أضواء علي الحضارة المصرية الحديثة
اللغة والتاريخ والآثار في ملابسنا المصرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أ.د عصام أحمد عيسوي
كلية الآداب - جامعة القاهرة
اللغة ظاهرة بشرية عامة، بها يتميز الإنسان عن باقي المخلوقات الأخرى،لأن لغة البشر وثيقة الصلة بالفكر،وهى كما يعرفها العالم اللغوي ابن جنى " إنها أصوات يُعبر بها كل قوم عن أغراضهم " فاللغة إذن ما هي إلا رموز صوتية منطوقة ومسموعة قبل أن تكون رموزاً مكتوبة مقروءة،فالنطق يأتي أولاً ثم يليه التدوين للألفاظ المنطوقة.
وللغة وظائف متعددة لعل أهمها ما ذكره ابن جني في تعريفه لها حين قال ( يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ) ،فاللغة بمقتضى هذا التعريف : هى وسيلة التفاهم الاجتماعي والتواصل بين البشر ،يعبرون بها عن حاجاتهم المختلفة وأغراضهم المتعددة .
أيضا فإن للغة وظيفة أخرى وهى: التعبير عن المشاعر الإنسانية المتنوعة بالإضافة إلى وظيفتها الاجتماعية في المناسبات المختلفة التي تستعمل فيها تأكيداً للعلاقات القائمة بين البشر، ومن الحقائق المقررة التي لا مجال للشك فيها، ولا مناص من الاعتراف بها أن اللغة من أقوى مظاهر القومية وأبرز مقوماتها، وأنها في الوقت نفسه عنوان تقدمها، ومرآة ثقافتها، وأنها الأداة الفعالة التي بها يأخذ الخلف عن السلف معارفهم وثقافتهم.
فاللغة كائن حي صالح للنمو والتطور في كل زمان ومكان، وهى ظاهرة اجتماعية تخضع في نموها وتطورها لنمو البيئة التي تعيش فيها وتطورها، وليس اللغة العربية بدعا من اللغات، وليس أدل على ذلك من تاريخها، فهي لغة مرنة، فيها حيوية ذاتية تجعلها صالحة لأن تنمو نمواً ذاتياً استقلالياً، ولأن تساير الثقافة في نموها، والحضارة في نهضتها وتقدمها.
إن اللغة العربية لا ينقصها خصائص اللغة العلمية والحضارية ولا مقوماتها والذين يتهمون العربية بالعجز عن مجاراة التطورات الحضارية إنما يعترفون بعجزهم هم، فليس أدل من قول المستشرق الفرنسي ماسينيون : " إن المنهاج العلمي قد انطلق أول ما انطلق باللغة العربية ،ومن خلال العربية في الحضارة الأوربية ".
ومع ذلك فإن اللغة العربية المعاصرة بجانب ما هى فيه من محنة ،فإنها تعانى اليوم من أزمة حادة تتمثل في عزلة اللغة العربية بمفرداتها وكلماتها و أصالتها عما يجرى اليوم على الألسنة في كل مكان ،فالكثير مما نلبس وما نأكل وما نتداوى به وما نستخدمه من أدوات الصناعة والزراعة ومختلف الفنون أو مستوردًا مصنوعًا أو مصنوع بلفظه الأجنبي ،ويطلبه الناس بلفظه الدخيل على اللغة ،وأصبح كل ذلك جزءًا من حياتنا وتلك هي الخطورة الكامنة التي تحدق باللغة العربية والتي تدعو إلى وقفة صارمة قبل أن تصبح اللغة العربية غريبة بيننا.
ومن المؤكد أن الأفكار والمعاني لا تعيش بمعزل عن الألفاظ والتعابير ،وكلما كان الإنسان متمكنا من اللغة ،عارفاً بأساليبها ودقائقها ،كان أقدر على التعبير عن مشاعره وأفكاره ،وأقوى على إفهام الآخرين مقاصده ومطالبه .
لقد كان التعريب في القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين شرطاً من شروط النهضة الحضارية، و ليس هناك من شك في أن لغتنا العربية – وهى لغة القرآن الكريم – قادرة تماماً على استيعاب مصطلحات الحضارة الحديثة بجميع أنواعها، ولا توجد أمامنا – الآن – من صعوبات سوى نقل المصطلحات العلمية والحضارية – ترجمة وتعريباً – إلى اللغة العربية، وهو ما تحتاج أن تقوم به مجامع اللغة العربية في الوطن العربي.
