مصر ستشتري مياه النيل!!
فشل وزراء مياه حوض النيل في التوصل إلى حلول جذرية حول الخلافات بين دول المنبع ودول المصب خلال اجتماع شرم الشيخ أبريل 2010، حيث تعترض إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا وكينيا وجمهورية الكونغو على الاتفاقات السابقة، وتطالب بما وصفته بتقاسم "أكثر عدلاً" لمياه النهر.
جميع منابع المياه العذبة للعرب ليست في أرضهم بل تأتي من خارج حدودهم الجغرافية، مما أفقدهم السيطرة على أمنهم المائي.
قام الدكتور/ عبد المالك خلف التميمي بتأليف كتاب بعنوان "المياه العربية..التحدي والاستجابة"، وقد صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت العام 2009؛ عالج الكتاب إشكالية الثروة المائية العربية باعتبارها واقعا فرض نفسه وقضية سوف يكون لها تأثير حاسم على مستقبل الشعوب العربية، وقد قسم المؤلف كتابه إلى ثمانية فصول متسلسلة منطقياً ومتدرجة منهجياً، تناول في الفصل الأول تعريف إشكالية المياه في الشرق الأوسط؛ ثم عالج قضية المياه العربية وما ارتبط بها من مشاريع غربية وسياسة مائية إسرائيلية في الفصل الثاني؛ ليصل في الفصل الثالث إلى معالجة مسألة المياه العربية من حيث ارتباطها بالسياسة التركية الخاصة بالتحكم في منابع المياه العربية الشمالية. ثم أتى المؤلف في الفصل الرابع بعلاج لقضية المياه المشتركة بين العراق وإيران وما ترتب عليها من معاهدات واتفاقات؛ ثم عرض المؤلف لمصادر مياه نهر النيل المشتركة انطلاقا من واقعها الجغرافي وبعدها السياسي وانعكاساتها الاقتصادية؛ وخصص المؤلف الفصل السادس للجزيرة العربية فعرف بمصادر مياهها وانعكاس قدراتها المائية على المشاريع التنموية لدول الخليج واليمن؛ بينما استعرض المؤلف المغرب العربي بالفصل السابع المصادر المائية لبلاد المغرب مبرزاً مدى استجابتها لحاجات السكان وخدمتها لمشاريع التنمية المحلية؛ عالج في الفصل الثامن والأخير مستقبل المياه العربية مستعرضا النتائج التي انتهى إليها في الفصول السابعة السابقة ومحاولا الإجابة فيه عن الإشكاليات التي أثارها والاستنتاجات التي انتهى إليها.
وبعد الأزمة المالية العالمية انخفض سعر لتر البترول وارتفع سعر لتر المياه، وفي ظل ابتكار الكثير من الدول الوقود الحيوي البديل للوقود الأحفوري، وتم الاستغناء بشكل شبه كامل عن الوقود التقليدي من مشتقات البترول، وزيادة عدد سُكان العالم، سوف يصبح أغلى مورد من الموارد الطبيعية في العالم هي المياه، وارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، فالحروب العسكرية والاقتصادية والاجتماعية بين الدول هي حروب على مصادر المياه، فمن يمتلك المياه يمتلك كل شيء وأي شيء.
بقلم
م. محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري
ساحة النقاش