وأقرؤك من جديد…
كم هو معذِّب هذا الفعل… !!!
فعل ناسف لكل الحروف القديمة ..
لكل الصور المطبوعة في الذاكرة العتيقة ..
فعل قاتل حقا…
القراءة الثانية ..!!!
قنبلة قابلة للانفجار في كل حين
و عندها تتطاير الشظايا من حولك في عبثية كبرى ..
وتتعرى الوجوه وتسقط الأقنعة ..
تتعرى الأجساد حد الاهتراء ..
القراءة الثانية فعل كريه الى الحد الذي يجعل اللحم يجافي العظام الناتئة…
فيظهر الطرف المقروء أمامك على حقيقته المرعبة…
لله در القراءة الثانية…
كم هي قاتلة ومفيدة في آن ..
أليس البتر أحيانا دواء ؟
كيف للتشظي أن يكون مصلا للكبرياء ..؟
كيف للتشظي أن يكون دواء يهب الحياة والصدق حد الارتواء ..؟
إنها العبثية المقيتة المعشوقة في آن
إنها ولادة من خاصرة الألم ..
قتل للنفاق ..للكذب وللرياء
موت بكل ما في الموت من قهر ووجع وانكسار وانكفاء
وحياة تنبثق من الألم بكل نقاء وصفاء ..
وجوه تتهاوى أمامك ..
تسقط ....
تطعنها سيوف صدقك والنقاء ..
تختفي وتقبر الى الأبد ..
ماعاد لك معها لقاء…
كم هو مريح فعل الموت وانحسار الضوء في العمق هناك… !!!
حيث لا ضغينة ولا كره ولا غيرة ولا هشاشة ولا ازدراء ..
سنغني من الليلة أهازيج الصدق والصفاء ..
كم احب صفائي وعمقي ..
كم أحب نقائي ولمعة الذكاء في عيني لا تشوبني شائبة الدهاء ..
قد أتعثر… ..
قد أسقط ارضا فتتعفر ثيابي البيضاء
ولكني أنهض…
أنهض أقوى ..
وحسبي أني بكل هذا النقاء…
نقاء يحجب عن عيني نقاط السواد وثنايا البغضاء… .
#_ندى_الروح