ومن الظواهر اللغوية المتعارف عليها أن مدلولات الكلمات القديمة تعيش جنباً إلى جنب مع مدلولاتها الجديدة، وهذه ظاهرة ينفرد بها المعنى ولا يشاركه فيها الأصوات أو القواعد النحوية والصرفية، لأن المعنى هو علاقة متبادلة بين اللفظ والمدلول.
ولأن الألفاظ والمصطلحات تنتمي من حيث أصولها اللغوية إلى عصور سابقة ومتفاوتة في القدم، إذ أن المصطلح الذي يكتسب معاني جديدة بعض الشيء خلال تعاقب الزمن، يستقر عند معنى محدد في وقت وإطار معينين،وإذا كان للفظ الواحد معنى عام مشترك ،فإنه يكتسب في سياق تاريخي اجتماعي معنى أكثر تمييزاً ودقة .
ولذلك فإن دراسة ( علم الآثار اللغوية ) أو ( الأركيولوجيا اللغوية ) -كما أنه يهدف إلى التنقيب عن الأصول اللغوية والتاريخية للألفاظ والمفردات والمصطلحات - فإنه يتجاوز إطار قواعد اللغة ليدخل في تركيب البني الاجتماعية التي تصلبت حول تعريفات ذات أبعاد متنوعة، لأن المشكلة لا تكمن في الماضي الذي انقضى، ولكنها تكمن في الحاضر المتصل والمستمر، في المفردات والمصطلحات التي لا تزال تشكل وعينا الإداري والسياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي، وفي الجملة فهى تشكل وعينا الحضاري في العصر الحاضر.
وهناك اللغة الفصيحة التي نستعملها في شئون الأدب والعلم والثقافة وغيرها، وإلى جانبها اللغة العامية التي نستعملها في الكثير من شئون حياتنا اليومية المعتادة في المحادثات، والمعاملات وغير ذلك.
ولكن إذا افترضنا أن اللغة العربية العامية – بجميع لهجاتها – يصح أن تقوم مقام اللغة الفصحى في التدوين، فلا يصح أن تتعدد لغة التدوين بتعدد جنسيات من يتكلم بالعربية، إذ يجب أن تكون لغة التدوين خالية من الشوائب التي اعترتها، وهذا ما لم يحدث في مصر في القرن التاسع عشر الميلادي.
فإنها أيضا قد اشتملت على مسميات للآلاف من ( أدوات الحضارة ) التي استُخدمت منذ بدايات القرن التاسع عشر ومنها الكثير مما هو مستخدم في مصر حتى الآن.
فمن هذه المسميات والألفاظ ما تمس إليه حاجة الاستعمال في البيوت والشوارع والأسواق، وهى مسميات وألفاظ ومصطلحات شاعت وتعارف عليها بين أبناء الأمة الواحدة في مكان وزمان محددين، فأما المكان فهو مصر، وأما الزمان فيبدأ مع استهلال القرن التاسع عشر ويستمر حتى الآن.
ومن الملاحظ أن هذه الألفاظ للأدوات المستخدمة في مصر كانت أما دخيلة على اللغة العربية، وإما مشتقة من أصول عربية فصيحة قد اندثرت أو تغيرت أو تطورت مع التطور الاجتماعي والحضاري الذي لازمه التطور اللغوي لهذه الألفاظ.
وقد نشأت الألفاظ الحضارية الدخيلة والمعربة نتيجة للاحتكاك المباشر بين المصريين وبين غيرهم من الأجانب – وهو أحد الأسباب الخارجية للتطور اللغوي، وهو ما أدى إلى ازدهار حركة الترجمة والتعريب التي ساهمت بشكل أو بآخر في التعريف بحضارة الآخرين وثقافتهم، وبذلك تمكنت الثقافة واللغة العربية من تجاوز المحيط المحلي للانفتاح انفتاحاً واعياً وثابتاً على آفاق حضارية أرحب، وهو ما نأمله في وقتنا الراهن.
