ملف فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة (6)
التأريخ للفكر التربوي الجامعي المصري في بداية القرن الـ 21:
ليست هذه السلسلة من المقالات بدون هدف أو معنى، ولا هي نوع من الفضفضة والسفسطة، بل هي علم وتأريخ للواقع للانطلاق للمستقبل، حتى نقرب الواقع من المفروض، فهناك علم يسمى علم تاريخ التربية (الفكر التربوي)، وهو دراسة تاريخية منظمة للظواهر والأحداث التربوية التي مرت بها العلمية التربوية فأثرت في تطورها في تطورها خلال عصور التاريخ الماضية. أو هو ذلك الفكر الذي يعبر عن مرحلة مهينة من مراحل التربية.
ومن ضمن آليات الموضوعية التاريخية:
1- الحكم على القضية في إطارها الزمني الثقافي والاجتماعي.
2- الاعتماد على الآثار المتروكة.
3- العملة السائدة.
4- شهود العيان.
لذا تعد هذه السلسلة تدوين لما يحدث بالفعل داخل أروقت الجامعات المصرية، بين عنصري عملية التعلم – الأستاذ والطلاب – فما نقوم به يقع تحت بند شهود العيان من خلال الرصد والملاحظة والاستقراء والاستنتاج، فما نكتبه اليوم واقع وغدا تراثاً تربوياً للأجيال القادمة.
وهناك العديد من النقاط ذات الأهمية الكبيرة في فتح ملف فساد أساتذة الجامعات غير المتزنين نفسياً وبالتالي سلوكياً في التأريخ للتربية:
· اكتساب الخبرات التربوية المكملة لعملية الإعداد المهني للقيام بمتطلبات العملية التربوية.
· تتبع نشأة النظريات التربوية المتنوعة ومعرفة مدى صحتها وما بها من أخطاء والاستفادة منها في مجال العمل التربوي.
· التعرف على الآثار التي رسبتها النظريات التربوية في النظم التربوية المعاصرة.
· التعرف على جوانب العملية التربوية في المجتمع خلال تلك الفترة الزمنية ومدى ازدهارها أو اضمحلالها والتعرف على أسباب ذلك.
· فهم الارتباط الوثيق بين تطور المجتمع بصفة عامة وتطور نظمه التربوي بصفة خاصة من خلال فهم العلاقة بين علم التاريخ وعلم التربية.
ومن ضمن مجالات الدراسة في تاريخ التربية دراسة مشكلة تربوية معاصرة ومعرفة أسباب ظهورها والعوامل التي أثرت فيها، ونحن بصدد مناقشة ودراسة إشكاليات فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم أنصاف الآلهة والتي قد تستغرق منا عدة سنوات، فالهم ثقيل والكارثة كبيرة.
أصل فرعنة وإلوهية أساتذة الجامعات المصرية:
لكل شيء في الحياة أصل وجذور، في يوجد شيء نشأ من فراغ، وفي أغلب الظن أن يأتي هذا الأصل من خلال الوراثة أي يرث الإنسان الاستعداد الوراثي من الأجداد وتساعد البيئة على إظهاره وتنميته، وبما أن البيئة تمثل نفس ذات الوطن الذي كان يعيش عليه الأجداد في الماضي والأبناء في الحاضر، ويأتي الاختلاف بين الأفراد لعدة أسباب أهمها الفروق الفردية بين الأفراد، ومدى اختلاط نسبه وعرقه بأجداد آخرين من أجناس أخرى على مر العصور مما أدى لعدم ظهر نفس الصفات على جميع الأشخاص في هذا العصر.
نقصد بالأجداد المصريين القدماء أو كما أعادت الأدبيات تسميتهم بـ الفراعنة، ونقصد بالأبناء في هذا الزمن أساتذة الجامعات المصرية أنصاف الآلهة.
