دون هوية

________

قالت.....

  الحب.....

خسارتي التي توهمت كثيرا أنها ربحي ......

كنت أدفعني دوما....دون مقابل

 و أبتسم.... 

أمنحه كل يوم قطعة من روحي.....

كل يوم بعضي ينسلخ مني إليه......

وشيئا فشيئا....تسربت مني

تسرب مني كلي......

ولم أجدني......

أنا الآن هناااااك.....أقتفي ظله

أشّتم عطره..... أعانق طيفه

أُحصي أنفاسه.....

أترقب لفتاته......

أنتظرني فيه..... أنتظر عودتي إليّ

ربما تسحب آخرها وتأتي......

ربما في تنهيدة وجع أحملني وأعود......

ربما ذات صرخة أستفيق وأدرك حجم خسارتي......

وأنزعني من بين أضلاعه الصماء وألوي الخطى إلى دربي الأول......

إلى زمني الأول .....قبل أن يقتحم سكوني

 إلى برائتي الاولى......

حين كانت متعتي الكبرى ملاحقة الفراشات فوق حقول الأحلام......

والتقاط حبات المطر في يدي وعلى شفتي.....

..... وأضحك حتى تدمع عيني

طفلة تركض تحت المطر  صوب الغيمات المسافرة .....

المتجاوزة حدّ المدى......

مساحة من البياض تملأ الروح .......

لم أكن اعرف بعد ملوحة الدمع ومرارة الآه.......

لم أكن أعي أن الكون أكبر من امتداد ذراعي......

....... وتناثر شعري في الهواء 

ومشاغبة خصلة دائمة التمرد فوق جبيني......

لم أكن أعي أن وجنتي ستحمران أيضا من الدمع ......

......وكنت احسب الخجل وحده سببا

وتهدج الأنفاس من الركض بين الظلال .......

......والقفز لأطاول حافة الشجر

الآن عرفت كيف تتهدج الأنفاس حزنا وحيرة......

وكيف تتعب الروح من ملاحقة المحال.....

وتنسى ملاحقة الظلال.....تنسى همس السكون وتغاريد العنادل

الآن أدركت أننا في الحب نخسرنا......

.......مهما خيل إلينا وهم المعية واللقاء

نحن نخسرنا ......حين نقدمنا على صحاف من شغف

ونزهر في روضهم المقفر......ثم يخوننا الندى

ويتواطئ علينا الخريف.....

.....ويقايضنا الاخضرار بالذبول والانزواء 

نحن ضعنا حين أن أسلمنا قلوبنا ورفعنا راية اللجوء إليهم......

يوم أصبحنا  لافتة انتماء إلى عروشهم .......

وطمسنا كل أثر لنا قبلهم....... وسجلنا في أعينهم شهادة ميلاد

 الآن أنا في منفى.....كان وطني الكاذب وهويتي المزيفة

 الآن أنا ...... 

على حافة اللاوطن أقبع.....

طفلة ضائعة....دون هوية !!!

 

#منى_عثمان

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 4 أكتوبر 2017 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

109,880