رسالة إلى تلك القديسة:
بعد التحية والسلام
من أين أبدأ بالكلام
من وطني
من عيناك
أم من منفاي.
لم يعد هناك مكان يسعفني بالرحيل
تشابهت دول المنفى
تهاجمني حقائبي المتعبة من مشقة السفر تشتكي ثقلا في الذاكرة
يطاردني وجهك في الصباح الى أن يأتي القمر ويحل الظلام
فتقف عيناك أمامي كقصيدة تعبت من الكلام
يتوسل لي النوم خلسة ويريد أن ينام
سكت الكلام عن الكلام
أسال نفسي؟
ما الفرق بين أحلام اليقظة
وبين المنام
كلاهما يعذبان الذاكرة ويريحان الجسد
اه من وطن كل الوطن في جسد
اه من امرأة نفيت عنها وهل ينسى المنفي رائحة تراب البلد
يسحب الغيم ذيوله المثقلة بأمطار خجولة
تعود بي الذكريات الى مرحلة الطفولة
حيث كان الفرح يملأ بي شقاوة الصغار
كبرت
طفولتي يا أمي بسرعة لكنني لم أجد فرحا في عالم الكبار
شعرت
يا أمي بغربة كرائحة ياسمينة ضاعت بين الأشجار
فهلي بدعوة تشق السماء السبع ترجعني طفلا يحبو فرحا في أرجاء الديار.
********
أرد التحية ..والسلام :
انفى هنا ... وتنفى هناك .
بينهم قد افنتني غربتي بعيدة أنا
كنور لأعمى ... والقمر لليل الشتاء المظلم
وبعيد انت . بحقائبك المليئة بالوجع
بآهتك المكتومة بالذاكرة .
في المنفى .. تشم رائحة التراب
وعند اعتاب الوطن يستفحلك كل العذاب
وتصبح امطارها ثقيلة ...ولياليها طويلة
وذكريات طفولتنا مريرة
*********
اشتقت إليك وأعلم أنك في مدينة الضباب
وأعلم أن الموت قد أراحك وتركني في مدينة العذاب
فأنت تطاردني في أحلامي
وأنا أطارد وجهك في النهار كخيط سراب
فهل الموت أصبح يعشق الورد ويخطف الشباب؟
أم .....
قدري أن أندب كل يوم جميع الأحباب؟ !!
أريد
من الموت أن يخبرني
كيف ؟
تعيش أنت وكيف أنا ميت فوق التراب؟!!
*********
علمني أيها القمر كيف ترسل تلك الرسائل الصامتة التي يفهمها العشاق
قل لي بعض قصص العشق فإن هذا الحب شيء عظيم وقلبي صغير لا يستطيع تحمل ما لا يطاق.
أكفرت ؟؟
حين تجاوزت بحبها مرحلة الحب ودخلت محراب العبادة
أكفرت؟؟
حين أقسمت أن التعب معها أشعر أنه جوهر السعادة.
فما بداخلي شيء
أعمق من الحب وأطهر
أكبر من الحب وأغزر
فقلي شيئاً أقوله لها
أكبر من الحب دون أن أكفر .
فكيف تريدني أن أقول لها
صباح الخير
وأعلم أن صباحاتي وشمسي تشرق من جبينها.
وكيف أقول لها مساء الخير وهذا القمر والأنجم تختبئ بين يديها.
فهي
أكبر من صباح الخير ومساء الخير
وأجمل من ياسمين الصباح وأغزر من حبات المطر.
بت أخاف
بت أخاف على ديني من فكرة الإشراك فما عدت أعلم ما الصواب
فذهبت لشيخ صوفي اقتحمت عليه خلوته في المحراب.
تحدثت له :
عن قواعد العشق الاربعين.
تحدثت له :
عن جلال الدين الرومي وابن الفارض حتى بكت عيناه من الحنين.
قلت له ياسيدي جميع ما كتبوه كان لله خالصاً وقد أقسم على ذلك الحلاج.
وأنا
ما أكتبه خالصاً لوجهها فهل لي عندك من علاج.
فقال يا بني هو الحب أشبه بالسهم
أو رصاصة المسدس
فما لمس شيئاً إلا وجعله مقدس.
لا مرض فيك حتى اوصف لك الدواء
قد سلط الله عليك الحب عذابا
واختارها هي مين بين النساء
فنم يا صغيري بهدوء في عينيها فعليك السلام وعلى باقي الشهداء .
فهنيئاً لك هذا العذاب وجميع ذنوبك سيغفرها الله بساعة بكاء.
هلوسات
علاء