بغداد مدينة عراقية عريقة، وهى الآن عاصمة الجمهورية العراقية، تقع على نهر دجلة، على مسافة 700 كيلو متر من مصبّه، وتتصل بنهر الفرات عن طريق قناة مائية، وتشتهر بالتمور والصوف والحبوب وتربية الجياد علاوة على الجلود والقطن والحرير.
المدينة لها طابع المدن التجارية، وقد كانت فى العصر الحديث محطة بالغة الأهمية بين الهند وانجلترا، وتتصل بمدينة البصرة وغيرها من المدن العراقية الأخرى بطرق برية جيدة، وكذلك بخطوط للسكك الحديدية.
كانت بغداد فى الماضى مركزًا للحضارة والثقافة العربية، وخضعت للإمبراطورية العثمانية منذ عام 1048 هجريًّا، و1638ميلاديًّا، حتى عام 1917 ميلاديًّا، عندما احتلتها القوات البريطانية بقيادة الجنرال “مود” فى حملتها التى عرفت باسم “حملة ما بين النهرين”، والمدينة الآن بها كل صفات المدن العصرية، وقد افتتحت جامعتها الشهيرة عام 1926ميلاديًّا وبذلك هى إحدى أقدم الجامعات العربية.
كانت بغداد عاصمة الخلافة العباسية على مدى قرون ممتدة بالغة الازدهار، والدولة العباسية هى التى بدأت فى بنائها عام 141 هجريًّا، و768 ميلاديًّا، وانتهى البناء بعد ثمانية أعوام فى عهد الخليفة أبو جعفر المنصور، وبلغ عدد البناة حوالى 100 ألف عامل، وتكلف البناء 18 مليون دينار.
وعندما ظهرت المدينة لأول مرة كان شكلها دائريًّا يُحيط بها سوران هائلان، حُفِر أمام الخارجى منهما خندق عميق وبُنِى على مكان مُتّسع داخلها قصر الذهب – وهو القصر العباسى ومقر الحكم – وقد استمرت بغداد نابضة بالحضارة حتى دمرها المغول عام 656 هجريًّا، 1258ميلاديًّا، وقتلوا أهلها ودمّروا مكتبتها وأنهوا الخلافة العباسية منها، فأقامها الملك الظاهر ركن الدين بيبرس، سلطان المماليك فى القاهرة، مرة ثانية عام 659 هجريًّا، 1261 ميلاديًّا.
وقد أفاض العرب فى وصف المدينة وما تتمتّع به من ازدهار، واصفين أنه كان فيها ستون ألف حمام، كل واحد منهم يعمل فيه ستة أشخاص، وذكروا عن نهر دجلة، نهر بغداد المُبارك، أنه كثيرا ما ينجو غريقه.