ &ب&ج - كل لها سعرها ثم تقسم المساحات إلى شركات وعائلات وأفراد 50 فدان للشركات و20 فدان للعائلات و 5 أفدنة للأفراد ويعمل حساب السكان الأصليين بترك مساحات لهم بمعدل 3 أفدنة للفرد مجانا وبذلك نستزرع هذه المساحة التي كانت تستقطع من ارض مصر ونزيد من موارد الدولة المالية بما يقرب 10 مليار جنيه التي نحتاجها ونضيف 3مليون فدان زراعة إلى مساحة الأرض المزروعة وتباع هذه الأراضي أولا وينفق منها على مد خط الأنابيب المقترح ويخصص جزء لإقامة معهد للأبحاث ودراسة إمكانية نقل المياه من مكان اقرب مثل واحة سيوه التي تهدد المياه الجوفية بإغراقها أو من قيفار التي اندفعت مياهها عاليا لمدة 3 سنوات دون الاستفادة بها حتى أقفلتها وزارة الري للحفاظ عليها أو من بعض الخزانات قبل العوينات.
بقلم/ د. مصطفى محمد سعيد حسين
أستاذ متفرغ – مركز بحوث الصحراء
(نشر بتصرف)
ساحة النقاش