إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب المهارات الحركية و التناسق النمائي يحاربون يوميًا من أجل القيام بالأنشطة الحركية بصورة صحيحة مثل:
[ القفز – الجرى – التقاط الكرة ].
و الطفل الذي يعاني من اضطراب التناسق النمائي يعاني أيضًا من تأخر في تحقيق أساسيات المهارات الحركية: مثل [ الجلوس – الحبو – المشى ]. و لكن مع الإحتفاظ بمهاراته اللغوية.
إن اضطراب التناسق النمائي يتسم بمعاناة الطفل من المهارات التي تعوق أدائه لأنشطة معينة مثل [ الرياضة – الأداء الاكاديمي ]. و ذلك لفقر القدرات و المهارات الكتابية لدى الطفل.
لقد تم إطلاق العديد من المسميات على هذا الاضطراب مما يوضح أهمية ملاحظته.
ففي عام 1930 أُطلق عليه "Clumsy child" أى الطفل الأخرق أو غير المتقن لأدائه.
و قد لوحظ أن الطفل ذو اضطراب المهارات الحركية و التناسق النمائي عرضة لأن يعاني من مشاكل عدة منها:
[ النشاط الزائد – فقد القدرة على الانتباه – العصبية ].
الأطفال ذوي اضطراب المهارات الحركية و الأطفال ذوي اضطراب التناسق النمائي فهم يشبهون الأطفال الأصغر سنًا الذين يفتقدون القدرة على التحكم في الأنشطة الحركية لنفس المرحلة العمرية.
مثال:

  • الطفل ذو الاضطراب في التناسق النمائي في المدرسة الأولية   elementary فهو غير قادر على التكيف لقيادة عجل – الجرى – اللهو.
  • الطفل في المدرسة في مرحلة عمرية متوسطة لديه العديد من المشاكل في المشاركة في الفرق الرياضية مثل كرة السلة – كرة القدم.
  • أيضًا يمكن أن يفتقد الطفل المهارات الحركية مثل التعامل مع أزرار الياقة و هى مهارات بسيطة.
  • و أيضًا المهارات المعقدة مثل وضع المكياج – تصفيف الشعر وذلك طبعًا في مرحلة عمرية أكبر.

الإحصاء
إن معدل انتشار اضطراب التناسق النمائي يمثل 5% من أطفال المدرسة و يزداد معدل انتشار هذا الاضطراب في الأولاد أكثر من البنات بنسبة 2:1 أو 4:1.و هذا التراوح نظرًا لنشاط الأولاد و الحركة الزائدة غير البنات.


تداخل الاضطراب كجزء من اضطراب آخر

  • إن اضطراب التناسق النمائي يمكن أن يصاحبه بصورة قوية اضطرابات اللغة أو الكلام.
  • الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التناسق النمائي هم الأكثر عرضة لاضطرابات اللغة او الكلام أو على الأقل لا يجيدون استخدام اللغة و الكلام كوسيلة للتعبير.
  • أيضًا هذا الاضطراب يمكن أن يصاحبه اضطرابات القراءة و الرياضيات و اضطراب التعبير الكتابي بمعدل أعلى من المتوقع لمعدلات فقد الانتباه و النشاط الزائد.
  • و من خلال الدراسات فإن درجة عدم التناسق الحركي غير مرتبط بعدم القدرة على الانتباه.
  • إن الطفل ذو اضطراب المهارات الحركية و التناسق النمائي يعاني من مشاكل ثانوية ناتجة لهذا الاضطراب مثل فقر العلاقات الاجتماعية و عدد أقل من الأصحاب و ذلك لأنه ضعيف الأداء بالنسبة للأنشطة المشتركة و الرياضات المختلفة.
  • و بالنسبة للمراهق الذي يعاني من هذا الاضطراب فهذا يسبب له ضعف الثقة بالنفس و يمكن أن يصاحب ذلك نوبات اكتئابية.

الأسباب
إن اضطراب المهارات الحركية و التناسق النمائي غالبًا ما تشتمل على أسباب عضوية و عوامل نمائية.
و هناك عوامل تزيد من احتمالية إصابة الطفل بهذا الاضطراب مثل:

  • نقص الأكسجين أثناء الولادة.
  • الولادة قبل الميعاد.
  • سوء التغذية للأم  قبل الحمل.
  • حجم الطفل الصغير.
  • تناول الكحول قبل الولادة – الحشيش – الكوكايين.

