البهائية المعروفة الدكتورة باسمة محمد موسي، الأستاذة بكلية الطب، وافقت علي إجراء أول حوار مع صحيفة مصرية، تحدثنا فيه في جميع الأمور الخاصة بالبهائيين والقضايا التي رفعوها في المحاكم وحياتهم وعقيدتهم ومشاكلهم.

الحديث دار أيضاً في أمور شبه سياسية وأيضا اجتماعية وتاريخية.

الدكتورة باسمة قالت لـ«المصري اليوم» إنها تشعر بالتمييز ولا تريد القول إنه اضطهاد، مؤكدة أنها ستظل بهائية مهما حدث، مشيرة إلي أن البهائيين ليس لهم أي مشاكل مع الدولة ومشكلتهم الوحيدة هي «أوراق ثبوتيتهم»، مؤكدة أن الجهاز الأمني يتولي حمايتهم.

وعندما سألناها عن التوريث رفضت الإجابة باعتبار ذلك سؤالاً سياسياً وأن دينها يمنعها من الحديث في السياسة ولكنها قالت «ربنا يولي الحاكم الذي يعدل بين المصريين».

وامتنعت عن الإجابة عن سؤال: ما هو تقييمك للأوضاع في مصر حالياً؟!

وإلي الحوار:

* بداية.. ما حكاية البهائيين في مصر؟ ومتي دخلت البهائية؟

- الديانة البهائية دخلت مصر عام ١٨٦٤، وكأي ديانة جديدة، عادة تأتي مع الناس الرحل الذين ينتقلون من مكان إلي مكان وينشرون الدعوة.

والبهائية أعلنت في بغداد، وجاء إلي مصر مجموعة من التجار الإيرانيين المشهورين بتجارة السجاد العجمي وكان معهم أربعة استقروا في مصر وبدأ الناس في التعرف عليهم وبدأت معهم البهائية وظهر البهائيون وبدأ في الظهور مسلمون بهائيون وهكذا.

والبهائية موجودة في مصر منذ منتصف القرن ١٩ والفترة من ١٨٦٤ وحتي ١٩٦٠، أي حوالي قرن من الزمان تقريباً، والديانة البهائية موجودة ومازالت وكان هناك اعتراف رسمي من الدولة بالمحفل المركزي سنة ١٩٣٤ عندما سجل في المحاكم المختلطة.

* أين يوجد المحفل البهائي؟

- عام ١٩٣٤ اشترينا قطعة أرض وأقمنا عليها المحفل المركزي والمدافن، ولايزال المبني قائماً بجوار الكاتدرائية بالعباسية، وفي كل هذه الفترات لم تكن هناك مشاكل تواجه البهائيين.

* متي بدأت المشاكل تحديداً؟

- المشاكل بدأت حديثاً، وتحديداً عام ١٩٦٠ عندما صدر القرار الجمهوري بغلق المحافل البهائية، وهي الأماكن التي كانت تنظم وضع البهائيين الروحي والإداري، وبعد صدور هذا القرار بدأنا في اللجوء إلي كبار السن من البهائيين لأنه لم يعد لنا أحد نلجأ إليه.

* هل إلغاء المحافل البهائية شكل لكم مشكلة؟

- لم يمثل لنا مشكلة كبيرة لأننا أصلاً لم نكن نذهب إلي هذا المكان لكي نصلي، وإنما كان عبارة عن مبني إداري تقام فيه اجتماعات وإجراءات الزواج بالنسبة للبهائيين.

وفي عام ١٩٦٠ بدأت المشاكل تظهر بعد إلغاء المحافل، خاصة أننا كنا نعتمد علي أعضاء المحفل المركزي في حل مشاكلنا، والآن كل أسرة أو أسرتين يحلون مشاكلهم بالاعتماد علي ذوي الخبرة من البهائيين.

إضافة إلي أنه كان يفرض علينا عدم التجمع علي هيئة محفل مركزي، ورغم أن القرار الرئاسي كان مجحفاً، إلا أننا التزمنا به ويأتي التزامنا به لوجود مبدأ مهم في ديننا، وهو طاعة الحكومة بما لا يخل بعقيدتنا البهائية، ونحن ملتزمون به ولا نجري انتخابات!

