بِكَ تَلتقي
_____________________
بِكَ تَلتَقي عِندَ الهوى شِطآني
يا مَنْ أراهُ مَخافتي وأماني
ألقيتُ بَينَ يَديكَ سِرَّ مَحَبتي
ووجَدتُ في عَينَيك فَيض حَناني
فيكَ الأغاني خَصبة ولطالما
بِكَ لا تَزالُ رَقيقَةً ألحاني
مَضتْ السنون الأربعونَ وفَوقَها
خَمسُ وأنتَ الزَيتُ في شرياني
ما نامَتْ الأفكارُ يوماً دون أنْ
تُدنيكَ فَهي إذا تَغيبُ تُعاني
وتَشمُ روحُ أولَعَتْ مَلهوفَةً
أنَفاسُ عُطرك شَمةَ الريحانِ
شَوقي لِغيرك لا يَكون حَنينه
وسِواكَ لَمْ تَسهَر لَهُ أجفاني
وإذا أنتَظَرتك كُنتَ طِفلَتك التي
تَرتَد أنثى في نَدى الأحضانِ
أرأيتَ ضعفي في يَديك وداخلي
يَغلي وقَطفُ الله في أغصاني
أنا إن شَكوت فما لِحبٍ ثاني
قَلبي بحبك مُغرم مُتفاني
فَببحر عشقك قُدتُ كلَّ مَراكبي
وبِماءِ وجدكَ أثمَرتْ بِستاني
لولاكَ لَم أذق الغرام ولم أجد
طعمَ الأنوثةِ غامراً وجداني
لا يَنطفي شَمعي إذا اشعلته
نور الهوى يَجتاحُ كلَّ كَياني
كانَتْ حَياتي وثَبة في وثبةٍ
نَحو العُلا فَسعيت في حرماني
ولقدْ رَسَمتُ بِدرب مَجدي خطوتي
فطعنتني ورسمت ما آذاني
يا من أرادَ مَذلتي في حبهِ
هيهاتُ لنْ تَقوى على خذلاني
ما كلَّ من عَشق الجميلة صانها
هَلْ كلُّ سيف في اليمينِ يَماني
_________________________
الأديبة نور البابلي
9/4/2019