مالك الرق
***
يا من سقيتني كأس التيه في ورد الخد
وفي ورضاب اللمى جرعتني أبجدية الخضوع
و من افترار الثغر أذقتني طعم الشهد
وفرشت لي ليل الفرع سجادا للركوع
*
حكمت في أمري الهوى، و انت راض
وجعلت الأمر للشوق ، وعلى القلب الخنوع
ولتعليماته الجائرة، عنان الروح ينقاد
له القوامة وعلى الروح الانصياع والخضوع
*
أنت أدرى مني بشعاب نفسي
اعلم مني بما يجري تحت الضلوع
انت من رسمت مسالك الروح
ووضعت التشوير في انحاء الربوع
***
كم كنت بقلبي معجبا
وأنت القائل فيه:" أرحم من قلب يسوع"
كم همست لي:"مهبط قرطيه طويل
خلخاله بلا رنين وإن علا صخب الجموع"
*
وقلت:"أثر النبض على الوجنتين باد
يشي بما أسعد أو أضنى الوتين الولوع
وشاياته صدق، لا مراء فيه
كيف تخطئ العين عطرا من الخد يضوع"
*
هذا بعض مما همس في أذني
وكم اهداني حرفه من طيب شذاه
وكم أمر القلم أن يسطر
ويملأ دون حساب عبواتي من رضاب لماه
*
من هناك تلوح طلائع سعادة
في لغة ولهى، تلهج بحروف رضاه
بالمدح حبلى، عددت مناقبه
محاسن تغري بالوقوع في هواه
*
في شراكه يقع الجن والإنس
والنحس واليأس تغنى بهواه
غاب عني أن حرفه مرتزق
والقلم مغلوب، يخشى الكسر وشر أذاه
**
عبر فجاج الروح أرسلت رياح الرحيل
تطفئ للوصل كل بصيص شموع
تمنع أشذاء الأمل من التجوال
في كسر قوارير السعادة لها ضلوع
*
يامن علمت القلب أولى خطوات النبض
ثم فتحت عينيه على زيف الشعور
رجاء كن له- ولو مرة- وليا مرشدا
نحو الأمل أعنه على بناء جسور العبور
*
أيها الماسك بأعنة القلب
توقد فيه لوعة تلهبها الدموع
دلني على موضع القدم
بعد الانعتاق من المستنقع، أنخرط في طريق الرجوع
***
عيسى حموتي