إن أمين هذه الأمة هو أبو عبيدة عامر بن الجراح الفهري القرشي وهو صحابي جليل رضي الله عنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من الصحابة الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم معركة أحد حيث روي عن الإمام أحمد في سنده عن حبيب بن سباع أبي جمعة قال (تغدينا مع رسول الله ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، قال: فقال: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟! أسلمنا معك، وجاهدنا معك. قال: "نعم، قوم يكونون من بعدكم، يؤمنون بي ولم يروني).
وكان أيضاً رضي الله عنه من الصحابة الذين كانوا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث بعث له ابو بكر الصديق قائلاً (هلم حتى أستخلفك؛ فإني سمعت رسول الله يقول: "إن لكل أمة أمينا، وأنت أمين هذه الأمة". فقال أبو عبيدة: ما كنت لأتقدم رجلاًُ أمره رسول الله أن يؤمنا ) . وكان أيضاً رضي الله عنه مع أمير المومنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال فيه عمر أيضاً (لم أكن مغيرا أمرا قضاه أبو عبيدة).
ويعتبر الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح من السابقين الأولين في الدخول إلى الإسلام وهو أسلم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهاجر مع الهجرة الأولى إلى الحبشة وهاجر مع الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة وهو يعتبر من أحد العشرة المبشرين بالجنة حيث ورد عن الرسول في تبشيره الجنة ما يلي (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ ).
وروي أنه عندما أتى أهل اليمن الى المدينة المنورة وطلبوا من رسول الله أن يبعث معهم رجلاً يعلمهم الدين الأسلامي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أخذ بيد أبي عبيدة الجراح رضي الله عنه (هذا أمين هذه الأمة).
وكان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه بعد أبو بكر وعمر وشهد مع النبي غزوة بدراً وقيل أنه قتل أباه المشرك في تلك المعركة ونزل فيه قول الله تعالى في سورة المجادلة (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
زمن الخليفة أبو بكر الصديق ذهب إلى بلاد الشام في غزوة اليرموك وبقي في بلاد الشام وحل هناك طاعون في مدينة عمواس التي كان موجوداً فيها ومات في ذلك المرض الذي حل بمدينة عمواس وكان ذلك سنة 18 هجرياً ودفن في منطقة الأغوار في الأردن ويوجد مسجد باسمه عند قبره في غور أبو عبيدة في المملكة الأردنية الهاشمية