* ماذا تقصدين بالانتخابات؟

- انتخابات أعضاء المحفل المركزي الذين يسهمون في حل مشاكلنا، وبعد عام ١٩٦٠ تم القبض علي البهائيين في حوالي ٦ قضايا، وكان سبب القبض هو نقض هذا «الحكم الرئاسي» - تقصد القرار - وكان البهائيون يقضون في السجن أسبوعاً أو شهوراً قد تصل إلي عام، وفي النهاية يخرجون براءة.

وطوال هذه الفترة لم يحكم علي أي بهائي بجريمة مخلة بالشرف أو الأمن العام.

* ما هي أبرز المشكلات التي تواجهكم؟

- معروف أن البطاقات الشخصية تقريباً بدأت عام ١٩٦٠، وفي العام نفسه تم إغلاق المحفل البهائي، وكان يكتب للبهائيين في الأوراق الثبوتية «بهائي» أو «ــ» ولم نتضرر.. المهم ألا يكتب لنا أي ديانة أخري غير البهائية، وظل هذا النظام معمولاً به حتي عام ١٩٩٨ عندما بدأ العمل ببطاقات الرقم القومي.

وفي الحقيقة، وضعوا أربع خانات للديانة هي: «مسلم - مسيحي - يهودي - أخري»، ونقلوا كل بيانات البهائيين علي بند «أخري»، وبدأوا في استخراج بطاقات رقم قومي بها الديانة «أخري» ولم نتضرر، ولم يستطع جميع البهائيين استخراج بطاقات الرقم الموجود بها «أخري»، وعدد قليل هم الذين استخرجوا شهادات ميلاد أو بطاقة رقم قومي مكتوباً فيها «أخري».

وفي عام ٢٠٠٤ صدر قرار إداري، وهذا القرار في اللائحة التنفيذية لمصلحة الأحوال المدنية يقرر أنه يتم اختصار ديانات البهائيين إلي ثلاث فقط «مسلم - مسيحي - يهودي».

وأنا لا أعرف من الذي أصدر مثل هذا القرار وما جدواه أن يحدد ديانات المصريين ويجبرهم علي أن يكتبوا ديانة غير ديانتهم ويضعهم في موقف المخالف للأوامر الإدارية، خاصة أنه يوجد في أوراق استخراج الرقم القومي بند يقول إنه يجب علي كاتب البيانات أن يلتزم الدقة حتي لا يعاقب بالسجن ثلاث سنوات لو ثبت تزوير هذه البيانات في هذه الأوراق الرسمية، وعندما أكتب في هذه الأوراق ديانة غير ديانتي معني هذا أنني قمت بالتزوير، وبالتالي سأخضع للقانون وأسجن ٣ سنوات.

والشيء الثاني أنني إذا كتبت «مسلم أو مسيحي أو يهودي» سوف أواجه بهذه الهيئات الدينية المحترمة تقول لي أنت مرتدة، والشيء الثالث وهو الأهم، أن ديني يقول لي إن الصدق أساس جميع الفضائل الإنسانية، وأنا بذلك أخالف «التعاليم اللي ربنا أعطاها لي في ديني».

الغريب أن قانون الأحوال المدنية يقول إنه لابد علي المواطن أن يكتب بياناته وليست التي تلزمنا بها مصلحة الأحوال المدنية.

* مع من بدأت أول مشكلة من هذا النوع؟

- بدأت بمهندس ذهب يضيف بناته الثلاث علي باسبور الأم، ومن الطبيعي أن يقدم البطاقات والأوراق وشهادات ميلاد البنات، وطبيعي أن يأخذ الموظف منهم صوراً ويعطيهم الأصول، ما حدث أن الموظف لم يعد لهم أصول الأوراق، وقال لهم تعالوا بكرة، سنعطيكم كل الأوراق، وعندما ذهب في اليوم التالي كانت المفاجأة أن الموظف قال لهم إننا غيرنا البيانات علي الكمبيوتر وأصبحت «مسلم» بدلاً من بهائي، وقام بتبديل الأوراق التي أخذها منهم، وطبعاً تخيل أن ذلك تعسف من الموظف، ولكنه اكتشف أن هناك قراراً إدارياً يحمل رقم ٤٩ لسنة ٢٠٠٤، ينص علي ثلاث ديانات للمصريين..

