بكاره

يالحظ الريح 

الريح بكر

والمسافات

 يأكلها الهروب 

 تنتعل

 لهفة ولوج الاختباء

 والسكون

 يطحن ما تبقى من حروف الكبرياء 

والعازفون 

على انتهاك حدودها

تبتزهم حيناً 

وحيناً تعترك الغباء

يالحظ الريح

 والصقيع يلوكها

 في نشوة 

والريح حتى الريح

 موجوعة لا تدين بالولاء

دموعها تختبىء العيون

تخضب قلبها

 بأضرحة التمنّى والشقاء 

وفي غياهب السجان

والسجن مزروع بذل

وظلمات البكور

 والوشوشات 

قد أضحت نحيبا 

وسنا شعاع النور 

قد توارى

 خلف أسنمة الظلام 

يالحظ الريح

والنوافذ مشرعات

وقد جاء الغروب  

يغتال النهار

وقد نٌعِىَ الصباح

والفارس الصنديد

قد تخلى عن الرماح

وقد أسرج بالبيداء 

مكحلة الصبايا

والريح 

تتوق لرجولة لم تضاجعها

لكنه أسلمها يوماً للصقيع

فتجمدت

وأهداها مثواها الأخير

يالحظ الريح

كيف يسجو الليل

والصباح مسجور

والليل والصبح عاشقان 

مسافران 

في رحب الخطوب

يالحظ الريح

وقد أتت بعد السفر

تحلم بفارس يحمل بعضها

يدثر ضعفها

يدفىء بردها

ينقذ ما تبقى من كرامتها

لكن فارسها 

بقايا من ركام الكبرياء

مصطفى الزيات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2020 بواسطة elgaribhamed

عدد زيارات الموقع

112,029