ثورة تعانق النيل للشاعر عبد الناصر الجوهرى
ألم أقل لكم بأن النيلً لو ثار ...
استرد الأرض ،
والأسلاب ،،
والراياتٍ ... غضبانا ؟!
وأن ميدانا ( لتحريري )
سيعطي الشعب إلهاماً
ووجدانا
ما كان للزّراع أن تدري
بأن الفيض قد حانا
حتي نواطيرُ البلاد ...
دبّرت أمرا ،،
لكي تأتي لنا قناصةٌ
تعتاد قتل البوح
أزمانا
الظلمٌ صار مطّيةُ الحكّام ...
أطعموه من حشاش الخوف ..
كم أثار وديانا
والحقُ صار مكّبلاً
يخشي دجيّ ،
سوطاً
وقضبانا
من أطلق السجناء حين أطلّ ...
وجهُ للصباح ..
يثور فرحانا ؟!
من قد يخرب مرجنا ؟!
والمرج قد أضحي يخاف العشب ..
إذ يرتاب غدرانا !!
فانفضّ للدستور زنزاناتُ ...
ما كانا
فهّبةُ من بين أضلاعٍ الشقا
جاءت
وصار القمع تلو القمع ..
بركانا
و أنا هنا معصوبةٌ عيناىَ
لا أحتاج برهانا
من كلّ فجّ قد أتي شعبي
وجاء النخلُ ...
من ( شبرا ) و ( أسوانا ) ؟!!
أكان الشطّ مأجورا ؟!
أكان النيلُ عطشانا ؟!
يوما تحاصره رصاص البلطجيّةٍ ..
أو غباءُ الشرط ..
حين أقمت عصيانا
أرضٌ لنيلي في الجوار تجمهرت
ما أنبتت يوماً بقلب الجدب بستانا
هذي الفخاخُ ..
تصيد رغم الجرح غيلانا
ما قد تركناه علي سفح الهموم ..
تجاوز الكيلَ المعبّأ في الصدور ..
فكيف ظل الّعمرُ سجّانا ؟!
تسعون مليونا من الثكلي يشدّون الرحال
إلي الخلاص يضمّدون جراحهم
وينسجون بثوب العتق أكفانا
وفتيةٌ يعانق النيلُ المؤرّقُ ظلهم
يشتاق إنجيلاَََ وقرآنا
وغربةٌ تسقي البّرية أدمعا ،
مٌرّا ،
وأشجانا
ساحُ التظاهر طقسه شاتٍ
وكفّ البرد ممدودٌ إلي الأقمار ِ..
لا يرتاح من عاني
ألم أقلْ لكم بأنّ للصوص حيلةُ
سيسرقون ثورة الشباب ..
من عيونهم لو أغفلوا رؤيً ،
يجئ المكرُ ألوانا
سيزعمون بأنهم غرسوا هنا
وسط الغرس عيدانا
ليحملونهم علي الأعناقٍ ..
في أكنافهم
سيزعمون بأنهم سبقوا خطي الثوار ..
ملحمةّ وإيمانا
وطنٌ هنا يشتاق رغم القنص ..
أوطانا
وطنٌ هنا تطويه أعلامُ البلاد ..
ورغم طعن الأشقياء لقلبه
مازال للتّحنان .. ريّانا
ظنوا لقيمات المعيشة أخرجتنا
قد نسوا
دمي الذي أمسي ( بضاحية الجنوب ) ..
مضرّجا
أو جرح ( غزة )َ
أو أنين الموت في ( قانا ) !!
ما بال عسكر الهروب ..
يستميت لحاكم مدجّجا في قصره
يبتاع كهّانا
قصر العروبة .. شائكٌ ما حوله
لا تستريح تخومه
يخشي جثامين اعتصامٍ
سوره قد زاد قتلانا
مالي أري بيني وبين الحلم ..
جدرانا !!
إن للسفاح حقداً فارشاً
في القلب أضحي مستميت عناده
كذبا وبهتانا
فكل حاكمٍ يجئ في بداية حكمه
يغازل الصفصاف ، و الأطيار ..
ثم يصير عند الشيب شيطانا
أو قد يورّث نجله
لو كان عربيداَ
وفي الحانات سكرانا
وطني لماذا لو أنا أعطيتُ شرطيّاً
- إذا اعتصمتُ - وردةً
أيطلق الرصاص في عينيّ ..
فألقي الله عميانا ؟!
وطني لماذا الأمنُ يمنع عننا دوماّ
عقاقيراً وأرغفةّ ويلقيها بنيلي
حين حاصرني ،
عبوري ارتدّ من جنبيّ
منكسراً و خجلانا
فمن معي ؟
لا يشتهي يوماً عصىً للكهرباء
تشقّ رأسي أو يسوق إلىَّ غربانا
حظرُ لتجوالٍ مضي
فتركت وجه الخوف في غيظٍ
علي الأسلاك .. عريانا
أختارُ لي دبابةّ خلفي
سأستلقي بنفسي تحتها
وأنام حتي لا أموت ..
وذل العيش قد هانا
تاللهِ لم أخترْ هنا عيشي ولا كِّدي
لكيما أنزوي
أغدوا إلي الأوجاع ملتحفا أسي عمري
لأجني الآن حرمانا
حتي ( أبو الهول ) المُعنَّي
لا يزال تائهاً .. في ( مِصْرَ ) حيرانا
من أطلق البوم ،
الجراد علي الربا ليغيظ غيظانا ؟!
من دسّ قحطاً يستبيح حنطتي
يهيّج في الأجران جرذانا
إني رأيتُ للملائك زُمرةً
تطوف في ( التحرير )
معتصمين شفّ نورهُم
والثائرون توافدوا
وقدموا الشهداء .. قربانا
غدا ستذكرنا التواريخُ الحبيبةُ ..
أننا علي ضفاف النيل صُنّا دولةً
فقراؤها صبروا وكان المجدِ عنوانا !!
هنا سنفترش الثري
سيجئ فجرٌ من وراء الليلِ ..
يلقانا !!
بقلم
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كتاب مصر
البريد الإلكتروني: [email protected]
ساحة النقاش