authentication required

(قبلاتي ...)

بقلم : الشاعر إحسان الخوري

 

إنه عالَمٌ مجنونٌ ..

كوكبٌ مُتخمٌ بالمجانينِ ..

إنه كوكبي الجميلُ .. 

لستُ أنا أعقَلهم أبداً ..

لكنني ربما أكثرهم جٌنوناً ...

انا تائهٌ في الخيطِ الشفافِ ..

الخيط  المُسند على كتفيكِ ..

هو يسند بإجلالٍ حمامتينِ ..

حمامتين تراهما وديعتين .. 

وعند الشقاوةِ ويلا ً وثُبوراً ..

تائهٌ عند خيطِ أسفلِ ظهركِ ..

وهو يَفصلُ قُطبيَ الكوكبِ الثلجيِ ...

خُذيني في سَماءكِ ..

في تجلي الآلهة فيكِ ..

لأصُب فيكِ خلاصةَ جُنوني ...

لا تَندهشوا...

إنها تُرهات عقلي ..

إنها المُمْكنُ والنِسبيُ والمُفترضُ  

ربما هؤلاء أسماء عقلي .. 

لكنني لا أعرف من اللغةِ إلا القليلُ .. 

يا إمرأة ..

بحق خُلودكِ و مَحدوديتي ..

بحق جَمالكِ وجُحودي ..

إغفري لي ضِعفَ نَظري ..

إغفري خَطايا شَفتيَّ ..

تلك التي تَتجننُ فيكِ ...

عيناكِ تُهلوسُني ..

هما ظاهرةٌ فلكيةٌ ..

هما الجنونُ البشري ذاته ..

أو ربما الحكمةُ البشريةُ .. 

وأعلم أن الجنونَ لا يُقاس ...

في ذلك المساءِ ..

لم أستطع التوقفَ عن الصمتِ

فالنهايةُ هي الموتُ فيكِ ..

وكم مَوتةً عُشقيةً أحتاجُ ..

الحياةُ  فضيلةٌ ..

الموتُ  مَوهبةٌ ..

الحبُ  حقيقة ..

والخوف خِيارٌ ...

وأنا لازال مسائي يُؤلمني ..

لكنني لن أهتمُ ..

سأزرعُ في رأسي إسمُكِ ..

أنظرُ في إنعكاسِ المرآةِ ..

أرانا نموتُ سويةً ..

أمرٌ  حَميميٌ ..

أو رُبما بعض الشيء ..

الحَميميةُ تَفترضُ الإبتسام ..

لذا كَقُداسٍ أخيرٍ سأُدمدمُ ..

الإنسانُ يفعلُ سببيةَ الأشياءِ ..

بعضنا عاشَ ليُحب ..

وبعضنا قَضى ليكون المَحبوبَ ... 

فما بين آلامِ الأمسِ ..

وآمالِ الغدِ ..

نحنُ عالقان في بؤسِ اليوم ..

نْفْسكِ في فؤادي ..

وأنتِ مِفتاحُ رحلةِ العِشقِ ...

يا إمرأةُ إنها قُبلاتي ...

تَضيقُ عنها أجسادَ النساءِ ..

لا تهاب أصواتَ الرفضِ المُنْدسِ

هي طوفانٌ يَجرفُ كل الأعرافِ

كثيفةٌ لا يُقاومها المُحالُ ..

أحياناً كقطراتِ النَدى تَتجمعُ ..

تَدبُ  حيناً ..

تَلسعُ أحياناً مَلامِسَ الحريرِ ..

تَقترضُ من ظِلِ عِطركِ ..

تَتطيبُ ..

وبهِ  تَتدَثرُ ..

فَيشْتعلُ  الجُنونُ ..

تَعِدُّ على عَجلٍ شاماتكِ ..

تَهتدي بلونِ شرايينكِ ..

وتَبدأُ بالهطلِ كالشِتاءِ المَريرِ ..

ثم تُسحبُ أغانيها بِهدوءِ السريرِ ...

هي تُحبُ أشياءَكِ ..

تُحبُ أن تُداعبُ مُغرياتكِ ..

تُغازلُ  أُنوثتك ..

تَعبثُ بثمارِ جَسدكِ ..

تَرتشِفُ آهاتَ صُراخاتكِ ..

وسُكونَ الغَوغائياتِ في مُحرَماتكِ 

وتَنتشي في إنهزاماتكِ ...

من يعرف نُبوءةَ قبلاتي ..؟

وكيف لي أن أنسى ...

تلويحةَ الشمسِ على صَدركِ

وعديدَ وشومها على نهديكِ ...

كيف أنساها تَراقصُ التلتينِ ..

تَحمِلُ بعضها البعض الى القِمتينِ

ثم تَنحدرُ حائرةً الى الزاويتين

لتَتدحرج نحو البَعيدِ البَعيدِ ...

هي لا تَخشى أنواعَ الشفتينِ

لايُرهبها زوالَ الأحمرِ ..

ولايُضيرها هديرها المُتواصلِ ... 

هي تُحرضُ وَحْدَةَ الجَسدِ ..

ليحكي الآلافَ القِصصِ ..

تَخلعُ الخيالَ ولا تَنامُ .. 

تَشحذُ ذاتها من طيفكِ ..

وتُقيم بَربريتها على كل مُتاحِ  ...

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2016 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

109,680