رغم صغر سنه فإن عبقريته سابقة لعمره بكثير فهو يسعي دائماً لتطوير مهاراته العلمية من خلال متابعة الكتب العلمية وأحدث ما وصل إليه العلم عن طريق شبكة الإنترنت لذلك فأجندته الصغيرة تحمل العديد من الأفكار التي سعي لتنفيذ بعض منها ويحلم برؤيتها تغزو الأسواق حاملة شعار "صنع في مصر".
إنه رامي صفوت (22 عاماً) المسئول عن الدعم الفني بإحدى الشركات، كما قام بإعداد اتفاقية لتبادل المعامل والمراجع بين المخترعين تحت عنوان "بروتوكولات علماء مصر"
وبحسب ما ذكرته صحيفة روز اليوسف المصرية فإنه علي الرغم من أن رامي صفوت خريج كلية التجارة جامعة عين شمس 2009 فإن كل من حوله يلقبه «بالبشمهندس» حيث ترك مجال الحسابات واتجه إلي مجال الدعم الفني للأجهزة والشركات ومع ذلك تنقل في ثلاثة أماكن في خمسة أشهر لأنه غير مقتنع بطريقة العمل بتلك الشركات خصوصاً وأنهم ينصب عملهم في إدارة الأزمات لا التخطيط الاستراتيجي وإتاحة الخطط البديلة ما بين الدعم الفني وإعادة التشغيل.
بدأت أولي مواهبه في مجال الابتكارات في الصف الخامس الابتدائي حينما ابتكر ماكينة لعمل القهوة والكابتشينو بعد أن استعد بجميع المعلومات العلمية من خلال الإنترنت وكان أول تعاملاته مع جهاز الكمبيوتر في الصف الثاني الابتدائي، ويشير إلي أنه منذ صغره يجد متعته في شراء الكتب العربية والأجنبية من محلات بيع الكتب القديمة.
توالت الابتكارات التي قدمها في المرحلة الجامعية وكان منها راسم إشارة ثلاثي الأبعاد بالليزر ماكينة لحام وتجميع اللوحات الإلكترونية وكاميرا تصوير بنظامين للأشعة تحت الحمراء بالإضافة إلي كروت إلكترونية تتصل بالحاسب لبرمجة المعالجات الرقمية الآلية لفك وتركيب الشيب ست بجميع الأنواع وبه نظام حماية، ثلاثي المستويات حيث يتحكم في درجة حرارة السخان والهواء المستخدم للفك ودرجة حرارة اللوحة الإلكترونية المتعامل معها حيث يمكن تركيب ألواح ألكترونية كاملة في دقائق قليلة ودون إلحاق أي ضرر.
واجهته بعض العقبات في أثناء في تنفيذه بحثه الخاص بكيفية الحصول علي الهيدروجين من الماء من خلال تفتيت الروابط الجزيئية والهيدروجينية بالموجات والذي استمر فيه عاماً ونصفاً، لذلك انضم لنموذج محاكاة نوبل بقسم الفيزياء حتي تمكن من حل المعادلات إلي أن توصل إلي تسجيله أول براءة اختراع له بأكاديمية البحث العلمي وأول براءة اختراع مصرية في مولدات الهيدروجين.
ثم طور بحثه بإضافة مشروع محطة تحلية المياه بالطاقة الشمسية بجانب محطة توليد الكهرباء بالهيدروجين لتفادي بعض الشكوك حول نقص المياه وسعي لتنفيذ مشروعه الخاص بالمولد الهيدروجيني للطاقة الكهربائية وهو عبارة عن استخدام خلايا «ستانلي ماير» لوقود الماء لإنتاج هيدروجين وأكسجين بوفرة وحرقهما في غرفة احتراق صممت لذلك تحريك توربينات لتحرك مولدات إنتاج الكهرباء والعادم وبخار الماء ثم يتم معالجته وإعادة تكثيفه إلي ماء كتغذية عكسية لخزان الماء وكان ينقصه التمويل.
إلا أنه وجد ضالته في أكاديمية البحث العلمي التي وافقت علي التمويل والإشراف في حدود 10 آلاف جنيه.
ولحبه للعالم فولتا أسس مدينة افتراضية علي الأنترنت تحمل اسمه «الفولت سيتي» وذلك بهدف عمل مجتمع افتراضي للمبدعين في كل المجالات (الفيزياء - الكيمياء - الأدب - الفن، وغيرها) وتقديم جميع خدمات الموقع مجاناً بالإضافة إلي وجود مركز دعم للمخترعين يقدم خلاله خدمات إرشادية عن كيفية التسجيل والتعامل مع برامج المحاكاة وغيرها، فضلاً عن بث حي للمؤتمرات العلمية والتجارب والمغامرات الميدانية لحظة بلحظة كانت بدايتها بمحاولة ناجحة لبث كسوف الشمس بداية العام الحالي بتلسكوب محوسب وتم تجهيزه خلال ثلاثة أيام من العمل المتواصل.
كما واجه العديد من العقبات حول تأسيس اتحاد المخترعين حيث اصطدم بإجراءات روتينية معقدة وعدم التوصل إلي مكان مناسب كمقر ثم اتجه لتحويله جمعية تابعة لوزارة التضامن ولكن لم يوفق حتي لقي ترحيباً من أكاديمية البحث العلمي في الإشراف عليه.
يخطط رامي خلال خمس سنوات لأن يكون لديه مصنع لعمل دوائر التحكم الآلي وربطه أنظمة الشبكات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، ويتمني الدراسة في جامعة علمية خاصة بالعلوم والإلكترونيات.
أماني حسين
ساحة النقاش