وتعد الثياب مظهر حضاري من مظاهر القومية، وهى إحدى المقومات التي تصور كيان الأمة وشخصيتها، بل هي أول الشخصيات التي تلفت نظر الرجل العادي الذي لا يعرف كثيراً من سمات الفن أو العمارة أو الأدب أو الموسيقى وغيرها مما تتميز به حضارة أية أمة .
والثياب وليدة طبيعة البلاد ،ومظهر أفراد الشعب ،وهى عنوان أمين وصادق لروح الأمة وتطورها ،في مجالي الابتكار والرُقي.
ومما لاشك فيه أن الثياب ذات صفات مختلفة من الجودة والرداءة، والنعومة والخشونة، كما أن أنواع الملابس وألوانها المختلفة، ومصادرها سواء كانت محلية أو خارجية، وأثمانها سواء كانت رخيصة الثمن أو غالية، هذه الفروق بذاتها تعتبر مؤشراً للتعرف على الجوانب المختلفة لحالة المجتمع المادية في هذا العهد أو ذاك من حيث الرخاء أو عدمه.
وقد أوضحت الوثائق التاريخية التغييرات التي طرأت على الثياب وكل ما يتعلق بها من أقمشة وألوان وأدوات حياكة وطرق تطريز وغير ذلك مما كان مستخدماً، وظل مستخدماً في مصر حتى الآن.
فقد تبدلت أسماء بعض الملابس مع كونها تؤدي نفس الغرض مثل ( الساكو والبلطو والمعطف ) نتيجة لتطور وتغير دلالتها اللفظية والصوتية، وكذلك ظهرت بعض الأسماء الأخرى لأول مرة في مصر مثل ( الفستان والبنطلون ) ،كما أن أنواعاً من الأزياء كان قد بطل استعمالها مع نهاية القرن التاسع عشر مثل ( اليلك ) وأنواع من الثياب وردت بأسماء لا نعرفها الآن مثل ( الكركة ) ،و ( ألدوان ) ولكنها كانت مستخدمة ومعروفة آنذاك .
أيضا فقد وردت ألفاظ المترادفات من الأسماء لنوع واحد من الملابس مثل ( قسومة و شبشب ) و( طقم وكسوة ) و(ياقة ورقبة )، وأسماء لملابس عسكرية مثل ( أسباليطة، وتُزلك، و طقم آلاي... الخ )، ومن الأسماء التي ما زالت مستخدمة حتى الآن مثل ( فستان، وعقال، وعمامة، وعباءة.... إلخ ).
كما وردت في تلك الوثائق ألفاظ لملابس اختص بلبسها الأوربيون في القرن التاسع عشر ثم بدأت تنتشر عند عامة الشعب مثل ( القنطوش، والفستان، والجونتي )، أيضا فقد وردت مسميات بمترادفات أجنبية بلفظها ومعربة مثل شروال الفارسية وسروال المعربة )، كذلك فقد تضمن المعجم أنواعاً من الأقمشة التي استخدمت في صناعة هذه الثياب مثل البفتة، والجوخ، والصوف، والكتان، والشيت، والقطن... إلخ )، ومن الألوان الأبيض، الأسود، الطحيني، والأزرق.... إلخ )، ومن الأدوات المستخدمة في الحياكة ( الإبرة، والمقص، وماكينة الخياطة،.... إلخ )، ومن طرق التطريز ( شغل الإبرة وشغل الطارة ) .
وهذه المسميات والألفاظ إنما تدل فيما تدل عليه ،عن مدى التطور والتنوع الذي طرأ على الملابس المدنية للرجال والنساء ،والملابس العسكرية في مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي .
ونجد أن بعض الكلمات الدخيلة كتبت بحروف عربية ،وهو الأمر الذي يصعب معه دراسة أصوات هذه الكلمات في أصولها ،لأنه عند تعريب هذه الكلمات يتم تمثيلها كاملة بحروف عربية مثل ( تُبان المعربة بدلاً من تنبان الفارسية ) ،( وجنفس المعربة بدلاً من Virra اليونانية ) وغير ذلك من الأمثلة .
