جميع بور الصراع في العالم تشترك في عامل واحدة مشترك
إذا ما وجد الإسلام والمسلمين في أي بقعة في العالم، كان هناك صراع خاص إذا كان الإسلام دين الأقلية، فإذا قمنا بحصر سريع للصراعات والأزمات التي تنشأ وتظهر وتوجد على مستوى العالم لسوف نجد أن الدين الإسلامي أو المسلمين طرف أساسي ورئيسي في ذاك الصراع أو تلك الأزمة، فما يحدث على أرض فلسطين من قبل إسرائيل، والاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق على خلفية ما حدث في 11 سبتمبر 2001، مما أدى لجعلهما نواة لأكبر خليتين في منطقتي الشرق الأوسط والأدنى لتصدير العنف والإرهاب بعد إعداده وتصنيعه على تلك الأراضي والمحتلة، حتى في الذكري التاسعة لإحداث 11 سبتمبر هذا العام 2010، جاءت دعوة القس الأمريكي "تيري جونز" بحرق المصحف الشريف، أو كما عبرت عنه وسائل الإعلام الأمريكية حرق الكتاب المقدس للمسلمين، أشعل العالم كله إلى أن تراجع عن دعوته أو بالأحرى تأجيلها وأرجائها بشروط، حيث اشترط بأن يتوقف بناء المسجد والمجمع الإسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي الذي انهار في أحداث 11 سبتمبر بنيويورك، وأدت دعوة القس "جونز" إلى إشعال فتيل فتنة عالمية بين الأديان واعتبرها العالم الإسلامي تحريض على الكراهية والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين، وخرجت دول أخرى كثيرة غير إسلامية واستنكرت تلك الدعوة لحرق نسخ من القرآن الكريم، وتم رفع حالة التأهب القصوى في الكثير من المدن والمطارات الأمريكية والأوروبية على أثر تلك الدعوة تحسباً لردة فعل، وتأتي تلك الدعوة القبيحة في نفس الأسبوع الذي قامت فيه المستشارة الألمانية "أنجلا ميركل" بتكريم الرسام الذي رسم الرسومات المسيئة للرسول محمد صلوات الله وسلمه عليه، خطوة استفزازيه للعالم الإسلامي أجمع، مما جعل مسلمي ألمانيا في حالة استياء وخوف على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وأمنهم داخل المجتمع الألماني.
ومن المفارقات العجيبة والتصريحات التي لا تتفق مع الأعمال والتصرفات هي أن يقول القس "جونز" صاحب دعوة حرق المصحف الشريف بأنه يريد أن يحرقه رغم أنه لم يقرأه أو يعرف ما به ولكنه يريد حرقه حتى يكون مرتاح وتتحسن حالته المزاجية، أي يحرقه لمزاجه الشخصي ويحرق العالم معه!!؛ وتخرج المستشارة "ميركل" التي كرمت من رسم الرسول الكريم برسومات بذيئة بتصريحات تدين فيها دعوة حرق نسخ من المصحف.
وها هو إقليم كشمير الواقع بين دولتين نوويتين يتنازعان عليه، فالهند تسطير على جزء منه، بينما باكستان تسطير على الجزء الآخر، بينما سُكان الإقليم من المسلمين يطالبون ويسعون منذ ستين عاماً للانفصال عن الدولتين وإقامة دولة مستقلة، مما أدى إلى سقوط الآلاف من الضحايا من سُكان الإقليم المسلمين ما بين قتيل وجريح، ومازال الصراع مستمر دون أي ملامح تشير إلى انتهائه في القريب.
ساحة النقاش