الشاعرة القراغولية 

طائر كناري عاش في بساتين دجلة والفرات حلق في مروجها اليانعة. شرب من ثقافاتها وحضاراتها .. كونت لنفسها خصوصية ادبية بارزة ..

وقد شاركتنا الرؤيا حول نص الشاعرة الفلسطينية ميسر عليوة 

فكانت بارزة بقراءتها كما تعودناها.   استخقت منا التكريم ..باركوا لها هذا الانجاز.. 

 

النص //

 

سألوه عنها

فر من عينه الوجد

و قال .........

أتسألوني عن بعضي

عن تمامي بالبدر 

جنين قلبي هي

تولد في كل نبضة

أنثاي لا تعرف في اللحد

و كم تشبهها مدن

غجرية السحر

من ليل شعرها 

كان لي تميمة حلم

رباه  سكبت الغواية 

في ذاك الثغر

ان ضحكت تقهر

جيوشا" من الصمت

و إن أطبقت شفتيها

كانت مواسم قطاف

من الجمر

يا كاتب الصبر 

اكتب أنها قتلت

في الصبر 

عيناها شمس تضيء

 إثنا عشر قمرا" و صبح 

و لا تكتب ذنبا"

 على شحيح البصر

لم يرها ضفاف

على جداول العمر

ستأتي به الأيام

هائما" في الدروب

و أخذ منه ثأري.. 

ميسر عليوة

🔶🔷🔶🔷🔶🔷🔶🔷

👑👑👑

تعليق الشاعرة القراغوليةنص رائع , رقيق المشاعر . يحمل بين حروفه  الكثير من المعاني وهذا ظاهر بأول الكلمات ..

سألوه عنها 

فر من عينيه الوجد وقال .

كأن قلبه أسرع نبضه  بذكر ذلك الاسم الذي هو الحياة بعينها . ومن ثم تبدأ المعاني منتضمة كقلادة من اغلى الجواهر تزين عنق القصيدة حين  يترجمها رسام في لوحة  فيضع المعاني في مكانها لتكون هي   التي وصفها أنها البدر بليلة كماله . ثم يضعها في مكان الحنان الذي لا مثيل له وهو قلب الأم . وهو الأمان بكل معانيهِ . 

عميقة رغم أنها سلسة . وسلسة رغم أنها عميقة التشبيه كقول ( ان ضحكت تقهر جيوشا من الصمت ) وهنا أنتزاع ثوب المكابرة وكسر جدار الصمت مهما كان قويا . وأن اطبقت شفتيها توقد نار لا تعرف الهدوء . ثم تتوالى المعاني بحر بعد بحر كامل الصفاء لا يوجد فيه شيء من الغموض نرى جواهره الثمينة وهي تداعب خدود القوافي  وتأسر  قلوبنا قبل عيوننا .

رائعة من البداية حتى النهاية تستوقف  المار بعطر أبداعها . 

فيها ما فيها من الشغف والتمني بالعودة وحسرة الثأر  ....

دمتِ ودام أبداعك المميز.. 

الشاعرة القراغولية..