قصة قصّها الأستاذ الدكتور خالد الجبير ..



استشاري جراحةالقلب والشرايين ..
في محاضرته القيـّمة (أسبابمنسية)
فأعيروني انتباهكم فالقصة مؤثرة ولنا فيها بإذن الله العظة و العبرة ..
يقول الدكتور
في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفلعمره سنتان ونصف ..
وكان ذلك اليوم هو يومالثلاثاء
..
و في يوم الأربعاء كان الطفل في حيوية وعافية ..
يوم الخميس الساعة 11:15 ولا أنسى هذاالوقت - للصدمة التي وقعت - ..
إذ بأحد الممرضات تخبرني بأن قلب و تنفسالطفل قد توقفا عن العمل !!
فذهبت إلى الطفل مسرعاً وقمت بعمليةتدليك للقلب ..
استمرت 45 دقيقة وطول هذه الفترة لم يكنقلبه يعمل ..
وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعملفحمدنا الله تعالى.
ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته ..
وكما تعلمون كم هو صعب أن تخبر أهل
المريض بحالته إذا كانتسيئة ..
وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنهضروري ..
فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكني وجدتأمه ..
فقلت لها إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف في الحنجرة ..
ولا ندري ما هو سببه و أتوقع أن دماغه قد مات !
فماذا تتوقعون أنها قالت؟
هل صرخت ؟ هل صاحت؟ هل قالتأنت السبب؟
لم تقل شيئا من هذا كله بل قالت الحمد لله ثم تركتنيوذهبت.!!


بعد 10 أيام ..
بدأ الطفل في التحرك فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيراً بأن حالةالدماغ معقولة ..
بعد 12يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذاالنزيف ..
فأخذنا في تدليكه لمدة 45 دقيقة ولميتحرك قلبه ..
قلت لأمه هذه المرة لا أمل على ما أعتقد ..
فقالت الحمد لله ..
اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه يارب.
و بحمد الله عاد القلب للعمل ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك 6مرات ..
إلى أن تمكن أخصائيٌ القصبة الهوائيةبأمر الله أن يوقف النزيف و يعود قلبه للعمل .
ومرت الآن 3 أشهر ونصف والطفل في الإنعاش لا يتحرك ..
ثم ما أن بدأ بالحركة وإذا به
يصاب بخراج ٍوصديد عجيبغريب عظيم في رأسه لم أرى مثله !!
فقلنا للأم بأن ولدك ميت لا محالة ..
فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر فلن ينجو من هذا الخراج ..
فقالت الحمد لله ثم تركتني و ذهبت ..
بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فورا إلى جراحي المخ و الأعصاب ..
وتولوا معالجة الصبي ..
وبعد ثلاثة أسابيع بفضلالله شفي الطفل من هذا الخراج ..
لكنه لا يتحرك !
و بعد أسبوعين يصاب بتسمم عجيب في الدم ..
وتصل حرارته إلى 41,2 درجة مئوية ..
فقلت للأم: إن دماغ ابنك في خطر شديد لا أمل في نجاته ..
فقالت بصبر و يقين الحمد لله ..
اللهم إن كان في شفائه خيراً فاشفه ..
بعد أن أخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدهاالذي كان يرقد على السرير رقم 5 ..
ذهبت للمريض على السرير رقم6 لمعاينته ..
وإذا بأم هذا المريض تبكي و تصيح وتقول يا دكتور يا دكتور !!!
الحقني يا دكتور حرارة الولد 37,6 درجة راح يموت راح يموت !!!
فقلت لها متعجبا ً: شوفي أم هذا الطفل الراقد علىالسرير
رقم 5 ..
حرارة ولدها 41 درجة وزيادة وهي صابرة وتحمد الله !!
فقالت أم المريض صاحب السرير رقم 6 عن أمهذا الطفل ..
(هذه المرأة مو صاحية ولا واعية) !!!
فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الجميل العظيم (طوبىللغرباء) ..
مجرد كلمتين ، لكنهما كلمتان تهزانأمة
لم أرى في حياتي طوال عملي لمدة 23 سنة ..
في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة إلا إثنتينفقط.
بعد ذلك بفترة توقفت الكلى ..
فقلنا لأم الطفل: لا أمل هذه المرة لن ينجو ..
فقالت بصبر وتوكل على الله تعالى الحمد لله وتركتني ككل مرة وذهبت .
دخلنا الآن في الأسبوع الأخير من الشهر الرابع ..
وقد شفي الولد بحمد الله من التسمم ..
ثم ما أن دخلنا الشهر الخامس إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره فيحياتي ..
التهاب شديد في الغشاء البلوري حول الصدر ..
وقد شمل عظام الصدر و كل المناطق حولها ..
مما اضطرني إلى أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا ..
بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك !!.
عندما وصلت حالت الطفل لهذه المرحلة ..
قلت للأم: خلاص هذا لايمكن علاجه بالمرة لا أمل لقد تفاقم وضعه !
فقالت الحمد لله كدأبها .. ولم تقل شيئا آخر !
مضى الآن علينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفل من الإنعاش ..
لا يتكلم لا يرى لا يسمع لا يتحرك لا يضحك و صدره مفتوح ..
ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ..
والأم هي التي تساعد فيتبديل الغيارات صابرة ومحتسبة .!
هل
تعلمون ما حدث بعد ذلك؟
وقبل أن أخبركم ..
ما تتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذهالمخاطر و الآلام والأمراض؟؟
وما ذا تتوقعون من هذه الأم الصابرة أنتفعل و ولدها أمامها عل شفير القبر !
و لا تملك من أمرها الاالدعاء والتضرع لله تعالى !
هل تعلمون ما حدث بعد شهرين ونصف ..
للطفل الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟ !
لقد شفي الصبي تماما برحمة الله عزوجل جزاءً لهذه الأم الصالحة !!!
وهو الآن
يسابق أمه على رجليه كأن شيئاً لم يصبه !
وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً !!
لم تنته القصة بعد ما أبكاني ليس هذا ..
ما أبكاني هو القادم :
بعد خروج الطفل من المستشفىبسنة و نصف ..
يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأنرجلا ً وزوجته ومعهم ولدين يريدون رؤيتك ..
فقلت من هم ؟ فقال بأنه لايعرفهم.
فذهبت لرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدةالطفل الذي أجريت له العمليات السابقة ..