ولقد استخدمت الأساليب المختلفة لإثراء اللغة العربية ومنها الاشتقاق والنحت والقياس وغير ذلك مثل استخدامهم لكلمة ( جلابية ) للقمصان التى كان يرتديها الجلابة أو تجار الرقيق ،وكلمة ( الحبكة ) من (حبك الشيء) أي ضمه وشده وأحكمه ،و ( دفية ) من دفئية من الدفء وهى من ملابس الرجال .
كما تأثرت ( الأبجدية الإملائية أو الصوتية )- وهي النظام الذي يستعمل في الكتابة العادية في الحياة اليومية ويشترط فيه تمثيل النطق تمثيلاً صحيحاً لألفاظ الحضارة الواردة بالوثائق عند تدوينها ،مثل تدوينهم ( روصاصي بدلا من رَّصاصي ) ،و ( كتن بدلاً من قطن ) و ( قبطة بدلاً من قُبطية ) ،و ( فنلة وفينلة بدلاً من فانلة ) ،و ( غروال وسروال بدلاً من شروال ) ،وغير ذلك الكثير من الأمثلة .
ومن أمثلة الملابس التي مازلنا نستخدمها في حياتنا اليومية بلفظها أو بعد أن تطور لفظها أو تغير، سواء كانت تنتمي لأصول عربية فصيحة أو لأصول أجنبية دخيلة ما يلي:
- اسباليطه / اسبليط : وهى بالجوز،وصوابها (إسبليطة) للمفرد،وللجمع (اسبلايط) وهى قطعة من نسيج أو معدن توضع فوق الكتف تحمل علامات الدرجات والرتب العسكرية،وهى كلمة إيطالية من Espalada،وبالفرنسية Epaulette بمعنى كتفية.
- استيك: وقد ورد استخدمها فى الوثائق التاريخية في عبارة "جزمة استيك "،واللفظة من التركية : كوستيك بمعنى رابطة أو حبل مفتول أو سلسلة وهى في اليونانية Elastic بمعنى جلدة تُمطط ،أو جلدة تُمحى بها الكتابة وهى ( الأستيكة ) وقد أدخلت في أكثر اللغات الأوربية بمعنى (استيكة)،و(الأستيك) ففي الإيطالية Elastic معناه ممطوط،ويراد به حذاء مخصوف بالمادة الممطوطة.
- ألديوان:كان المصريون يستخدمون "الديوان القطن بالجوز "، وقد دونها كُتاب الوثائق التاريخية فى القرن التاسع عشر خطأ، وصوابها (ألدِوان) بكسر الدال، وهو الجونتى، ويراد بهما القفاز،وهو مما يلبس في اليدين. والكلمة من أصل تركى ومعربة، وكان ألديوان يصنع من الصوف أو الجلد الأبيض أو الأسود – ومازال يستخدم حتى الآن.
- أويه : تركية من المصدر (أويمق) بمعنى أن يحفر،وهى زخارف حريرية أو كتانية تنسجها النساء على حواشى ملابسهن،ولا تطلق الأوية إلا على الطراز القديم المشغول باليد،فإن كانت الزخارف الخيطية مجلوبة من أوربا فهى (الدانتله)،وقد استخدمت النساء أنواعاً منها مثل "أويه خضرة قطن"،"منديل تل أزرق بأوية سودة"،"منديل يظمه بأويه".
- البُردة : بالضم هى ثوب مخطط وأكسية يلتحف بها،وقيل إذا جعل الصوف شقة وله هدب فهى بردة،ويقول (الأزهري) في تعريف البردة : إنها الشملة المخططة،وجاء عن (البخارى) هى الشملة منسوج في حاشيتها، وهى من الصوف،والبردة تكون إزارا أو رداء،الجمع بُرُود وأبراد ويتخذ الرجال (البردة) لغطاء البدن،ويرى (دوزى) أن ما يميز البردة عن الشملة هو حياكة شىء إضافي في حاشية البردة. كما تستعملها المرأة أيضاً،فالبردة في الصعيد : كساء عبارة عن ملاءة كبيرة تلتف بها المرأة،وتلتفع بها على كتفيها،ثم تثنى طرفها،فتلف بها رأسها ووجها وتشبكها بدبوس على الكتف.
