ظاهرة المقاهي!!
انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة مفزعة ولكنها نتيجة طبيعية لأشياء كثيرة، ألا وهي ظاهرة انتشار المقاهي، ولا نقصد هنا مقاهي الإنترنت، بل مقاهي الشاي والقهوة والشيشة والدخان وقد يصل الأمر في بعض المقاهي للحشيش والبانجو، وفقد أصبح بين كل مقهى ومقهى..مقهى أخرى، فلم يعد هناك شاعر رئيسي في المدن الكبرى بمصر، ألا وبه مقهى واحد على الأقل أن لم يكن في أول الشاعر مقهى ووسط مقهى وآخره مقهى، كان زمان ليس بالوقت البعيد منذ عدة سنوات فقط، لا تفتح المقاهي إلا الظهر أو بعد الظهر وتظل كراسيها فارغة من الزبائن إلى أن يحل الليل، ولا تمتلئ بالجمهور إلا ليلاً فقط، وكان من يجلس عليها هم الرجال الكبار في السن، خاصة من تخطوا الستين ووصلوا لسن التقاعد من وظائفهم.
أم المشهد اليوم هو أن المقاهي تفتح أبوابه من الصباح الباكر، ودائما ممتلئ بالناس في جميع أوقات النهار أو الليل، درجة أن هناك مقاهي لا تغلق أبوابه وتظل مفتوحة طوال الـ 24 ساعة لمدة 365 يوم في العام، وجميع الأعمار أصبحت تجلس عليها، فالشباب تخرجوا ولم يجد عملا، والذي يعمل في صنعه ينهي يومه ويذهب للجلوس على المقاهي، فمنهم من يعتبر المقهى مقراً له لمقابلة الزبائن، والفتيان الذين مازال في مراحل التعليم المختلفة لا يجدون شيئاً يفعلونه طوال الإجازات الصيفية والأسبوعية فيذهبوا للمقاهي لقضاء أوقات فراغهم.
فقد تحولت الشوارع بالمدن لمسرح كبير جدا، لا يتصوره أحد، فقد أصبح الجالسون على المقهى هم الجمهور المتفرج، والشارع بمن فيه هو خشبة المسرح فالمارة بالشارع أمامهم سواء أكان رجلاً أو امرأة أو فتاة أو طفل أو سيارة أو دراجة هم الممثلين والممثلات والديكورات والأزياء لهذا العرض المسرحي الكبيرة.
فلك أنت تتصور ماذا يمكن أن يحدث في هذا المسرح؟، الذي يدخل فيه من يدخل ويخرج منه من يخرج دون إذن وفي أي وقت دون رابط أو ضابط!!
بقلم
محمود سلامة الهايشة
ساحة النقاش