عمره الآن 5 سنوات مثلالوردة في صحة وعافية ..
كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضا مولود عمره 4 أشهر.!
فرحبت بهم وسألت الأب ممازحا ًعن هذاالمولود الجديد الذي تحمله أمه ..
هل هو رقم 13 أو 14 من الأولاد؟
فنظر إلي بابتسامة عجيبة ( كأنه يقول لي: والله يا دكتور إنكمسكين)
ثم قال لي بعد هذه الابتسامة: إن هذا هوالولد الثاني ..
وأن الولد الأول الذي أجريت له العملياتالسابقة هو أول ولد يأتينا بعد 17 عاما من العقم !!
وبعد أن رزقنا به، أصيب بهذه الأمراض التيتعرفها
.!
لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموع ..
وسحبت الرجل لا إراديا ً من يده ثم أدخلته في غرفة عندي ..
وسألته عن زوجته !!!
قلت له من هي زوجتك هذه التي تصبر كل هذاالصبر على طفلها الذي أتاها بعد 17 عاما من العقم؟
لا بد أن قلبها ليس بورا ً بل هو خصبٌُُُ بالإيمان بالله تعالى .
هل تعلمون ماذا قال ؟
أنصتوا معي يا أخواني و ياأخواتي ..
وخاصة يا أيها الأخوات الفاضلات ..
فيكفيكن فخرا ً
في هذا الزمان أن تكون هذه المسلمة منبني جلدتكن. !!
لقد قال :
أنا متزوج من هذه المرأة منذ 19 عاماً ..
وطول هذه المدة لم تترك قيام الليل إلا بعذر شرعي !

وما شهدت عليها غيبة ولا نميمة ولا كذب !
واذا خرجتُ من المنزل أو رجعتُ إليه تفتح لي الباب ..
وتدعو لي وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاقوحنان. !
ويكمل الرجل حديثه ويقول ..
يا دكتور لا أستطيع بكل هذه الأخلاق و
الحنان الذي تعاملني بهزوجتي ..
أن أفتح عيني فيها حياءً منها وخجلا ً؛..
فقلت له : ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك !
انتهى كلام الدكتورخالد الجبير حفظه الله .
وأقول :

إخواني و أخواتي ..
قد تتعجبون من هذه القصة ومن صبر هذه المرأة ..
ولكن اعلموا أن الإيمان بالله تعالى حق الإيمان ..
والتوكل عليه حق التوكل والعمل الصالح هو ما يثبت المسلم عند الشدائدوالمحن ..
وهذا الصبر هو توفيق من الله تعالىورحمة.
يقول الله تعالى:
-وَلَنَبْلُوَنَّكُمْبِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِوَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَاأَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِرَاجِعونَ
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌوَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ-
سورةالبقرة
و يقول عليه الصلاة والسلام:
ما يصيب ُ المسلم َ من نصبٍ ولا وصبٍ ولا هم ٍ ولاحزن ولا أذىً ولا غم ..
حتى الشوكة يشاكها إلا كفرالله بها خطاياه !
فاستعينوا إخواني و أخواتي بالله وأسألوه حوائجكموادعوه وحده
والجئوا اليه في السراء والضراء ..
إنه تعالى نعم المولى ونعمالنصير..

 

elbrnsesa

أستغفر الله وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله

ساحة النقاش

سمر محمد الشريف

elbrnsesa
موقعى ليس لديه نشاط معين او محدد فكل ما يخطر فى بالى اكتبه وانشره لكم وفى الغالب يوصف حالتى التى اعيشها ولكن قسمت موقعى للاقسام الاتيه 1- القسم الدينى 2- القسم الاجتماعى 3- قسم الدعايه والاعلان 4- قسم كلمات 5- اقوال »

أبحث وستجد ما تريد هنا

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

782,487

أين الله فى حياتنا