- برقع : عربية صحيحة،وهو البُرقُعُ والبُرقَع،والبُرقوع لغة فيه،والجمع بَرَاِقعُ،وهو غطاء للوجه فيه فتحتان للعينين،وقد استخدمته نساء الأعراب منذ القدم،وكذلك فإنه يوضع على أوجه الدواب.،والبُرشمُ و هو أيضاً البُرقُع،ولما كان البرقع يستر أو يخفي الشىء،فربما اشتقوا منه فعل برشم بمعنى أخفي،أو ستر،والبُجْنُقُ : البُرقُعُ الصغير،والبرقع عبارة عن شقة طويلة تغطى الوجه برمته عدا العينين وتكاد تلامس القدمين،ويُعلق البرقع من جهته العليا بشرط ضيق يمر فوق الجبهة ويعلق كما الحال بالنسبة إلى طرفي الحجاب العلويين بعصابة مشدودة حول الرأس،وبعض النساء كن يزدن عيونا في البرقع،وهى سلاسل خمس أو ست تعلق في جانبى البرقع قد علق في آخرها قطع مستديرة يسمونها البرق،قد تكون من نحاس أصفر أو من فضة،والأغنياء يصنعونها من الذهب،ولكن الذهبى منها إنما حدث في منتصف القرن التاسع عشر،وكانت بعض النساء يعلقن على البرقع بعضا من النقد الشهير بالبندقى أو المحبوب أو المجر،وكان البرقع يصنع من قماش الكريشة أو من قماش الموسيلين أو الكتان الأبيض الناعم أو من قماش الكريب الأسود الخشن،وذلك لنساء الطبقة الفقيرة،والنساء المتزوجات كن يستخدمن اللون الأسود للبرقع،وغير المتزوجات يستخدمن اللون الأبيض،وكان يصنع من قماش الكريشة وغيرها من الأقمشة المقصبة بالذهب أو الفضة.
- برنس : و (بُرْنُوس و بَرْنُوس) وجمعها برانس،وبرانيس،وهى من اليونانية (Virras) وباللاتينية Birrhus و Birras و Byrrhus،وكلها بمعنى : ثوب عريض الكمين يلبسه الرجال والنساء فوق سائر الثياب،أو بمعنى عباءة،فعربت (برنس) ،وقد تبرنس الرجل : إذا لبسه وهو من الملابس التى عرفها العرب قديماً،وكان النساك يلبسونه في صدر الإسلام،وكان يعنى قديماً نوعاً من الطاقيات (غطاء الرأس) ثم تطور معنى البرنس إلى البرنوس في العصور الحديثة ليدل على ما يشبه المعطف. وهو ثوب خارجى،وهو "كل ثوب رأسه منه متصل به سواء أكان دراعة أم ممطراً أو جبة"،وكان البرنس من ألبسة اليهود،وأطلق على النوع الذى يلبسونه اسم (براطيل) .والبرنس على هذا الوصف كان فضفاضاً واسعاً يصل طول انسداله إلى الكاحلين أو العقب،ومنه غطاء الرأس الذى لا يستعمل إلا نادراً حيث كان ينسدل على الظهر باستمرار،ويكون هذا البرنوس مفتوحاً من الإمام وبدون أكمام أو أزرار تتحكم في قفله،(بل يكون له حزام لقفله) ،ويرتدى البرنس (البُر5نُوس) سكان المدن والبوادى ويلبسونه فوق (الحُولى) خصوصاً أثناء فصل الشتاء.
- برنيطة: بفتح الباء وضمها،والجمع برانيط، قال (دوزى) : إنها إما من الإسبانية Birreta وإما من الإيطالية Berretto،وهو غطاء الرأس الأوربي،ويؤيده طوبيا العنيسى في أن الكلمة إيطالية وهى بمعنى القُبعة أو هي بمعنى عرقية أو طاقية،وقد اتخذ المصريون (البرنيطة) من مودة الأزياء الأوربية في القرن التاسع عشر،وهى تجعل الرأس سخناً لأنه يحصر الهواء فيسخن ويهيج آلاماً كثيرة ودواراً،ولذلك فقد جعلوا لها فتحات يخرج منها الهواء لدفع هذا الضرر،وهي مازالت مستخدمة بلفظها ودلالتها حتي الآن.