 فاضطر إلي اللجوء إلي وزارة الداخلية التي فوجئ فيها أيضاً بصدور قرار مثل هذا القرار، وقالوا له: «إذا مش عاجبك تغير الديانة روح الجأ للمحاكم»، فلجأ للمحاكم والقضية قام برفعها أمام المحكمة عام ٢٠٠٤ وانتهت عام ٢٠٠٦، برفض المحكمة الإدارية العليا للقرار رغم أن القضاء الإداري كان قد أقر ذلك في أبريل ٢٠٠٦، وهو أن يأخذ المواطن أوراقه كما سلمها لموظف الأحوال المدنية، وأذكر أن القاضي قال في حيثيات الحكم «إن دار الإسلام وسعت المسلمين وغير المسلمين».

وأنا أعتبر هذا القاضي قاضياً محترماً واسمه فاروق عبدالقادر، وكان قراره صائباً وتم نقض الحكم في الإدارية العليا بعد أن تسرب الخبر للصحافة التي لم تتحر الدقة في موضوع البهائيين، «واحد رايح المحكمة علشان يقر الديانة البهائية - يعني مش معقول أو من المنطق إن واحد عايز يقر ديانة يروح محكمة.. مافيش عقل في الدنيا يقول الكلام ده، وبعدين لزمته إيه الكلام ده.. أوراقنا القديمة كلها مكتوب فيها بهائي».

* هل عندما صدر القرار الجمهوري عام ١٩٦٠ بإلغاء المحافل البهائية كان رد فعل ربما لاعتراض البهائيين علي قيام الثورة أو قيام الجمهورية؟

- لا لم نعترض إطلاقاً.

* من وجهة نظرك، لماذا صدر مثل هذا القرار؟

- القرار صدر في ظل الوحدة مع سوريا، وفي عام ١٩٥٨ كان هناك اندماج بين البلدين، وفي ظل ذلك صدر دستور موحد لم ينص صراحة في أي بند من بنوده علي حرية العقيدة، واستمر العمل به حتي عام ٦١، ولم يستطع البهائيون أن يعترضوا عليه لأنه لا يوجد نص فيه يلجأون إليه في رفع القضية، ولكن تم رفع قضية علي القرار الصادر عام ١٩٦٠ بعد الانتهاء من صدور دستور ١٩٧١.

* لماذا أصدر الرئيس عبدالناصر مثل هذا القرار؟

- المشكلة حدثت أيام حكم الرئيس عبدالناصر عندما ذهب إلي سوريا، وسمعت هذا الكلام في ندوة من أناس كبار، فقال له الرئيس السوري آنذاك: «ليه تخلي البهائيين عندك والمكان المقدس بتاعهم موجود في عكا».

* هل فعلاً الأماكن المقدسة لكم في عكا؟

- نعم.. وهو قبر رسولنا حضرة بهاء الله وذهب إلي عكا كمسجون لأنها كانت أحد سجون السلطان العثماني، وكان أسوأ سجن في السلطنة العثمانية، وكان المقصود من ذهابه إلي هناك أن يموت، وكما يقول المؤرخون: «لو الطير مر من فوقه كان يقع» لأن المكان كان موبوءاً ورائحته نتنة».

وبالفعل ذهب إلي عكا عام ١٨٦٨ ولم تكن هناك فلسطين أو إسرائيل، وإنما كان اسمها السلطنة العثمانية، وتوفي عام ١٨٩٢.

وليس كون أن حضرته - تقصد البهاء - ذهب إلي هناك مجبرآً ومنفياً ومسجوناً وبقي حتي توفي، أن يكون لنا علاقة بإسرائيل أو بقيام دولة إسرائيل، وكيف لمسجون أن ينشئ دولة أو حتي يساعد في إنشاء دولة أو تأسيسها، وبالتالي كيف يكون لنا علاقة بتأسيس دولة إسرائيل، المسجد الأقصي موجود في إسرائيل وكنيسة المهد موجودة في إسرائيل أيضاً، هذا المكان أوجده ربنا لكل الديانات.

