الحظ لا يأتي إلا مرة واحدة!
تحت هذا العنوان كتب الأكاديمي والمفكر المصري الأستاذ الدكتور/ مصطفى سعيد (1): ربما كانت وزارة الدكتور نظيف غير محظوظة بالنسبة للازمات التي تعرضت لها مثل الازمة المالية العالمية وانفلونزا الطيور ومن بعدها أنفلونزا الخنازير؛ ولكن ها هو الحظ قد ابتسم أخيرا لهذه الوزارة آذ صرح مصدر مسئول بوزارة الري بان فيضان هذا العام سيكون أعلى فيضان مر على مصر من 43 عام؛
كاتب المقال أ.د/ مصطفى سعيد
ولكن هل استعدت وزارة الدكتور نظيف لهذا الفيضان، أم سيتم إلقاء كل هذه الكميات من المياه في البحر كما يحدث كل عام ثم نطلب من المواطنين عدم زراعة الأرز ونترك بعض المناطق بدون ري حتى تهلك المزروعات؟!
ان الاستعداد لهذا الفيضان يستلزم ان تكون المياه الموجودة في بحيرة السد قد تم استخدامها فى مشاريع تنموية وذلك استعدادا للخير القادم من الحبشة والذى قد لا يتكرر فهل هذا تم؟!
وهناك اقتراحات كثيرة قد وضعها العلماء مثل ضخ هذه المياه في قناة الوادي الجديد لتروى ملايين الأفدنة ولتملا خزانات المياه الجوفية وتوصيل هذه المياه إلى منخفض القطارة وتوليد الكهرباء بها وتخزين اكبر كمية فيضان تشهدها مصر فى منخفض القطارة لتكون مخزونا للمياه لاستخدامه في زراعة ملايين الأفدنة في الصحراء الغربية فهل تم تجهيز قناة الوادي الجديد؟!
كما ان هذه المياه كان من المفروض ان تصل إلى وسط سيناء لتنفيذ خطة التنمية لتوطين 3 مليون مواطن كأولوية امن قومي فهل سيحدث هذا؟!
ان النظرة المستقبلية التي كان من المفترض ان تكون موجودة لدى المسؤلين قد انعدمت فمصر التى كانت 20 مليون فى الخمسينات غير مصر التي أصبحت أكثر من80 مليون في 2010، وأي صاحب عقل كان يجب ان يعرف ان ذلك سيحدث وكانت الخطط لزيادة الرقعة الزراعية الى 3 اضعاف المساحة كان يجب ان تكون جاهزة الان ان شبابنا الذى يهاجر الى المجهول ويلقى حتفة فى البحر هو فى عنق كل مسؤل تقاعس عن واجبة خاصة فى التوسع الزراعى فتنفيذ برامج التوسع الزراعى التى اقترحها العلماء لم تلق اى اذان من احد وظلت الاوضاع تتهدور حتى جاء هذا الفيضان ليغلق ابواب ادعاء الفقر المائى للتنصل من المسؤلية وليظهر لنا فقر العقول فلن يمكن فى شهور قليلة عمل المشروعات التى كان يجب ان تكون جاهزة الآن للاستفادة بكل هذه المياه.
لن يسامح الشعب الحكومة إذا فرطت في هذه المياه بإلقائها في البحر (2) بحجة غسل النهر أو إلقائها في مفيض توشكى لتتسرب الى الاعماق أو تتبخر في الهواء.
الهوامش:
(1) د. مصطفى سعيد ([email protected]).
(2) البحر الأبيض المتوسط مصب نهر النيل.
نشرت بتصرف.
ساحة النقاش