- بفتة: القماش الأبيض المعروف،من (بافته) الفارسية بمعنى منسوج أو مبروم أو مجدول من فعل (بافتن) ،حيث إن (باف) الفارسية بمعنى نسيج.وكان للبفتة أنواع عديدة منها "بفتة دبولان" وصوابها (الدَّبَلان) وهى البفتة البيضاء وقد عرفها "سامى بك التركى بأنها الباتيسقة في الإفرنجية أو البطستة"،ومنها أيضاً "البفتة السمرة الخام" أى سمراء اللون ومن أنواعها ذلك النوع الذي سمي بـ (شغل التور) أو (غزل الطور) وأيضاً (الكمبريت) أحد أنواعها وكذلك "البفتة الميرى"،وهو ذلك النوع الذى صدر بخصوصه أمر من (محمد على) إلى ناظر البصمخانة عام 1835م بتنزيل سعره من 70 إلى 60 قرشا للثوب،كما صدرت أوامره بأن تكون كسوة العساكر الجهادية من قماش البفتة لأنه "يرد عنهم حرارة الشمس،ويقيهم من الإسراف….." ،وقد كان قماش البفتة يستخدم في العديد من أنواع الثياب منها : القميص،والسروال،واللباس،والجبة،والطاقية،والدكة،واليلك،والشاية،والسديرى،وغير ذلك من الملابس.
- بلطوا : وهو أيضاً (ساكوا)،وزيادة الألف على الكلمتين خطأ،فقد وردت عبارة "ساكوا جوخ أسود بلطوا"،و"فروة ساكوا بوجه جوخ رصاصى"،و"بلطوا عجمى قصير"،و(البلطو) هو المعطف،أو المِمطر الذى يتخذ من الصوف أو ما يشابهه من الأقمشة،مثل الجوخ،ومن صفاته أنه إما قصير أو طويل،ويكون تصنيعه محلياً،أو أنه يكون مستورداً كما يغلب عليه أن يكون لونه داكناً مثل الأسود.
و(الساكوا )كلمة عامية من اللاتيني ( sagum ) واليوناني ( sagos ) وهو السيترة يلبسها الرجل فوق ثيابه.
- بنباغى: وهى في التركية من المصدر : (بوين أو بويون) بمعنى رقبة،و(بويون باغى) بمعنى رباط الرقبة،وهى المعروفة الآن باسم (الكرافتة والكرافتات والببيون)،وكان بعض العامة يسمونها بُنباغ أو بُمباغ أو مُمباغ،وهو رباط الرقبة.
- بنطلون: وهو لفظ إيطالى من (Pantalone) مستخدم حتي الآن معناه نسيج يبلغ إلى العقب وهو عبارة عن سروال خارجى،له ساقان ملتصقان بالأرجل،وحجزة.وفي مصر كان يعتبر البنطلون كجزء من (البدلة) – أو الطقم – التى كان يرتديها أفراد الشعب المصرى،وخاصة العسكريين منهم،وذلك بدءًًا من عصر الخديو سعيد الذى أدخل البنطلون الحديث في الملابس العسكرية. وقد استخدمت عدة أنواع من القماش في تصنيعه منها : الجوخ والصوف والتيل،كما كان يحلى (البنطلون) أحياناً بشريطين من القصب على جانبيه،وكان بعض الأشخاص يستخدمون له (حمالة) مثبتة على الأكتاف لرفعه على الجسم وكان يطلق عليها (طقم بنطلون) وقد حل البنطلون محل السروال في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ،وهو ما جعل بعض الأطباء يعترضون على لبسه لضيقه وعدم صحيته.
والبنطلون يشتمل علي (الكمر)وهي كلمة فارسية بمعنى حزام يمتنطق به ويلف به الرجل نقوده على وسطه، وكان يصنع من الحرير،أو القطن،أو الصوف،أو غيره من أنواع الأقمشة .
- بيشة: من بجة: التركية بمعنى برقع، وقد كانت المرأة المصرية تستخدم الحبرة بشكلها التقليدى إلى نهاية القرن التاسع عشر،إلا أنه مع تطور شكل الحبرة بدأت المرأة المتحضرة تستخدم بدلاً منها الطرحة الشفافة من لون أسود أو كحلى داكن،كما كانت تدلى على وجهها رقعة من القماش نفسه الشبيه بالشاش فتحجبه نصف احتجاب،وكان هذا النوع من النقاب يسمى بالبيشة،وكانت المرأة تستخدمه عند خروجها من منزلها إلى الشارع.