* هل أثر قرار عبدالناصر علي البهائية بعد قرار إلغاء المحافل عام ١٩٦٠؟.

- الحقيقة أن القرار الذي أصدره الرئيس عبدالناصر بغلق المحافل البهائية، هو إغلاق للمباني الإدارية فقط، ولكنه لم يلغ الديانة لأن العقيدة ما عقد عليه القلب واللسان.

وحتي لو كنا في جب عميق سنظل بهائيين لأن ذلك شيء بيننا وبين ربنا.

* هل تشعرين بالاضطهاد؟

- لا أريد أن أقول إنه اضطهاد، وإنما هو تمييز، وأعني أن هناك تمييزاً ضدي علي أساس ديني، فعلي واجبات يتم أخذها مني ولي حقوق لا أستطيع أخذها.

* هل تعتقدين أن هذا التمييز قد يرقي إلي مرحلة الاضطهاد فيما بعد؟

- في تقديرنا كبهائيين، إننا كديانة لا تزال في بدايتها تتعرض لما تعرضت له كل الديانات السابقة، وهذه فكرة نؤمن بها جيداً، وهذه الفترة ستكون «فترة وهتعدي»، لأن الناس لا تقبل علي أي ديانة جديدة بسهولة، ودائماً تختلف مع الجديد.

والديانة البهائية موجودة في ٢٣٥ دولة ومقاطعة علي مستوي العالم، وتعتبر ثاني أكبر ديانة انتشاراً من الناحية الجغرافية بعد الديانة المسيحية، وقبول هذه الدول والمقاطعات للديانة البهائية معناه أنها ديانة سلام وتقيم لها المحافل والمعابد وتمثل تمثيلاً رسمياً في الأمم المتحدة.

* أنت تتكلمين عن دول، والطبيعي أن الدين ينزل للبشر؟

- لو كانت البهائية ديانة بها أي شيء من الخطأ أو الذم أو عدم قبول الآخر، ما آمن بها الناس.

وعلي الرغم من أننا ديانة حديثة، إلا أننا من الديانات التسع الكبيرة المعروفة في العالم، ونحن نتكلم عن ديانات لها آلاف السنين.

* ما هو مفهوم الاضطهاد بالنسبة لك؟

- العنف الجسدي.

* هل تتوقعين حدوثه في المرحلة المقبلة؟

- أتوقع ألا يصل الأمر إلي الاضطهاد.

* شاركتم في مؤتمر عن الأقليات في سويسرا.. لماذا؟

- لم يحدث أن شاركنا في مؤتمر كهذه.

* ألم تشاركوا من قبل في مؤتمرات مثل هذا؟

- لا.

* هل لديكم مشكلة كبهائيين مع الدولة كدولة؟

- ليس لدينا مشكلة مع الدولة وكل مشكلتنا هي مشاكل إجرائية تتمثل في استخراج الأوراق الثبوتية لنا، وأعتقد أن الدولة ستحلها.

* فيم تفكرون في الأيام المقبلة؟

- المكان الذي فتح لنا أبوابه هو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو الذي تبني قضيتنا منذ عام ٢٠٠٤، ورغم أننا طرقنا جميع الأبواب، إلا أننا لم نكن نعرف لمن نذهب لأننا مثل بسطاء المصريين لا يعرفون من حياتهم سوي أكل عيشهم وتربية أولادهم، لأنه بحكم الدين السياسة ممنوعة عندنا، وكذلك ممنوع الدخول في الإضراب لأن البهائية تؤمن بوحدة العالم الإنساني، وإذا تحزبنا تنهدم فكرة الوحدة لدينا.

* من يتحدث عنكم في المجلس القومي لحقوق الإنسان؟

- لا يوجد أحد يقوم بذلك نيابة عنا، وكل شخص لديه مشكلة يذهب إلي هناك، وبدأت العلاقة بيننا وبينهم بعد أن صدر كتاب من المجلس الأعلي للشؤون الإسلامية به كلام كثير غير صحيح ويوجد به جزء في آخر الكتاب يقول إن البهائية كفر وزندقة وهي أشياء غير موجودة في البهائية أصلاً.

