لَا تَسَل ْمَنْ أنَا
صُدْفَةٌ أنْبَتَتُنِي فِيكْ
وَقْتٌ يُرَتِبُ بَاقَات السَعَادَةِ فِيكْ
يَنْثُرُ الرَحيقَ لِفَراشَاتِ أحْلامٍ
مِن سِنينٍ هَجَرَت زَهْرَها فِيكَ
أنا ألْفُ عَامٍ مِنَ العِطْرِ فِيكْ
لَا صَلَبَ هَامَتَكَ عَلَى مَحَطَاتِ إنْتِظَارْ
وَ لَا حَنَى قَلْبُكَ فِي مَتَاهاتِ الغِيابِ
لَا تَسَلْ مَنْ أنَا
إنْ جَنَّ الهَوَى
كُنْتُ الضِدَانِ فِيكْ
نَارٌ تَطْلُبُ لَهيبَهَا
كُلَّمَا اسْتَعَرَ الوَجْدُ فِيكْ
مَطٌَر أنَا
يَرْوِي الدِفْءَ فِيكْ
وَ إنْ كُنْتَ لَا تَعْلَمْ مَن أنَا
سَلْ صُبْحَ الغِيابِ
عَن كُحْلٍ أجْرَيَتُهُ
جَداوِلٌ عَلَى الوَجَنَاتْ
سَلْ عَن ذُبُولِ الجُفُونِ
وَ مَا كَانَتْ تُخْفِيه
فِي صُبْحٍ لَمْ يُشْرِقْ فِيكْ
سَلْ عَيْنَيَّ عَن قِبْلَةِ وَجْدِهَا
فَمَا لَهُ قِبْلَةٌ سِوَى عَيْنَّيكْ
يَسْجُدُ عَلَى أهْدَابِهَا
وَ يَحْيى فِي سُننِ الجُنُونْ
سَلَ اللَّيْلَ عَن سِرِي الدَفِينْ
عَن هَذَيَانِي بِكْ
وَ كَمْ مَرَّةٍ عَانَقْتُكَ
فِي أحْلامِي
وَ لَثَمْتُ الوَسَائِدَ
ظِنَاً أنَّها وَجْنَتَّيكْ
وَ خَابَتْ الظُنُونُ
إن كُنْتَ لَا تَعَْلمْ مَن أنَا
سَلْ نَبْضِي فِيكْ
الذِي اعْتَنَقَكَ وَطَناً
لَا يَهُونُ وَ لاَ يَخُونَه
ثَرْثَرَاتُ الشَمْسِ حَكَايَاهْ
قَبْلَ مَن فِيكْ
سَلْ عَهْدَ الهَوَى
كَمْ مَرَّةٍ غَرِقْتُ فِيكْ
وَ كَمْ مَرَّةٍ قَارَعْتُ
رِيحَ النَّوَى
وَ قُلْتُ مِنِّي لَنْ أنْفِيكْ
=================
ميسر عليوة *** فلسطين