- تاسومة : وهى نوع من الأحذية " تعريب (تاسُم) في الفارسية بمعنى السير و فَرَعة الحذاء " ،وأيضاً (تَسُومَه) والجمع الذي استخدمه الجبرتى (تواسيم)،وهى من ملابس القدم وتطلق على النعل القديمة بما يشبه المركوب،وقال ابن الأثير : النعل مؤنثة،وهى التي تلبس في المشي. وكانت تصنع بعدة أشكال وخامات منها "التاسومة الجلد"،و"تاسومة بقصب إسلامبولى"،و"تاسومة صغيرة افرنكى بالجوز" وهي من الكلمات التي اندثرت الآن.
- التلفيعةأو الشال وهو اللفاع والمِلفعة : ما تُلفع به من رداء أو لحاف أو قناع،قال الأزهرى : يُجلل به الجسد كله كساء كان أو غيره،وقد ورد ذكر التلفيعة في وصف الشال في عبارة : "شال تلفيعة صوف افرنكى كهنة".
وكلمة( الشال ) المعروفة الآن من أصل فارسي ،وهو مطرف كان ينسج ولاية كشمير بالهند ،وهو عبارة عن قطعة طويلة من القماش تلف حول الطربوش عدة مرات ويغطى مجال الرقبة والصدر أثناء فصل الشتاء ،و ( الشالاتي ) هو من يبيع الشال بأنواعه المختلفة.
وقد كان النساء الشعبيات في مصر يستخدمن أيضا ( الشال ) في حفلات العرس حيث تحمل العروس على رأسها وعاء مغطى بشال من الكشمير يتدلى من كل الجهات ويغطى الوجه تماما ،ويكون الشال مزدانا بالكثير من المجوهرات والأحجار الكريمة التى تستعيرها الزوجة ،إن لم تكن تملكها هى نفسها . اما العروس من الطبقات الدنيا فكانت ترتدي أيضا الشال الكشميري ولكنها كانت تزينه بكمية كبيرة من العملات الفضية ،و كانت الشالات تصنع من أنواع عديدة من الأقمشة منها الكشميري وهو أشهرها وأغلاها ،والصوف ،والقطن وغيره .
- تُلِّى: وهى عبارة عن سلوك من الفضة البيضاء،أو المموهة بالذهب،تنسج في النسيج،أو يطرز بها،ومن أنواعه تلى الخية وتلى الترقيد،وهى صناعة تعتمد على نوع من التطريز بخيوط معدنية تقوم به النساء وتصنع منها أنواع من الثياب الشعبية والطرح.
وفي القرن التاسع عشر كان (التلى) يستخدم محلياً لتزيين ملابس القرويات على اختلاف أنواعها ولاسيما أنواع الملبس والجلباب الضارب إلى السواد.
- تليج: وهو مداس يُعمل من صوف كالمركوب،يدفئ الرِّجل،ويلبس في الدور،ولعله من (ترلك) أى نسبة إلى (تر) بمعنى العرق بالتركية. وقد ورد ذكره في السجلات بلفظين هما : تليك،وتيلج.
- ﭽاكته : من ملابس البدن،وهى عبارة عن رداء نصفي يطلق عليه (نصفية)،وصوابها (جَكته) بالجيم المثلثة. وقد كانت تصنع من الصوف أو الكشمير ومازلت معروفة وخاصة في ملابس الرجال،وكان البعض يطلقون عليها زكته : فقالوا " زكته صوف "،و " زكته كزمير " حيث عربوا حرف (J ) في ( Jacket ) بالزاى بدلا من ( ج ) الجيم المشربة وتنطق (تشا) كما تحولت كلمة ( الكشمير )إلي( كزمير ) وهو نوع من القماش.