* ماذا جاء في هذا الكتاب؟

- جاء فيه أن البهائية نوع من الأوبئة الفتاكة، وأخذت الكتاب وتقدمت بشكوي إلي المجلس القومي لحقوق الإنسان، ومن هنا بدأت علاقتنا بالمجلس، وهذا الكتاب يعتبر تحريضاً ضد البهائيين.

وأذكر أنني أرفقت نسخة من الكتاب مع الشكوي وبعدها عقد المجلس ندوة عن إلغاء خانة الديانة وتمت دعوتنا لحضور الندوة، وكانت هذه أول مرة يدعونا فيها جهاز حكومي كبهائيين، وهي خطوة جريئة.

* هل تكلمت في الندوة؟

- نعم وعندما تحدثت قلت إنني بهائية، ففوجئ الحضور بذلك، لدرجة أن هناك «ناس اتخضوا» لأنهم أول مرة يرون ويسمعون عن شخص بهائي يقول إنه بهائي، خاصة أننا لا نعلن ذلك لأن الديانة في القلب.

* هل تعتقدين أن الإعلام زاد من المشكلة؟

- نعم أجهزة الإعلام تناولت الموضوع بشكل غير مضبوط، لدرجة أن بعض نواب مجلس الشعب تقدموا بطلبات إحاطة، وأنا علي أتم استعداد إذا دعاني مجلس الشعب أن أذهب إلي هناك وأتكلم.

* هل تمثلين البهائيين؟

- المجلس القومي لحقوق الإنسان بدأ في التعامل معي كواحدة من البهائيين باعتباري أستاذة في الجامعة، وتحدثت معهم كممثلة عنهم، والظروف التي وضعتني في هذا الوضع.

* كم عدد البهائيين في مصر؟

- لا أستطيع الإجابة، لأنه لا يوجد تعداد، ولكن قبل عام ٦٠ نشرت جريدة اسمه «اليومية» وقالت إن عدد البهائيين في مصر ٥ آلاف.

* هل تستطيعين تقدير العدد بشكل تقديري؟

- هناك البعض يقول ألفين، والأوراق التي كانت تبين التعداد صودرت وكانت موجودة في المحفل، وأعضاء المحفل توفوا ولا يوجد أحد نسأله، ولذلك لا أستطيع أن أجزم عن العدد بدقة، ولكننا منتشرين في جميع أنحاء الجمهورية.

* كيف لكم ممثل في الأمم المتحدة رغم أن التمثيل في الأمم المتحدة يكون للدول؟

- الجامعة البهائية العالمية ممثلة كمنظمة غير حكومية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي.

* وما الجامعة البهائية؟

- هي تمثل المحافل المركزية علي مستوي العالم.

* كم عدد المحافل تقريباً؟

- المحافل المركزية كثيرة، وهي حوالي ٢٠٠ محفل مركزي.

* لو وضعت في موقف ما - لجنة مرورية مثلاً - وعرف الناس أنك بهائية ماذا سيكون الموقف؟

- الموقف صعب جداً، ولم أتعرض لمثل ذلك من قبل، ولكن تعرضت لموقف قريب، وهو أنني ذهبت لاستخراج كارت ائتمان - فيزا، وقال لي الموظف لا أستطيع أن أسلمها لك، لأنك لا تحملين بطاقة الرقم القومي، وآخر مرة ذهبت إلي البنك قال لي الموظف: هذه آخر مرة أستطيع أن أوافق لك علي سحب نقود من أموالك، لأنك ليس لديك «رقم قومي»، تخيل لا أستطيع أن أسحب من أموالي، ومثال آخر وهو يتلخص في أن أختي ذهبت لكي تقدم لابنها علي شقة من شقق الشباب، ولأنه ليس لديه رقم قومي لم تستطع التقديم أو الحجز، ومؤخراً الأطفال لدينا لم يستطيعوا دخول المدارس، ومشاكل أخري مثل استمارات الثانوية العامة ودخول الجامعة وغير ذلك.

