《قصة متجر العم منصور 》

*الجزء اﻷول *

بقلمي ....هناء المهنا ....اميرة الصمت

في إحدى القرى الصغيرة ....كان يعيش رجل مسن قارب السبعين من العمر اسمه العم

 منصور...ليس بالطويل القامة لكنه مربوع متوسط القامة تظهر عليه علامات التقدم في العمر كتلك التجاعيد التي حفرت على بشرته...وجبهته...كان العم منصور رجلاً يعيش في بساطة من العيش يحب جمع التحف ويقضي وقته في متجره الصغير ...الذي يحتوي على الكثير من التحف والكتب اﻷثرية فهناك أشياء غريبة كالقلائد الغجرية والفوانيس القديمة ...بعض اللوحات التاريخية القديمة ...بلورات سحرية من الهند ...من يدخل متجر العم منصور يشعر بسحر وعبق زمن مضى لكن العم منصور دوما راضٍ بحاله ...يبيع أشياء قيمة .. بسعر رخيص ..لكنه كان يستمتع برفقة جميلة من بعض الهواة والفنانين ... من يأتي إلى متجره دوما يعود...ومعه رفاق آخرين ...ﻻ زال العم منصور يحيا في قريته ومسكنه الغير بعيد من متجره لكنه كان وحيدا ...فزوجته تركته منذ زمن بعيد..قائلة له أنها لن تعود وهو ﻻ يرى سوى متجره ومقتنياته ...ويرفض بيع التحف بسعر غال كما يفعل غيره من التجار ...أرادت مغادرة القرية لتعيش في المدينة لكنه يرفض ترك قريته الهادئة وجيرته الطبية . ....إنهم كأهله  وﻻيستطيع أن ﻻ يراهم أو يفارقهم ...ولم يكن له ذرية فزوجته ﻻ ترغب بإنجاب طفل في هذه القرية المتواضعة ...استسلم للأمر وتركها تغادر حياته دون عودة .. ولم يجرؤ على تكرار تجربة زواج ..اعتبرها فاشلة فشلاً ذريعاً  

أصبح يقضي يومه في قراءة الكتب أو شراء ما هو جديد ويفيد عملائه ....نعم سافر إلى بعض البلاد ليتعرف عليها ويقتني بعض التحف منها

من حين ﻵخر كانت ذكرى رحيل زوجته ومحاورتهما العقيمة تؤرقه وتدمع عينيه كلما تذكر صراخها ...بأنه رجل ﻻ يفهم أن الحياة في المدينة أجمل وأكثر ترفاً ...رحلت وهي ثائرة من ردة فعله واتهمته بالبرود وﻻ يرغب في تطور أهل المدينة من أجل متجر ﻻ قيمة له ...من مخلفات أجداده ...غضب منها غضبا شديداً وصرخ في وجهها هل تريدين الرحيل ...ارحلي وحدك ..لن أترك  قريتي ومسكني ...من أجل حياة ﻻ أعلم عنها سوى أحلامك  المكتنزة في خيالك .. أفيقي من حلم لن يتحقق . ثم ترك المنزل وهو شديد التوتر كل من يمر لمحادثته من الجيران ﻻ يجيبه حتى رحلت الزوجة ....في ليلة ما ..ووجد المسكن خاليا من أي صوت إﻻ رنين الهاتف .. افتقده عامل المتجر الذي يساعده ويعمل معه .. طلب منه أن يغلق المتجر عدة أيام فلن يأتي للعمل ...حتى إشعارٍ آخر ...

.. يتبع .......>>>