انتخابات بريطانيا كشفت المستور
تحت هذا العنوان كتب الباحث والأكاديمي المصري الأستاذ الدكتور/مصطفى سعيد، مقالاً يقول فيه:
بعد يوم واحد من الانتخابات البريطانية أعلنت النتائج النهائية ولم يتهم أي حزب الحزب الذي في السلطة بالتزوير، وذلك لأن الانتخابات تتم بطريقة اليكترونية لا تسمح بالتزوير فكل مواطن له أن ينتخب برقمه القومي وله رقمه السري الذي يدخل به على شبكة الانترنت ليعطى صوته لمن يريد ثم تعلن النتائج في اليوم التالي، ولكل مواطن أن يتأكد أن صوته قد أعطى لمن صوت له وفى الغالب لا يتم أي تزوير لأن النظام الاليكتروني لا يسمح بذلك ولا قدر الله إن تدخل أحد لتغيير نتيجة احد الناخبين فستكون الطامة الكبرى، وذلك لم يحدث حتى الآن إما في الدول المتخلفة فتعمل جداول انتخابية يفتح التسجيل فيها مرة كل سنة والغرض منها تصعيب الإجراءات خاصة على الطبقة المثقفة التي لا ترغب الحكومات في تلك الدول في إن تكون لها بطاقات انتخابية حيث أن هذه الفئة لو أعطت أصواتها فلن تكون أبدا في صف تلك الحكومات، ولذلك نجد إن 90 % من المثقفين يعزفون عن الانتخابات. كما أن الجداول الانتخابية تعطى حرية أكبر في التلاعب بالناخبين في عدم حذف أصوات الأموات وهم بذلك يصوتون للحزب الحاكم وهم في الدار الآخرة، كما أنها فرصة لتشتيت دوائر الناخبين غير المرغوبين وتدويخهم حتى يتخلوا عن فكرة التصويت. كما أن الانتخابات بالجداول تحصر عدد الناخبين في 8 مليون ناخب 80 % منهم مضمون تصويتهم للحزب الحاكم والـ 20 % الباقية لهم حلول أيضا.
وانتخابات العالم الثالث مثل التي شاهدناها في أفغانستان والعراق والسودان فتتم بطريقة القرون الوسطى وهى العد اليدوي ولذلك نجد أن الاتهامات بالتزوير تكون موجودة قبل بدا الانتخابات وتبدأ الحرب بعدها مثل ما حدث في إيران.
إن العالم المتحضر ليس عنده وقت ليضيعه في تزوير الانتخابات إما الدول المتخلفة فتجد في نظام العد اليدوي النظام الأمثل، فهو الذي يتيح التزوير بل إن حكومات هذه الدول تحرص على أن تكون أكبر نسبة من الشعب تتمتع بالجهل والفقر والمرض فالجهل يسهل التزوير، أما الفقر فيسمح بشراء الأصوات، وهذه المساحة هي التي حاول أن يستغلها أيمن نور في انتخابات الرياسة الماضية فكان جزاؤه ما شاهدناه وأما المرض فيسمح باستخراج تصاريح العلاج على نفقة الدولة وبالتالي ضمان الولاء.
إن الانتخابات الحرة النزيهة تعتمد على نظام تصويت ونظام فرز حديث وليت الدكتور أحمد درويش وزير التنمية المحلية يخرج علينا بنظام اليكتروني للانتخابات مماثل لأنظمة الانتخابات في الدول المتقدمة وهذا ما لا يمكن أن يحدث فلقد سقطنا في اختبار الشفافية عن جدارة.
ساحة النقاش