إن الجزء المخي المرجح أن يكون المسئول عن هذا الاضطراب هو الفص الجانبي من المخ. Parietal lobe
فلقد ثبت أن حدوث أى إصابة لهذا الجزء ينتج عنه اضطراب سلوكي و اضطراب المهارات الحركية.
و بالنسبة للدراسات الحديثة فهى تخبرنا بأنه هناك علاقة قوية بين التوازن و حدوث هذا الاضطراب حيث أنه وُجد أن هناك إشارات ترسل عن طريق المخيخ إلى عضلات معينة: "Perneeus muscles , Tibialis auterior" و لكن إرسال الإشارات لا يتم بصورة صحيحة مما ينتج عنه عدم القدرة على التوازن في الأداء الحركي. و هذا يؤكد أهمية دور المخيخ في حدوث اضطراب التناسق الحركي.


التشخيص
وفقًا لمعايير جمعية الطب النفسي DSM IV :

  • يكون الأداء في النشاطات اليومية التي تتطلب تناسقًا حركيًا بصورة صحيحة دون المستوى المنتظر من عمر الشخص و ذكائه و قد يتبدى ذلك في التأخر الواضح في الوصول إلى المعالم التطورية الحركية مثل:

[ المشى – الحبو – الجلوس – أو إسقاط الأشياء– أو أداء ضعيف في الرياضيات أو ضعف في الكتابة].

  • يؤثر الاضطراب في المعيار السابق بشكل مهم على الإنجاز الدراسي أو الأنشطة اليومية.
  • لا ينجم الاضطراب عن حالة طبية عامة مثل [ شلل دماغي أو شلل نصفي ولا تتحقق فيه معايير اضطراب نمائي شامل].

التشخيص
إذا كان هناك تخلف عقلي فإن الصعوبات الحركية تتجاوز تلك التي تصاحبه عادةً.
ملحوظة ترميزية: إذا كان يعاني من حالة عامة عصبية أو عجز حسي فذلك ينضم إلى محور تشخيصي آخر .


الصورة المرضية

  • العلامات الاكلينيكية التي تقترح حدوث اضطراب التناسق النمائي مبكرا في مراحل الطفولة. عندما يبدأ الطفل في أداء مهام تحتاج التناسق الحركي.
  • و هناك علامات اكلينيكية مهمة لتشخيص هذا الاضطراب و هى سوء الأداء بالنسبة للتناسق الحركي.. و الصعوبات الناتجة تختلف وفقًا للمرحلة العمرية للطفل و المرحلة النمائية التي يمر بها.
  • في الأطفال أو مرحلة الطفولة المبكرة هذا الاضطراب يتميز بتأخر واضح في أساسيات النمو الحركي مثال " الحبو – المشى – الوقوف – الجلوس" و ذلك بين  المراحل العمرية سنتين أو أربع سنوات و هذا التأخر يظهر في معظم الأنشطة التي تحتاج إلى تناسق نمائي ومهارات حركية ، و الأطفال الأكبر سنًا يعانون من اضطراب في التناسق النمائي و ذلك يتضح في الألعاب مثل تكوين الصور – ترتيب المكعبات.
  • و يمكن أن يصاحب تأخر أساسيات النمو الحركي تأخر اللغة و الكلام عند الأطفال و الأطفال الأكبر سنًا يمكن أن يعانوا من مشاكل و صعوبات في الأداء الاكاديمي و الدراسي و عمل علاقات إجتماعية مع الأصحاب و ذلك لأن الأنشطة الجماعية تحتاج إلى تناسق نمائي و مهارات حركية.

 

و سوف نتناول ملامح اضطراب التناسق النمائي:

  • المهارات الحركية الواضحة في سن ما قبل المدرسة:
  • التأخر في تحقيق أساسيات النمو الحركي مثل "الجلوس – الحبو – المشى"
  • مشاكل التوازن مثل "السقوط – الإصابات المتكررة".
  • الهيئة غير الطبيعية.
  • النقر على الأشياء – القفز – التدمير.
  • المرحلة الإبتدائية:
  • صعوبة في قيادة الدراجة – الجرى – القفز.
  • اضطراب المشية.
  • في مرحلة سنية أكبر:
  • الأداء الرياضي الضعيف مثل التقاط الكرة – رمى الكرة.

العلامات الحركية الدقيقة:

  • مرحلة ما قبل المدرسة:

صعوبات التعلم – مهارات اللبس مثل "الأزرار" -  و صعوبة في التعلم و الأكل مثل " التعامل باستخدام السكين و الشوكة و الملاعق".

  • المرحلة الإبتدائية:

الصعوبة في استخدام المقصات – بناء الألعاب – الرسم.

  • الأكبر سنًا:

صعوبة في الاستحمام – تجفيف الشعر – تقليم الأظافر – صعوبة في استخدام الأدوات اليدوية – أو لعب البيانو.

