« رواية في طور المخاض»

 

في عالمنا المادي -خصوصا العربي- ، حتى إن كنت تُحسن صياغة الشعر ، أو أديبا تنسج من الخيال أروع الروايات .. كن زرياب عصركَ ، أو بيكاسو زمانكَ ، حتى ...

 

سترفض أعمالكَ و لن تقبلها الرقابة ؛ بحجة أنكَ لا تتقيد بأوزان العروض ، نهيكَ عن فقر كتاباتكَ لمحسنات البديع ... ذلك لأن الذوق العام أصابته عدوى الحداثة ، وأصبح يفضل الإفصاح لا التلويح ...

 

إذن، إستمع لنصحي يا ولدي ..

لا تنشد الوهم فتكون أسوأ حظا 

لا تحلق بخيالك في السراب 

فلن يأبه لك أحد 

و لن يستمع لك أحد 

و لن ترى النور أعمالك يوما 

ستقول : { يا ليتني كنت نسيا منسيا }

فهذا الزمان لم يعد يصلح إلا (غُرابا عَكْ)

فلا تحفزنك مراجعات الملتحين ..

و لآ يغرينك عوف الساسة ..

 

إن أردتَ أن تكرم، و تكون شخصا مميزا ..

تستدعى للمحافل والمهرجانات ، وتكون نجما  لامعا .. فعليكَ أن تخون ضميركَ  و تبيع القضية .. أن تدفن رأسكَ في الرمال مثل النعام .. أن تكتب في السكس و الجسم الصاروخي .. أن تمدح سياسة التبعية و تحسن فن لعق الأحذية .. أن تتقن لعبة الشطرنج و تحابي المنتصر، وإن لم تسكر و تداوم  فعل المنكرات ؛ ستحاك ضدكَ المؤامرات .. ولتسجنن بعد حين .. فويحكَ ، ثم ويحكَ ؛ إن عارضت و أبديت إلاَّ  عنادا ومكابرة .

 

يا ولدي،

 

إن فضحت كتاباتكَ رؤوس الفتنة .. ستنزل عليكَ التهم مثل المطر .. ستكتب في اللائحة السوداء .. ستطوى صفحتكَ إلى الأبد .. سيحل بكَ بطش أشد من بطش الحجاج .. على أياد أثمة لا تعرف الرحمة لقلوبهم سبيلا .. و في معتقل غريب على جزيرة مهجورة .. تُلقى في زنزانة ، وستلقى حذفكَ ، جراء عزة النفس وعدوى الحرية .. ستدفن وحيدا، غريبا، بعيدا عن محبوبتكَ ، في قبر مجهول .

 

يا ولدي،

 

هب أنكَ سايرتَ الأحداث ؛ نفختَ في بالون النفاق الاجتماعي .. كذبتَ ، مجدتَ ، فخمتَ ، وعظمتَ .. فتح لكَ باب النجومية على مصرعيه ، وأصبحتَ نجما عالميا ... ستخبو شعلتكَ عند ظهور نجم النجوم .. له جسم رياضي و عيون زرق .. شاذ يمارس فن الخليعة .. عارِضُ أزياء و يُغني الهيب هوب ...

 

يا ولدي،

 

الفن لم يعد يؤدي رسالته النبيلة 

فالعالم لم يعد يحفل إلا بالهرطقات و التفاهات 

مثل الجوكر والرجل الوطواط 

فلا تصرف وقتك فيما لا يُجدي 

ستقف على قبر أحلامك نادما 

و بكل حرقة ستبكي و تنشد، قائلا :

 

    لو أني كنت ذو عقل فطنا

               لما  انْسَقْتُ  وراء  أهوائي 

 

    ولو أني كنت للنصح مصغيا

              لما  خسرت كرامتي و كبريائي 

 

 

‎#التطبيع_خيانة

 

          ✍🏻  ــ❀❀ــ  ــ❀❀ــ❀❀-

          - بقلم الشاعر/ (((-إديس هدهد-💜))) -

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2020 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

112,012