وأكبر دليل على صحة كلامي هذا، أن من ضمن الأهداف التربوية في مصر القديمة - الاهتمام بالعلم والمعرفة للاعتقاد بوجود آلهة للعلم والمعرفة فكان ذلك بمثابة نوع من التعبد في الدنيا وقرباناً يتقربون به إليها في الآخرة – فورث هؤلاء الأساتذة الإلوهية من آلهة الفراعنة، واعتبروا أنفسهم آلهة للعلم والمعرفة، وأن من يعبدهم هم الطلاب، وما يفعله الطلاب من خدمات لهم هي بمثابة خدمات للإله للتقرب منه، ومن يقدمه الطلاب من أوقات وأموال وهدايا ما هي إلا قرابين لنيل الرضا السامي، وهي شيء يصدر من هذا الإله حق وصدق، فالطلاب هم الفاسدين المفسدين في الأرض، أما هو فمن المصلحين العالمين بخبايا الأمور فهو العالم العارف، أما هؤلاء الرعاع من الطلاب ما هم إلا مجموعة من الجهالة محدود الفهم ولابد أن يحمدوا الله أن وجدونا نحن الآلهة لكي نعلمهم أو حتى نتعامل معهم.
وهذا يذكرني بحديث أحد الأساتذة من طائفة أنصاف الآلهة متحدثاً لأحد طلابه الحاصلين على درجة الماجستير تحت إشراف جلالته (ولله المثل الأعلى):
· يا ولد أنا الذي أعطيتك ومنحتك الماجستير، فلولا أنا ما كنت تحصل عليه، أنت لا شيء، ولا تقل يوماً أنك حصلت عليه بمجهودك، فليس لك مجهود، فأنا العاطي المانح، فأنا الذي صنعتك وجعلت لك عقلً ولسانً تناطحني بهما الآن يا قليل الأصل، فلا تنسى أني الكبير وأنت الصغير.
لن أعلق على كلمه بل سأترك لكم أحبائي القراء حرية التعليق، لكل منكم يدلوا بدلوه......
الدين والتربية الأخلاقية:
جميع الأديان السماوية تدعو أتابعها للخلق القويم، وتأكد على الدين هو المعاملة، وليس العيب في الدين ولكن العيب فيمن يطبق هذا الدين، فمن ضمن خصائص التربية الإسلامية اهتمامها بالتربية الأخلاقية إلى أبعد الحدود بهدف حصاد أجيالاً ذو خلق رفيع ومُثل عليا، كلام جميل كلام معقول، السؤال أين نحن من هذا الكلام؟!، فمن يقوم بعملية التربية اليوم إلا هؤلاء الأساتذة أنصاف الآلهة الذي يصلون ويصمون ويحجون ويعتمرون ويزكون ويمسكون المسبحة وعلامة الصلاة تأكل جبيه كالوشم ويهرولون نحن المساجد عند سماع المؤذن يكبر. وعندما تسمع لهم يعجبك قولهم وحديثهم.
الميول والنفسية:
من أهم خصائص وأسس التربية الحديثة هي ميول طالب، فكل طالب يختار ما يناسب ميوله، والاهتمام بالصحة النفسية والروحية للطالب.
هذا ما يقوله علماء التربية في جميع أنحاء العالم ويطبق بالفعل على أرض الواقع، إلا في مصر أرض الكنانة، حيث يعتبر الأساتذة أنصاف الآلهة هذا الكلام هراء وحديث فارغ وعاراً عن الصحة، هل للطالب ميول وهل للطالب مزاج وهل للطالب حالة نفسية لابد أن نحافظ عليها؟!، فلابد من تكسير رأس هذا الطالب الذي جرأة على توجيه الحديث لأستاذه، وتعليقه من أذنيه لأنه فكر مجرد تفكير وتحدث مع نفسه بأي شيء يطالب به أستاذه عن أبسط الحقوق.
بالفعل عزيزي القارئ هذا طالب سافل كيف له أن يفتح فمه بكلمه ويوجهها للإله؟!، فهذا حرام شرعاً ويعد هذا خرقاً للعادات والتقاليد والأعراف والمثل العليا وقواعد قوانين تنظيم الجامعات المصرية العريقة، فالطالب مجرد دمية يُفعل بها ولا يصح أن تفعل شيء.
ويقول الدكتور محمد العريفي: أحسن النية .. لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب بها إلى الله. ويقول العلماء في ما ورد في من الأقوال: إن أشد الظلم أن تظلم من لا ناصر له إلا الله.
بقلم:
محمود سلامة الهايشة
ساحة النقاش