خاطرة مقالية بعنوان غربة الروح

==========

قد نرى نفحات الطّل أو ذرّات  البخار تتسارع  وتتسابق دوما للحاق ببعضها البعض فتكون قطرة ،،، وتظل تلك القطرة دائبة السعي للوصول  الى منطلقها  ألا وهو البحر الكبير الذي  انفصلت عنه في يوم ما......

قد تتشربها الرياح و تحملها الي الغيوم أو تلتقهما  الأرض  فتسري في عروقها  أو ينهلها  مخلوق من المخلوقات  فتجدّ  جاهدة  الى العودة  أبدا الى منطلقها. 

هي قطرة قد لا نعبأ بوجودها ولا تحرك فينا ساكنا ،،أما البحر المتكون من تلك القطرة  فنهابه ونتهيبه أيّما تهيب...

كذلك كالانسان

كذلك الاناااااااا

كذلك النّحنُ....

نتحول كحبيبات الطّل ثم كقطرات  الماء 

قد نسكن الأعالي والقمم

قد ننحدر إلى الحضيض 

قد نكون زهرة

قد نكون عوسجا

ستلتهمنا في يوم ما هذه الارض التي أعارت اجسامنا قوامها،،،

ستأكلنا بقدر ما أطعمتنا

و تلوكنا تحت ضرسها الضروس

أشبعتــــنا حتى تتشبّع  هي منا

غذّتنا وبالغت  حتى تجد ما تسدّ به جوفها النّهم.

      أما الروح فلن يسعها لا جوف الارض ولا أرجائها الفسيحة 

لا بدّ  لها من عودة  إلى أصلها ، إلى البحر الكبير إذا ما تخلّصت من أوحال  التراب،،،،

قد تعود مزهوة فخورة،، وقد تعود ذليلة منكسره بما اقترفته حين خالطت التراب.....

حينها فقط تنتهي  غربتها الطويلة، وتستقرّ وتنعم بالاستقرار في حضن خالقها. 

==========

بقلمي سميرة بن نصر(((تونس)))

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 20 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2016 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

110,034