* اسمك باسمة محمد موسي.. واسم والدك محمد، وأنت بهائية.. كيف؟

- واسمي فيه موسي.. ما هي المشكلة؟!

* ألا يوجد لديكم مشكلة في الأسماء؟

- لا يوجد.

* كيف تختارون أسماء أطفالكم؟

- أي اسم نحبه نطلقه عليهم.

* هل هذه سياسة لتفادي المشكلات؟

- لا.. هناك بهائيون اسمهم جرجس وإسكندر.

* قلت إنه عندما دخلت البهائية إلي مصر دخل الناس إليها.. أي تحولوا عن ديانتهم الإسلامية والمسيحية واليهودية، كم عدد الذين تحولوا تقريباً؟

- لا أعرف لأن ذلك كان في القرن ١٨.

* هل ذكرت في كتب التراث البهائي؟

- لا لم تذكر، إضافة إلي أن كل الكتب التي كانت موجودة أخذت ولا نعرف شيئاً عن التاريخ القديم حالياً.

* كيف بدأت الدعوة للبهائية أو الدين الجديد كما ذكرت؟

- أنا شخصياً عندما يسألني أحد مثل هذا السؤال أقول له يمكنك تصفح الإنترنت واقرأ ما شئت، وحتي إذا كان وضعي يسمح لي بالكلام لا أدعو أحداً لاعتناق البهائية.

* هل هذا خوف من استعداء البعض ضدكم؟

- «سيبك من الاستعداء»، لأنه في الديانة عندنا يوجد ما يعرف بتحري الحقيقة، وهذا المبدأ من مبادئ البهائية، وهو لابد أن تتحري بنفسك.

* وزارة الداخلية صرحت بأنها لن تستشكل لحكم القاضي بأن يتم وضع «ــ» في خانة الديانة الذي حصلتم عليه مؤخراً، هل ذلك يعتبر بادرة أمل في أن يتم حل المشكلة؟

- أعتقد ذلك، لأنه وفي المرة الأولي كان السبب أن الوزارة استشكلت الحكم علي أساس أن الرأي العام كان ضد أن يكتب «بهائي»، ونحن في الحقيقة لم نقصر واقترحنا حلولا، وهي أن تكون أخري أو «ــ» أو تترك فراغاً، وهذه الحلول لكي يستقر الرأي العام وتم الأخذ بهذه الحلول وقالوا نضع «ــ».

* من هم المحامون الذين يدافعون عنكم؟

- لبيب معوض، وهو يدير كل قضايانا منذ زمن، وكذلك حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

* كيف يتم معاملتكم خارج مصر؟

- في جميع الدول العربية يوجد بهائيون، ويعاملون بمنتهي الاحترام، وهناك دول عربية لديها انفتاح ويتم معاملة البهائيين كطائفة من طوائف الشعب ويشاركونهم في اقتراح حلول لقضايا معينة، مثل البيئة والتعليم وغيرهما ويتعاملون معهم كمواطنين.

والجامعة البهائية لها مشاريع في الدول النامية والفقيرة في مجالات البيئة والتعليم والصناعات الصغيرة.

* هل تعتبرون أنفسكم طائفة؟

- نحن دين قائم بذاته، له أصول وأحكام خاصة به، حتي إن حكم محكمة «ببا» سنة ١٩٢٥ أقر أن البهائية دين جديد قائم بذاته له أصول وأحكام خاصة به.. فلا يقال للبهائي مسلم ولا العكس.

* هذا الالتباس من أين يأتي؟ هل هو تشابه الأسماء؟

- الشريعة لدينا مختلفة تماماً، فنحن لدينا الصوم والصلاة ولكنهما يختلفان عن الشريعة الإسلامية، والشهور البهائية ١٩ شهراً والشهر ١٩ يوماً، وبالتالي نحن مختلفون تماماً، والزواج عندنا مختلف أيضاً، فنحن يحق لنا أن نتزوج من أهل الأديان الأخري ولا توجد لدينا مشكلة في ذلك، ولابد من موافقة الأبوين لكلا الطرفين، وهذا يمنع الزواج العرفي.

* هل يوجد رئيس أو زعيم للبهائيين في مصر؟

- لا يوجد.

* هل تحتاجون إلي رئيس ينظم لكم شؤون البهائيين؟

- لا توجد لدينا كلمة رئاسة بمعني فرد، لأنه لا يوجد فردية في البهائية، والمحفل به ٩ أفراد يتم اختيارهم دون ترشيح.

* إذن يمكن أن يكون المحفل الواحد يتكون من عائلة واحدة؟

- ممكن إذا اقتنعنا أن هؤلاء أحسن من أي شخص آخر، وسيتم اختيارهم، ولا يهم إذا كان الشخص المختار صغيرًا أو كبيرًا، رجلاً أو امرأة.

* هل واجهتم مشكلة مع جيرانكم في الفترة الأخيرة؟

- أنا شخصياً ليس لدي مشكلة مع جيراني، وفي الفترة الأخيرة حدثت بعض المشاكل، خصوصاً عندما تناول الإعلام موضوع البهائية بعد قرار وزارة الداخلية وبعد خروج مرسوم من وزارة الأوقاف يحذر من البهائية.

* ماذا كان رد فعلكم؟

- لجأنا إلي مباحث أمن الدولة علشان نحمي أنفسنا لأنه لا يوجد أحد يحمينا سوي ربنا والدولة.

* هل فعلاً كانوا يقومون بحمايتكم؟

- الحقيقة.. نعم.

* ماذا عن عيد النيروز؟

- هذا العيد يوافق عيد النيروز الإيراني، وهو يوم ٢١ مارس بداية الربيع الذي يأتي بعد انتهاء الصيام الذي يجيء من يوم ٢ وحتي ٢٠ مارس، وهو في الوقت نفسه عيد بداية السنة البهائية.

* ما علاقتكم بإيران؟

- لا علاقة لنا بإيران، وهي لا تتعامل مع البهائيين بصورة طيبة.

* هل يوجد بهائيون في إيران؟

- كثيرون.

* هل يخفون عقيدتهم؟

- لا يخفونها.

* كم عددهم تقريباً؟

- ٤٠٠ ألف.

* هذا العدد كبير؟

- المفروض أن عددهم يكون أكبر، لأن ملايين البهائيين الذين كانوا في إيران هاجروا بعد اضطهاد ثورة الخوميني لهم، وما حدث للبهائيين في إيران يمكن أن نطلق عليه اضطهاداً لأن به قتلاً وعنفًا جسديا وسجنًا ومازال.

* هل تعملون في الشأن العام؟

- نحن نعمل في الجمعيات الخيرية.

* ولكنكم لا تعملون في الأحزاب؟

- لا.

* علي الرغم من أن الأحزاب شأن عام؟

- ولكن لا يوجد بها وحدة.. وعندما أعمل في جمعية خيرية أقدم من خلالها المجتمع كله، ولا أقول إن هذا جيد أو ذاك سيئ.

* ما رأيك في التوريث؟

- «ده سؤال سياسي».. وربنا يولي الحاكم الذي يعدل بين المصريين، وبغض النظر عمن يكون.. أنا أري أن هذا الموضوع «حمل»، وأي شخص يتحمله الله يكون في عونه.

* ما رأيك في الوضع الحالي بشكل عام في مصر؟

- أي سؤال فيه سياسة من غير المفروض أن أجيب عنه وأمتنع عن الإجابة؟

* لماذا تمتنعين عن الإجابة؟

- لأن ذلك يخالف العقيدة البهائية، ومن نصوص العقيدة عندنا عدم الحديث في السياسة.

* إلي أين نحن ذاهبون، أقصد مصر رايحة فين؟

- أري أن هناك بريق أمل.

* كيف؟

- طالما دور المجتمع المدني بدأ في التنامي أري أن هناك أملاً، وطالما ربنا موجود هناك أمل في التغيير والإصلاح، ويجب أن نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض.

المصدر: جريدة المصرى اليوم
  • Currently 155/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
51 تصويتات / 1227 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2008 بواسطة eidy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

131,558