 

تداخل التشخيص D.D
و بسبب تداخل التشخيص لهذا الاضطراب مع التشخيصات الأخرى لابد من  الانتباه الجيد و ملاحظة العلامات الاكلينيكية:

  • الشلل الدماغي – أمراض العضلات.
  • اضطرابات النمو البدائية.
  • التخلف العقلي.
  • الطفل كثير النشاط قليل الانتباه.

سير الاضطراب و التوقع:
هناك قلة من المعلومات المتاحة عن الأطفال الذين تم علاجهم أو لم يُعالجوا من هذا الاضطراب.
و قد لوحظ أن الأطفال الذين لم يتم تشخيصهم و علاجهم جزء منهم يحاول التأقلم من خلال تنمية بعض المهارات الأخرى و تستمر الأعراض .
و الطفل ذو اضطراب المهارات الحركية و التناسق النمائي أكثر عرضة للإصابة بفقدان الثقة بالنفس – مشاكل اجتماعية – أداء مدرسي و أكاديمي ضعيف. و بصفة عامة فهم يعانون من اضطراب التعبير اللغوي أو اضطراب التعبير اللغوي و استقباله.

العلاج
في الدراسات الحديثة والمحاولات العلاجية لوحظ أن التدخل المبكر في التشخيص يُحسن كثيرًا من النتائج بل و تُقدم للمجتمع طفل صحيح سليم حركيًا و نفسيًا وواثق من نفسه ذو أداء دراسي و أكاديمي و اجتماعي جيد و هذا حلم أى أسرة.
و التدخل من خلال سرعة التشخيص لهذا الاضطراب من قبل طبيب الأطفال و تحويل الطفل إلى الطبيب النفسي المتخصص.. و لقد بينا في السابق النقاط التشخيصية كما حددتها جمعية الطب النفسي:

  • ومن التداخلات العلاجية استخدام أدوات بصرية و حسية و سمعية لتدريب الطفل على استقبال المثير و الاستجابة له بمهارات حركية.
  • و من السبل الحديثة في العلاج استخدام نظام التخيل البصري على شكل تدريبات عن طريق الكمبيوتر حيث يتم استخدام أكثر من بقعة بصرية و تشتمل على توقيت لأداء مهام حركية مرتبطة بهذه البقع البصرية.

و هذا النوع من التدخل العلاجي الذي يشتمل على:

  • التهدئة النفسية و الإستعداد العقلي و البدني للتدريب.
  • استخدام الموديلات البصرية لأداء مهام حركية.
  • تكرار و استعادة الخبرة لهذه المهارات الحركية.

فهو يساعد الطفل على تحسين الأداء المهاري لبعض المهام الحركية و السلوك الحركي و يُحسن من تزايد ثقة الطفل بنفسه.
و عامةً علاج اضطراب التناسق النمائي يستخدم محاور مختلفة مثل برنامج التقوية الحسي – التدريب الجسدي.


إن برنامج التقوية الحسي يتضمن:

  • النشاط البدني الذي يزيد من انتباه الوظائف الحركية و الحسية.
  • و البرامج المصممة للتدريب البدني للطفل تُحسن من الأداء البدني بدون الغضط على الطفل في المشاركة في فرق رياضية.
  • بعض البرامج مثل: Montessori    تكنيك و لقد وضع هذا البرنامج لتحسين المهارات الحركية عند الأطفال و خاصة ما قبل دخول المدرسة.
  • و هذه الدراسات الصغيرة تقترح عمل التمارين الرياضية بصفة منتظمة ومحددة.

ممارسة السلوكيات الحركية
و طبعًا من خلال هذا البرنامج لابد من تثقيف الأسرة لتقديم الدعم النفسي للطفل و لنقلل من احساسهم بالقلق و الذنب .
و من الفحوصات الحديثة التي تستخدم استخدام ألعاب الكمبيوتر لتلقين الطفل كيفية التقاط الكرة مثلاً و هذا يعطي نتائج إيجابية خاصةً بدون إعطاء الطفل أى تعليمات لاستخدام الإشارات البصرية.
و هذا النوع من التدخل العلاجي مهم جدًا في بعض المهام الحركية المحددة و التي لا تحتاج إلى إتباع تعليمات معينة.
و أخيرًا سرعة التشخيص لهذا الاضطراب و التوجه إلى الطبيب المتخصص يساعد الطفل كثيرًا و يقلل من احساس الآباء بالذنب أو القلق

المصدر: د/ محمد شريف
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 1112 مشاهدة
نشرت فى 25 يناير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,394,348

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط