تصنيع الجبن الجاف


تعتبر صناعة الجبن وسيلة لزيادة قوة حفظ المكونين الرئيسيين في اللبن وهما الدهن والبروتين (خاصة الكازين) مع إنتاج غذاء مستساغ الطعم سهل الهضم ويتميز بقيمة غذائية عالية ويمكن حفظه لمدة طويلة.
وتتكون الجبن نتيجة لحدوث تخثر أو تجبن Coagulation للبن أي تحوله من الصورة السائلة إلي صورة هلامية متماسكة بفعل إضافة المنفحة أو بفعل الحموضة المتكونة نتيجة إضافة البادئات المحتوية علي بكتريا حمض اللاكتيك وفي كلتا الحالتين يحدث انفصال لكمية كبيرة من الماء الذائب فيه بعض المركبات ويسمي بالشرش Whey وهو يحتوي في الأساس على سكر اللاكتوز وبعض البروتينات تسمي Whey Proteins أي بروتينات الشرش.
كيف يمكن صناعة الجبن

طريقة صناعة الجبن
الأساس العلمي لصناعة الجبن:

الجبن من أشهر المنتجات اللبنية والتي يمكن إنتاجها نتيجة عمليات التجبن Curding أو عمليات التخمير والتي تنتج عنها عمليات التجبن وكلاهما من شأنه أن يؤثر علي اتزان بروتين اللبن حيث يتحول اللبن من الصورة السائلة ذو البروتين الثابت إلي الصورة المتماسكة ذات البروتين المترسب أو المدنتر أو المعرف كلياً بالمتجبن.
وتخمير اللبن لإنتاج الجبن ينتج أساساً من تحويل سكر اللاكتوز وتخميره إلي حمض اللاكتيك حيث يعد من مصادر الشحنات الموجبة والتي تؤثر علي الشحنات السالبة علي بروتين اللبن مما يعمل علي فقد إتزانه وتجبنه عند نقطة التعادل الكهربيةIso electric point وهي لبروتين اللبن عند PH 4.6 مقارنة بــــ PH 6.7 للبن المعد لصناعة الجبن. بينما تجبن اللبن الشائع باستخدام المنفحة وهي الإنزيمات المتواجدة في المعدة الرابعة لصغار الأبقار حيث لها خاصية تجبن اللبن وتعرف المنفحة باسمRennine , Rennet حيث من شأن تلك الإنزيمات التأثير علي مكون الكازين المعروف باسم الــــ Kapa casein الواقي أو الحامي للـ ل s casein- وبالتالي بتحليله أو تكسيره يتعرض الـ ل s casein-للأيونات الموجبة وخاصة الكالسيوم Ca+2 لتتم بذلك المرحلة الثانية من عملية التجبن.
المواد الوسيطة المستخدمة في صناعة الجبن:

1.    المنفحة Rennet

2.    البادئات Starter culture

3.    كلوريد الكالسيوم Calcium chloride

4.    الأملاح (ملح الطعام) Salts

5.    الصبغات Dyes

6.    النكهات Flavour

المنفحة:

تستخلص من المعدة الرابعة للعجول الصغيرة وتوجد إما علي صورة صلبة أو سائلة أو مجففة. الجرعة المستخدمة تتراوح من 10.000: 1 أو 15.000 : 1 بحيث أن كل جزء من المنفحة يجبن 10 – 15 ألف جزء من اللبن في 40 دقيقة علي 30 م . حديثا هناك نوعان من البدائل للمنفحة أولهما الإنزيمات المجبنة من مصادر نباتية والأخرى إنزيمات ميكروبية. الإنزيمات نباتية المصدر تعطي تجبن جيد ولكنها تعطي طعم مرا في الجبن خلال عمليات التسوية بينما تظهر الإنزيمات الميكروبية نفس الفعل للمنفحة ذات الأصل الحيواني.
2-
البادئات:

بعد عمليات التسخين تبدأ مزارع بكتريا حمض اللاكتيك في التحطيم لذا أصبح لازما إضافة مزارع بكتيرية للبن فيما يعرف باسم مزارع الصناعة Bulk culture وهذه تشمل إنتاجيتها علي بسترة اللبن الفرز ثم تحضينه علي 32 م بعد التبريد حتى يلقح بالمزرعة الأم Mother culture ويحضن حتى التجبن ثم التبريد علي 4م. وغالبية البكتريا المستخدمة كبادئات تنتمي معظمها إلي بكتريا حمض اللاكتيك وحديثا يمكن استخدام البادئات المجففة النشطة ذات النشاط السريع Powde direct use حيث تستخدم فقط مع الألبان ذات الجودة العالية وهي تتميز بأنها أقل خطورة للتلوث بالبكتريا الغير مرغوبة. هذا كله بالنسبة لأنواع الجبن التي تستخدم فيها البكتريا في عمليات التسوية بينما في بعض أنواع الجبن التي تستخدم فيها المزارع الفطرية مثل جبن الروكفور Requefort تستخدم بادئات تعرف باسم Penicillium requeforti كذلك جبن الكاممبرت Camembert تستخدم بادئات Pencillium Cammemberti .
3-
كلوريد الكالسيوم:

بصفة عامة يستخدم 5 – 20 جم من كلوريد الكالسيوم لكل 100 كيلو لبن حيث تكفي هذه الكمية لتحسين خواص الجبن لأن إتمام عمليات التجبن وتحويل مادة الخثرة الأولية Kettle إلي الخثرة التامة Curd تتطلب وجود كلوريد الكالسيوم كمصدر لأيونات الكالسيوم الموجبة لإتمام المرحلة الثانية من التجبن. زيادة المضاف من كلوريد الكالسيوم قد يعمل علي زيادة صلابة الخثرة المتكونة بحيث قد يصعب تقطيعها. ويجب أن ينوه إلي أن إضافة كلوريد الكالسيوم يقلل من زمن التجبن ويزيد من الحالة الجيلية Gel التى تحسن وتزيد من ريع الجبن.
4-
إضافة الأملاح:

ملح الطعام يضاف إلي الجبن لإعطائه الطعم المميز من جهة ووقف النشاط التخمري الغير مرغوب من جهة أخرى. ويجب أن يكون معروفا أن هناك أنواع أخرى من الأملاح قد تضاف في صناعة الجبن في بعض البلدان والبعض الأخر تحرم قوانينها ذلك وعلي سبيل المثال نترات الصوديوم أو البوتاسيوم والتي تستخدم لإعاقة أو وقف نمو النشاط التخمري لبكتريا Clostridium Butyricum ذات الأثر الغير مرغوب والمسببة للتسمم ويستخدم تركيز 20 جرام / 100 كيلوجرام لبن لهذا الغرض. ومحظورية استخدام أملاح النترات يرجع إلي تكوين مركبات النيتروز أمين عند هدم أملاح النترات في التسوية والذي يعد من مسببات السرطان (لأنه تراكمي التأثير).
5-
الصبغات:

لون الجبن يرتبط عظيم الارتباط بلون دهن اللبن وهذا يرجع إلي عوامل عديدة تؤثر علي دهن اللبن من حيث الكمية واللون من أهمها العوامل الموسمية لذلك تضاف صبغات الكاروتين والاناتو لتعديل أو تصحيح تلك المفارقات الموسمية. وقد يستخدم مبيضات للجبن خاصة الأجبان ذات التسوية بالفطريات أو الجبن الفيتا.
6-
النكهات:

استخدام النكهات في صناعة الجبن قبل عمليات التسوية يكاد يكون منعدما وذلك لعوامل الدنترة للجبن أثناء عمليات التسوية وقد تكون إضافة النكهات مقصوراً علي الأجبان المطبوخة.
خطوات صناعة الجبن

1- استلام اللبن:

تبدأ صناعة الجبن باختيار نوع اللبن الذي يتناسب مع نوع الجبن المراد صناعته ولابد أن يكون اللبن المراد إعداده لصناعة الجبن علي درجة عالية من الجودة الكيماوية وكذلك الجودة الميكربيولوجية والجودة الحسية حيث تنعكس جودة اللبن علي جودة الجبن الناتج مع مراعاة إنتاج اللبن النظيف وتبريده عقب عملية الحليب مباشرة إلي درجة حرارة 4م وقد يخزن علي هذه الدرجة حتى التصنيع.
يراعي عند استلام اللبن لصناعة الجبن إجراء بعض الاختبارات الضرورية مثل:

1.    الاختبارات الحسية (كالطعم واللون والرائحة والمظهر والقوام)

2.    الاختبارات الكيميائية (الحموضةالكازين – الدهن – الجوامد الكلية واللادهنية)

3.    الاختبارات الميكروبيولوجية (أزرق المثلين – ريزازورين – ميكروبات الكلورفوم)

4.    وجود الألبان غير الطبيعية (لبن السرسوبلبن نهاية فصل الحليب – لبن التهاب الضرع)

5.    وجود الألبان المحتوية علي مضادات حيوية.

1-1 الاختبارات الحسية:
تتم الاختبارات الحسية التي تجري مع اللبن عند وصوله صالة إنتاج الجبن بواسطة حاسة الشم والتذوق بواسطة أشخاص لهم خبرة عالية في هذا المجال حيث يمكن الكشف عن الروائح الغير مرغوبة وكذلك معرفة الأطعمة الغريبة الناتجة عن التلوث بالعلائق أو روث المواشي أو الرش بالمبيدات أو سوء التبريد عقب الحليب مباشرة حيث ترفع الحموضة. وجود شوائب وألوان غريبة كاللون الأحمر أو الأزرق يكون دلاله علي عدم إنتاج اللبن بطريقة نظيفة أو وجود لبن ناتج من مواشي مصابة بمرض التهاب الضرع أو وجود بعض الميكروبات التي تفرز صبغات حمراء أو زرقاء في اللبن.
1-2
الاختبارات الكيميائية:
يجب العناية بإجراء هذه الاختبارات حيث تعطي فكرة جيدة عن مدى إنتاج اللبن وكذلك التركيب الكيماوي ومدي صلاحيته لصناعة الجبن من عدمه.
ومن أهم الاختبارات الكيميائية التي يجب تقديرها هي:
1–2–1:
اختبار الحموضة و PH اللبن:
وتقدر الحموضة بطريقة التعادل بالقلوي ويقدر الـــ PH بواسطة جهاز الـــ PH والحموضة الطبيعية للبن تتراوح ما بين 0.16 – 0.17 % مقدرة كحامض لاكتيك والــ PH الطبيعي 6.6 – 6.7 وفي حالة انخفاض الحموضة أو ارتفاع الـــ PH عن الحد الطبيعي يعطي فكرة عن وجود لبن ناتج من مواشي مصابة بالتهاب الضرع أما انخفاض الـــ PH وارتفاع الحموضة يعطي فكرة عن سوء عملية التبريد.
1-2-2: اختبار تقدير الدهن يتم بواسطة أنبوبة جربر:
1-2-3: اختبار تقدير الكازين:
يتم بواسطة طريقة رقم الفورمول ومن تقدير نسبة الدهن والكازين يمكن حساب الجوامد الكلية والجوامد اللادهنية وكذلك يمكن تعديل تركيب اللبن المعد لصناعة الجبن من ناحية الدهن إلي الكازين خاصة في مجال صناعة الجبن الجافة.
1-3:
الاختبارات الميكروبيولوجية:
الاختبارات البكتريولوجية تعطي فكرة عن درجة جودة اللبن الميكروبيولوجية.
ومن هذه الاختبارات:

  • لاختبار الصبغات (أزرق المثلينالريزازورين) وهي اختبارات تعتمد علي فترة اختزال لون الصبغة كلما طالت الفترة اللازمة لاختزال لون الصبغة (تحول لون أزرق المثلين إلي المثلين)
  • كلما كانت جودة اللبن أفضل حيث لوحظ أن اللبن الجيد يحتاج فترة من 4 – 5 ساعات لاختزال لون الصبغة.
  • بالنسبة لاختبار صبغة الريزازورين يتم مقارنة اللون الناتج في أنبوبة الاختبار مع لوحة قياسية لمقارنة الألوان لتحديد جودة اللبن.
  • بعد إجراء الاختبارات الروتينية لاستلام اللبن عند وصوله إلي المصنع يتم تجميع اللبن في خزانات كبيرة مبردة حيث يخزن اللبن في معظم مصانع الجبن لفترات قصيرة أو طويلة تحت درجات حرارة منخفضة لتثبيط نمو الميكروبات وإطالة فترة حفظ اللبن طبقا لنظام العمل والطاقة الإنتاجية للمصنع. ويعتبر تخزين اللبن من العمليات الهامة وخاصة في المصانع الكبيرة حيث يخزن في خزانات كبيرة تحت درجات حرارة منخفضة. وقد تجري عملية تسوية للبن بإضافة البادئ في خزانات التخزين قبل نقله إلي أحواض تصنيع الجبن اللازمة، خلط اللبن مع دفعات أخري من إنتاج مزارع مختلفة، تعديل تركيب اللبن وغيرها من المعاملات الأخرى الضرورية. يجب أن تكون الخزانات مصنوعة من مادة يسهل تنظيفها كما أن ملحقات الخزانات من مضخات وخطوط أنابيب لنقل وتوصيل اللبن يجب أن تكون مصممة بحيث لا تكون مصدراً لتلوث اللبن بالميكروبات. كما يجب أن تكون الخزانات معزولة لعدم فقد أو كسب حرارة والمحافظة علي درجة حرارة اللبن ثابتة طول فترة التخزين وفي بعض الأحيان قد يكون ملحق بهذه الخزانات وحدات تبريد محتوي هذه الخزانات كما يجب أن تكون الخزانات مزودة بمقلبات أتوماتيكية لتقليب اللبن في هذه الخزانات لمنع صعود الدهن علي السطح وتكوين طبقة القشدة. وفي حالة الخزانات الكبيرة والتي تصل إلي 15000 – 25000 جالون لبن فأنه يصعب تنظيفها باستخدام الطرق التقليدية لذلك يجب أن يزود بنظام التنظيف المكاني.

1-3-1: تأثير البكتريا المقاومة للبرودة والمعاملة الحرارية:
Cant See Images
تخزين اللبن في أوعية التخمرCant See Imagesتخزين اللبن الخام في خزانات أسطوانية كبيرة Silos في مصانع الألبان الكبيرة عند درجات حرارة بين 6 – 10 م يشجع من نمو البكتريا المقاومة للبرودة Psychrotrophic bacteria هذه البكتريا تستطيع أن تنمو عند درجات حرارة أقل من 7 م بالرغم من أن درجات حرارة النمو المثلي لها تقع بين 20 – 30 م.
توجد هذه البكتريا في الخزانات وتكون أساسا بكتريا سالبة لجرام من أجناسAlcaligenes, Achromobacter, Pseudomonas, Enterobacter لكن أمكن عزل بكتريا موجبة لجرام من جنس Bacillus . معظم البكتريا المقاومة للبرودة يقضي عليها بالبسترة ولكنها تفرز إنزيمات خارج الخلايا تكون مقاومة للحرارة بدرجة كبيرة وقادرة علي مقاومة البسترة (HTST) أهم هذه الإنزيمات بالنسبة لصناعة الجبن هي إنزيمات البروتينيز والليبيز التي تؤدي إلي تحلل كل من البروتين والدهن علي التوالي.
ومن المعتقد أن إنزيمات البروتينيز المقاومة للحرارة تكون مسئولة عن انخفاض محصول الجبن نتيجة تحلل البروتين مما يسبب فقد مواد نتيروجينية في الشرش في صناعة الجبن الطرية نجد أن أعداد البكتريا المقاومة للبرودة 10 cfu /مل من اللبن تكون مسئولة عن انخفاض محصول الجبن بحوالي 5 % نتيجة التحلل البروتيني في صناعة الجبن Cottage يكون الفقد في المحصول محسوساً فقط عندما يصل العدد الكلي للبكتريا 10 cfu /مل ويكون مرتبطاً بزيادة NPN الناتجة من تحلل البروتين عندما تصل أعداد البكتريا إلي 10 cfu /مل فإن التجبن يحدث بمعدل أكثر بطأ وتكون خثرة جبن Cottage أكثر طراوة كما أن هذا المستوى من نمو البكتريا يسبب فقد كبير في محصول نمو البكتريا المقاومة للبرودة في اللبن تسبب أيضا انخفاضا كبيرا في محصول لجبن التشدر فإن أعداد البكتريا المقاومة للبرودة الموجودة في اللبن الخام المخزن تحت الظروف العملية من غير المحتمل أن تسبب فقدا كبيرا في المحصول. وقد وجد أن محصول جبن التشدر لا يتأثر بنمو البكتريا المقاومة للبرودة عند مستوي 10 cfu /مل ولكن أعداد أكبر تصل إلي 10 cfu /مل يسبب انخفاضا في محصول الجبن.
لتقليل نمو البكتريا المقاومة للبرودة أثناء تخزين اللبن لصناعة الجبن فأنه يمكن تعريض اللبن لمعاملة حرارة أو تخزينه عند درجة حرارة أقل من 6م. جبن التشدر المصنوعة من اللبن خزن عند 2م لمدة 4 أيام يحتوي علي صفات طعم أفضل من الجبن المصنع من لبن خزن 6م والتخزين عند درجات حرارة أقل لا يسبب انخفاضا من محصول الجبن.
أنزيمات الليبيز الناتجة من البكتريا المقاومة للبرودة التي تقاوم البسترة قد تسبب زناخة Rancidity في الجبن التشدر وفي الجبن الهولندية وجبن الكممبيرت.
بالإضافة إلي تغيرات في ميكروفلورا اللبن نتيجة التخزين تحت درجات التبريد فأنه قد لا يحدث تغيرات طبيعية – كيماوية في الكازين.
الكازين المتكون في خلايا الغدد الثديية يوجد في صورة ذائبة وفي صورة جسيمات.
أثناء التخزين عند درجات حرارة منخفضة يزيد تركيز الكازين الذائب والذي يؤدي إلي انخفاض في محصول الجبن ولكن وجد أن تعريض اللبن لمعاملة حرارية قبل صناعة الجبن يمكن أن يقلل من هذا التأثير.
عموما فان انخفاض محصول الجبن نتيجة أطالة فترة التخزين المبرد للبن يمكن تجنبه بمعاملة اللبن حراريا Thermization قبل التبريد والتخزين. التسخين إلي 74م لمدة 10 ثوان يؤدي إلي زيادة محصول الجبن بحوالي 5% بعد تخزين اللبن على درجة 3م لمدة 7 أيام تسخين اللبن لدرجة 65م لمدة ثانية قبل التخزين يحافظ علي مستوي البكتريا المقاومة للبرودة عند مستويات مقبولة لمدة 3 أيام متتالية. تخزين اللبن لفترات أطول أو تعريض اللبن لمعاملات حرارية أقل يؤدي إلي فقد في المحصول والجودة. وجد أن محصول جبن الايدام والامبرجر قد ارتفع بحوالي 1.5 – 2 % بالتسخين لدرجة 73م لمدة 30ثانية والتبريد إلي حوالي 8 – 10 م ثم إعادة التسخين لدرجة 67م لمدة 30ثانية قبل التبريد طول الليل والبسترة. لذلك فأن تسخين اللبن قبل التخزين تحت درجات حرارة منخفضة قد يساعد علي بقاء البكتريا المقاومة للبرودة عند مستوي أقل من المستويات التي تسبب مشاكل في صناعة الجبن. خاصة إذا كانت درجة حرارة التخزين عند 6 – 7م بدلا من 2م. كما يحتمل أيضا أن المعاملة الحرارية الأكثر ارتفاعا قد يؤدي إلي تحسين الجودة الميكربيولوجية أكثر من حدوث تفاعل بين بروتينات الشرش والكازين.
2- تصفية اللبن:

تحصل مصانع الجبن علي ما تحتاجه من ألبان من مصادر مختلفة تختلف في درجة جودة ونظافة ألبانها. وقد تحتوي هذه الألبان علي أوساخ وشوائب وبعض المواد الغريبة التي قد تصل إلي اللبن من البيئة المحيطة بعملية الإنتاج (الجو – الحيوان – العمال – الأدوات المستعملة في الإنتاج – العليقة................) لذلك يجب أن يمرر اللبن خلال مرشحات لإزالة هذه الأوساخ والشوائب المرئية. تتميز عملية الترشيح Filtration بالسهولة والبساطة وقلة التكاليف وعادة يستخدم قطن أو قماش ترشيح ضيق الثقوب مناسبا لإزالة الشوائب والأوساخ المرئية ولكنها لا تزيل كرات الدم البيضاء التي قد تكون موجودة في اللبن طبيعيا وقد تجري عملية ترشيح اللبن علي البارد أو الساخن. ويفضل كثير من المعامل عملية ترشيح اللبن علي البارد حيث لا يلزم عملية تسخين لرفع درجة حرارة اللبن قبل الترشيح مما يؤدي إلي تقليل التكاليف كما أن كثير من الشوائب والمواد الغريبة توجد علي صورة غير ذائبة علي درجة حرارة منخفضة وبذلك يسهل فصلها في الترشيح. قد تلجأ المصانع إلي تدفئة اللبن قبل عملية الترشيح إذا كانت نسبة الدهن في اللبن 4% أو أعلا لزيادة سرعة انسياب اللبن خلال المرشحات.
من الضروري تغيير قماش أو قطن الترشيح من وقت لأخر أثناء عملية الترشيح لاستمرار كفاءة عملية الترشيح. في المصانع الكبيرة يفضل وجود وحدتين على الأقل لضمان عدم توقف العمل أثناء تغيير قماش الترشيح. وقد وجد أن الترشيح لا يؤثر علي عدد البكتريا في اللبن لذلك فإن عملية الترشيح تعتبر عملية تنظيف للبن Cleaning milk .
3- التنقية:

المنقيات Clarifiers عبارة عن أجهزة تعمل علي إزالة الشوائب والقاذورات التي يصعب إزالتها في عملية التصفية باستخدام قوة الطرد المركزي عند سرعة 6000 دورة في الدقيقة أو أعلا. تزيل المنقيات جميع الشوائب الدقيقة الموجودة في اللبن والتي يكون وزنها النوعي أعلا من 1.032 (أي أعلا من كثافة اللبن) وتشمل القاذورات والخلايا ومجاميع البكتريا الكبيرة Clumps.
تشبه المنقيات فرازات اللبن ماعدا المخروط Bowl حيث تتميز أقراص المنقي بأن قطرها يكون أصغر وبذلك يحتوي المنقي علي مساحة أكبر تتراكم فيه القاذورات والشوائب الموجودة في اللبن.
الثقوب التي توجد في الأطباق لتوزيع اللبن تكون قريبة من حوافها بينما في حالة الفراز تكون قريبة من مركز الأطباق كما توجد فتحة واحدة لخروج اللبن بعد تنقيته بخلاف الفراز حيث توجد فتحتان أحدهما لخروج القشدة والأخرى لخروج اللبن الفرز.
يدخل اللبن عند درجة حرارة 32 – 38م إلي مخروط المنقي من نقطة قريبة من حواف الأطباق ويدفع إلي الداخل في اتجاه رأسي بين الأقراص حيث تنفصل المواد الغريبة التي تكون أثقل من مكونات اللبن بتأثير قوة الطرد المركزي إلي الحيز الخارجي للأطباق حيث تتراكم وتكون ما يعرف بحول المنقي Slime الذي يتكون من المواد الغريبة في اللبن – البروتين – الدهنفوسفات الكالسيوم وغيرها من الأملاح المعدنية وكرات الدم البيضاء والبكتريا.
تختلف كمية وحل المنقي باختلاف كمية المواد الغريبة، مرحلة الحليب، حموضة اللبن، درجة حرارة التنقية ومدة عملية التنقية.
تقوم عملية التنقية بالتخلص من كرات الدم البيضاء والبكتريا بدرجة كبيرة وقد وجد أن عدد كرات الدم البيضاء تختلف من 1.3 – 3 مليون لكل جرام من وحل المنقي بمعدل انخفاض يصل إلي حوالي 40% في اللبن. كما وجد أن عدد البكتريا في وحل المنقي يتراوح من 900 إلي 750 مليون/جرام.
4- البسترة:

Cant See Images
عملية بسترة اللبنCant See Imagesطرق البسترة: هناك طريقتان للبسترة هما:
4-1:
البسترة البطيئة Holding method
وتتلخص في تسخين كل قطرة من اللبن إلي درجة حرارة 62 م علي الأقل لمدة 30 دقيقة ثم التبريد السريع إلي درجة حرارة 55م ويجب أن يكون الجهاز معتمدا جيد الاستعمال ومجهزا بترمومتر بياني وتمتاز الطريقة البطيئة بأنها كفيلة بالقضاء علي معظم البكتريا دون حدوث تغير يذكر علي طبقة القشدة.
4-2:
الطريقة السريعة High Temperature Short Time (H.T.S.T)
هذه الطريقة هي الأكثر استعمالا لبسترة اللبن في جميع أنحاء العالم وفيها يسخن اللبن إلي درجة حرارة (71-73م) أو أكثر قليلا لمدة 15 ثانية ثم يبرد فجائيا إلي درجة حرارة تقل عن (5-10م) وتستخدم طريقة البسترة السريعة في بسترة القشدة المعدة لصناعة الزبد وبدأ استعمالها يزيد في السنوات الأخيرة لمعاملة ألبان الشرب والقشدة المعدان للاستهلاك وحديثا جدا بدأ تطبيقها في تعقيم الألبان. وتعتمد الطريقة علي نظرية التبادل الحراري لتسخين أو تبريد اللبن ويتم ذلك باستعمال مبادل الحرارة ذو الألواح.
مقارنة بين الطريقة السريعة والطريقة البطيئة:

1.    تناسب الطريقة البطيئة الكميات المحدودة من الألبان التي تقل عن 5 طن يومياً فإذا زادت كمية اللبن عن ذلك كثيراً أصبحت الطريقة السريعة أكثر تناسب.

2.    تستغرق البسترة بالطريقة السريعة وقتاً أقل من البسترة بالطريقة البطيئة كما يمكن البدء في تعبئة اللبن بمجرد الانتهاء من بسترته.

3.    الطريقة البطيئة تكون أجهزتها أبسط في التركيب والتشغيل عما في الطريقة السريعة حيث أنه يسبب قصر فترة التسخين يستلزم الأمر:
-
ضبط كمية وسرعة مرور اللبن في الجهاز.
-
ضبط كمية وسرعة ودرجة حرارة وسط التسخين.
-
ضبط فترة الحجز لمدة 15 ثانية.

4.    تساعد الطريقة السريعة علي استغلال الأيدي العاملة إلي أقصي حد وذلك بتوفير الوقت المخصص للنظافة وزيادة قدرة الآلات التصنيعية دون الحاجة إلي زيادة عدد ساعات العمل.

5.    ليس هناك فوارق محسوسة بين الطريقتين فيما يتعلق بتأثيرهما علي صفات اللبن الظاهرية أو الكيماوية علي القيمة الغذائية.

كفاءة عملية البسترة:
يعتبر اختبار الفوسفاتيز هو الاختبار الرسمي للكشف عن مدي كفاءة البسترة أو خلط اللبن المبستر باللبن الخام. وأساس هذا الاختبار أن إنزيم الفوسفاتيز والذي يوجد في اللبن الخام يتلف أو يقضي علية بدرجة حرارة البسترة ووقت الحفظ.
وعلي ذلك فإن غياب الفوسفاتيز يدل علي أن اللبن قد سخن تسخينا كافيا بينما وجوده باللبن يدل علي عدم تسخينه بدرجة كافية أو احتمال تلوثه بلبن خام.
ويلخص الاختبار في خلط كمية من اللبن المبستر في أنبوبة اختبار مع استر عضوي يحتوي علي الفينول وهو Disodium-Phenyl-Phosphate (مادة التفاعل الإنزيمي) وكذلك محلول منظم لإيجاد PH مناسب في حدود 9.0-9.6 ثم حفظ الأنبوبة في حمام مائي علي درجة حرارة 37م لمدة ساعة. ففي حالة وجود إنزيم الفوسفاتيز فإنه يحلل الأستر العضوي ويطلق الفينول منه والذي يمكن قياسه بطريقة لونية مع استعمال دليل ينتج الأندوفينول الأزرق. هذا وكلما قلت درجة اللون الأزرق المتكون كلما دل ذلك علي انعدام إنزيم الفوسفاتيز أو ندرته.
ويلاحظ أن هذا الاختبار حساس لدرجة أنه يمكن كشف أي خطأ بسيط في عملية البسترة أو إضافة نسبة بسيطة من اللبن الخام قد لا تتعدي 0.1% إلي اللبن المبستر.
التبريد:
يلزم توفير حجرات مبردة في المصانع حيث يمكن تخزين اللبن إلي أن يحين وقت نقله ثم توزيعه علي المستهلكين. وعند تخزين اللبن توضع الأقفاص من السلك فوق بعضها إلي ارتفاع 10-12 وحدة منها وتحفظ علي درجة 5م أو أقل بحيث يثبط نمو الميكروبات.
5- إضافة البادئ:

بعد إعداد اللبن لصناعة الجبن كما سبق الإشارة إليه يجري تعديل لدرجة حرارة اللبن إلي الدرجة المناسبة لإضافة البادئ والذي يختلف باختلاف نوع الجبن المراد إنتاجه. عادة يطلق علي هذه العملية في صناعة الجبن "تسوية اللبن milk ripening" والتي تعتبر من الخطوات الأساسية في صناعة معظم أن لم يكن جميع أنواع الجبن بهدف زيادة الحموضة بصورة منتظمة خلال مرحلة التصنيع (خلال فترة قد تصل إلي 24 ساعة). عادة يتم زيادة الحموضة في اللبن من خلال إنتاج حامض اللاكتيك بواسطة البادئ المضاف أو بواسطة مواد منتجة للحامض والتي تعرف بالتحميض المباشر Direct acidification حيث تستخدم حاليا في صناعة بعض أنواع من الجبن غير المسواة مثل Ricotta والجبن الأبيض Queso blanco وجبن Cottage وكذلك المزاريلا والفتا بطريقة UF حيث يستخدم حمض اللاكتيك – الخليكالفوسفوريك – HC1 والستريك لضبط PH اللبن إلي 5.0.
تتلخص مزايا التحميض المباشر فيما يلي :

1.    التخلص من المشاكل المرتبطة بمزارع البادئات مثل فشل البادئ نتيجة الإصابة بالفاج أو وجود مضادات حيوية في اللبن.

2.    تقليل الفترة اللازمة لإنتاج الجبن بدرجة كبيرة.

طرق الحفظ Methods of preservation
من الضروري حفظ مزارع البادئ للمحافظة علي الأحياء الدقيقة الأصلية بحيث يمكن الرجوع إليها في حالة فشل البادئ. قد يؤدي النقل المتتالي باستمرار أيضا إلي حدوث طفرات في السلالات والتي قد تغير من السلوك والصفات العامة للبادئ. يمكن الحصول علي مزارع بادئات المنتجات اللبنية من مؤسسات الأبحاث ومن الكليات التعليمية، ومن بنوك حفظ المزارع أو المصنعين التجاريين، ويمكن حفظ بكتريا مزارع البادئات باستخدام إحدى الطرق الآتية:

1.    البادئ السائل

2.    البادئ الجاف:*مجفف بطريقة الرذاذ. *مجفد. *مجفد مركز.

3.    البادئ المجمد: *التجميد العميق علي -40م *التجميد علي درجة حرارة منخفضة (-196م) نيتروجين سائل.

العوامل المثبطة لمزارع البادئ:
هناك عوامل عديدة تؤدي إلي تثبيط أو نشاط مزارع البادئ وكلتا الحالتين يقودان إلي إنتاج منتجات لبنية متخمرة منخفضة الجودة عند وصولها للمستهلك كما تؤدي إلي خسائر اقتصادية.
لذا ينصح بأن يكون اللبن المع لإنتاج مزارع البادئ أو اللبن المعد لتصنيع المنتجات اللبنية المتخمرة خاليا من هذه العوامل تتلخص أسباب تثبيط المزارع فيما يلي:
مثبطات طبيعية Natural inhibitors
يحتوي اللبن علي مضادات حيوية طبيعية (لاكتين Lactenins – أجلوتيتين Agglutinins) يمكنها وقف نمو مزارع البادئ بالإضافة إلي نظام (LPS) Lactoperoxidase/hydrogen والنظام Peroxidase thiocyanate هذه المضادات حساسة للحرارة وتؤدي معاملة اللبن حراريا إلي القضاء عليها.
المضادات الحيوية Antibiotics
تجد بقايا المضادات الحيوية طريقها إلي اللبن عن طريق معالجة الأبقار الحلوب المصابة بالتهاب الضرع وهناك أنواع عديدة من المضادات الحيوية تستعمل لهذا الغرض وتعتبر مزارع البادئ حساسة للتركيزات المنخفضة جدا منها.
ضبط الجودة Quality control
تعتمد مقدرة مزرعة البادئ علي أداء عملها أثناء تصنيع منتجات الألبان  :

1.    مزارع بادئات بكتريا حامض اللاكتيك والبكتريا الأخري

  • فحص مجهري باستخدام صبغة جرام أو طريقة صبغة نيومان Newman بكتريا البادئ موجبة لجرام وتستخدم الطريقة الأخيرة لضبط نسبة الكرويات إلي العصويات في مزارع اليوجهورت.
  • الكشف عن الملوثات:
  • يكشف عن النقاوة باستخدام اختبار الكتاليز وتعتبر بكتريا حمض اللاكتيك سالبة للكتاليز والتفاعل الموجب يدل علي التلوث.
  • يدل الاختبار الموجب للقولون علي تلوث عام.
  • يجب ألا تحتوي مزارع بكتريا حمض اللاكتيك علي الخميرة والفطريات.
  • الكشف عن الفيروسات البكترية.
  • اختبار النشاط أو الحيوية يساعد علي تقدير معدل تكوين الحموضة بمزرعة البادئ قبل استعمالها في حوض التصنيع مثل إجراء تصنيع الجبن في المعمل نطاق صغير أو تجريبي.
  • مقاومة درجات حرارة السمط يعتبر اختبارا مهما لبادئات الجبن.

اختبار VP test أو الكريتين اختبار كيمو الحيوي لفحص البادئات المنتجة للنكهة وقد يستعمل هذا الاختبار في بعض الأحيان للكشف عن الأحياء الدقيقة المنتجة للغاز في المزارع غير المنتجة للغاز.
يضاف البادئ (بادئ الإضافة bulk culture) إلي اللبن في حوض صناعة الجبن بمعدل يختلف طبقا لنوع الجبن وطريقة صناعته حيث تضاف بنسبة تتراوح بين 0.2 إلي 5%. يقلب البادئ جيدا في اللبن لضمان توزيعه توزيعا متج

المصدر: منتدى الزراعيين
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 554 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2011 بواسطة eidy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

128,090