المرأة حكماً لكرة القدم؟!
نعم ولما لا... فالمرأة اليوم لاعبة لكرة القدم... وصحفية رياضية متخصصة في كرة القدم... وناقدة في مجال النقد الرياضي للعبة ذات الشعبية الأولى في مصر والعالم كله، وهناك البطولات الدولية في الكرة القدم للسيدات مثلها مثل الرجال، كباقي الرياضات الأخرى.
هناك أزمة تعصف بكرة القدم المصرية، بسبب أزمة الأندية المصرية مع اتحاد كرة القدم ولجنة المسابقات ولجنة الحُكام، وترجع هذه الأزمة إلى اعتراض بعض الأندية في الدوري العام الممتاز لكرة القدم بالظلم الشنيع بسبب أخطاء التحكيم، مثل احتساب أهداف خطئه أو إلغاء أهداف صحيحة أو احتساب أو عدم احتساب ضربات جزاء، مما قد يؤدي إلى ضياع نقاط من هذا الفريق أو ذاك وتغيير ترتيب الفرق في جدول الدوري العام.
والآن قد يُضرب الحُكام الدوليين عن التحكيم ما لم يوافق الاتحاد المصري لكرة القدم على مطالبهم، والأندية من جهتها تطلب من الاتحاد أن تستقدم حُكاماً أجانب لاستكمال باقي أسابيع الدوري العام، مع العلم أن الحكم الدولي المصري يحصل من تحكيمه في المباراة الوحدة على 300 (ثلاثمائة) جنيه مصري فقط لا غير، بينما عند استقدام طاقم تحكيم أجنبي لتحكيم مباراة واحدة يتكلف الأمر ما بين 15 إلى 20 ألف دولار أمريكي، ومسألة الحُكام الأجانب في السابق كانت مقصورة فقط على المباريات التي تجمع بين فريقي الأهلي والزمالك أو الزمالك والأهلي، لأنهما قطبي الكرة المصرية، وكان الاتحاد المصري لكرة القدم يتحمل تكاليف هذا الطاقم الأجنبي.
وقد وصل الأمر إلى تهديد بعض الحُكام الدوليين المصريين بالقتل وخطف أبنائهم، وكان أخرهم الحكم الدولي/ سمير محمود عثمان، وهو حكم ابن حكم فوالده هو الحكم السابق/محمود عثمان.
وفي لقاء تليفزيوني مع أحد المسئولين عن كرة القدم في أحد الأندية المصرية الكبيرة عن التكاليف الباهظة لاستقدام حُكام أجانب بدلاً من المصريين، أجاب بأننا في أنديتنا نصرف عشرات الملايين على هؤلاء اللاعبين وعلى الأجهزة الفنية التي تدرب هذا الفريق، فليس معقولاً أن يأتي حكماً ويضيع كل هذا المجهود والأموال التي تنفق!
فهل يوجد حل لهذا الأمر وتلك الأزمة المتكررة كل عام؟، ومن الواضح أنها لن تتوقف بل ستستمر كل عام، ومن الواضح من خلال أزمة هذا العام أنها سوف تزداد حدتها خلال الأعوام القليلة القادم، مما سيؤدي أننا سوف نجلس أمام شاشات التلفاز لكي نشاهد هذه المباراة أو ذاك وينزل اللاعبين الملعب، ويحدث أمرين أما أن تلغى المباراة لعدم وجود حُكام لأنهم معتصمين أو مضربين كباقي فئات المجتمع المصري الآن!، أو تُلعب المباراة بدون حكم! وهذا مخالف لقوانين ولوائح لعبة كرة القدم!، ويتم انتداب أحد المشجعين أجالسين في المدرجات لتحكيم المباراة!!
والحل هو الدعوة لإنشاء أكاديمية لها فروع في كافة أنحاء الجمهورية لتدريب السيدات على التحكيم!!، نعم سيدات بحيث تكون الدراسة دراسة أكاديمية تجمع بين الجانب النظري والعملي، بحيث تصبح الحكمة تحمل رخصة مزاولة مهنة التحكيم في كرة القدم كبديل من الحُكام الرجال حتى لا تحدث مثل هذه الأزمات في المستقبل، وبدلاً من الاستعانة بحُكام أجانب ونتخلى عن الانحناء لقبعة الخواجة، وذلك على غرار ما يحدث في لعبة كرة اليد، فقد شاهدنا ذلك مؤخراً في بطولة الأمم الأفريقية لكرة اليد والتي أقيمت في القاهرة للرجال والسيدات، حيث كان هناك أطقم تحكيم من السيدات حيث كنا نرى امرأتين يقفان في ملعب المباراة وسط اللاعبين الرجال وكانوا يحترم كل من في الملعب قراراتهن وكان أداهم في غاية الروعة والتميز!!
مع العلم أن الأمر قد لا يحتاج إلى أكاديميات لتدريب النساء على تحكيم كرة القدم، وذلك لانتشار كليات التربية الرياضية للبنات على غرار كليات البنين، في معظم الجامعات المصرية، وفي تلك الكليات يتم تدريس كل شيء يخص لعبة كرة القدم من لعب وتدريب وتحكيم وطب رياضي وفسيولوجيا اللاعب والقوانين المنظمة للعبة...الخ؛ ومن هناك فلدينا الكوادر القادرة على القيام بتلك المهمة باقتدار شديد.
بقلم
م. محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري
Emails: [email protected]
ساحة النقاش