- جُبة : ترجع تسميتها إلى أصل عربى،وهى ضرب من مقطعات الثياب (أى تفصل وتخاط)،وجمعها (جُبب،وجُبات) وجباب،والأتراك كانوا يعرفونها بـ (الجُبة) بالضم؛ ويسميه المصريون (جِبة) بالكسر،وهى بالضم أصوب.و(الجُبة) من لباس البدن للرجال،كما أنها استخدمت للنساء أيضاً،وتوضع فوق جميع الملابس،وهى عبارة عن رداء مفتوح،أكمامه ليست قصيرة بالمقارنة بأكمام القفطان،ومشقوق المقدم،أما إذا كانت للبس الشتاء يكون كماها أقصر من كمى القفطان،وتبطن بالفرو ويطلق عليها عندئذ اسم : وش فروة مثلما ورد وصفها في السجلات بـ : "فروة بوش جوخ" ،و"2 فروة ناقة بوجه جوخ زرقة وبنى"،و "فروة تعلب بوجه جوخ رمادى".
أما النساء فكن يلبسن (الجباب) فوق (اليلك)،وتكون ذات كُمين قصيرين ينتهيان عند الكوع،وتقور من أعلى ولا تلتقى حافتاها فوق الصدر،ولذا تبقى مفتوحة على الدوام،وتكون إما بسيطة،وإما مشغولة بالتطريز بالخيوط الذهبية أو الحريرية الملونة،وهى تختلف عن جبة الرجل بعدم وسعها خاصة في جزئها الأمامى،ويكون طولها من طول (اليلك) .
وهى بذلك تشبه (الروب دى شامبر) ،وبعض السيدات كن يستعضن عن الجُبة بلباس آخر معروف عندهن باسم (السلطة).
- جزمة: كلمة تركية أصلها (جيزمه)،بمعنى بوت boot،وهى من ملابس القدم،وهى عبارة عن حذاء طويل الساق ذو رقبة طويلة يقى القدم من ملامسة الأرض.وكان يقال (للجزمة) كندرة ومزد ونعل وخف وموق وسوقاء،و كان من عادات المصريين في القرن التاسع عشر الميلادى،أن يحتذوا حذاء من الجلد السميك عند قيامهم بالتجوال في الشوارع أو عند ركوبهم الخيل ومنها ما هو "جلد ،وبلدي ،مكشوفة وغير مكشوفة،طويلة وقصيرة،محلية الصنع أو أفرنجية" .و منهاعرف الجزمجى و هو صانع الأحذية أو كما كان يطلق عليه الإسكافي والخفاف،و( الجزماتى) وهو اسم لمن يصنع (الجزم) بأنواعها وألوانها المختلفة.وهى وقد أضيفت إلى الكلمة اللاحقة التركية (جى) للدلالة على الحرفي أو الصانع.
- جلابية :وجمعها جلابيب وليس جلاليب،وهى أيضاً (الجلباب) وهو القميص أو الثوب الواسع الذى تستعمله المرأة ويكون دون المِلحقة،أو ما تغطى به ثيابها من فوق كالملحفة،أو هو الخمار،وكلمة (جَلبية) من الألفاظ العامية الدارجة التى استخدمها المصريون في القرن التاسع عشر – ومازالوا – لتدل على القمصان التى كان يرتديها (الجَلابية) وهم تجار الرقيق،وقد ورد ذكر ذلك عند الجبرتى بهذا المعنى عندما قال : "… القمصان التى يلبسها الجلابون".
و(الجلباب) من الأزياء الشعبية يتميز بأنه ليست له ياقة ولا لأكمامه أساور كالأنواع الشائعة منه في الريف إلى اليوم مثل الزعبوط. ويمكن اعتبار الجلباب (الجَلبية) تطور لأنواع القميص القديمة ذات الشكل المربع التى كانت لها فتحتان جانبيتان لخروج الذراعين.
وكان هذا النوع من القمصان في القرون الماضية قصيراً يصل أحياناً إلى الركبتين أما في القرن التاسع عشر الميلادى،فقد كانت الجلابية هى الجزء الأساسي من ملابس الفلاح المصري،ويكون مقفل إلى أسفل الصدر وطويل إلى الكعبين،وكماه طويلان وهو أميل إلى الاتساع،ولما كانت قبالة الصدر مفتوحة،فهى تسمح برؤية أزرار الصدرة وخطوطها،ويلزم لثوب الشاب خمسة أمتار من النسيج.
وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادى ،تأثرت طريقة تفصيل الجلباب الشعبى ،ففي المدن اتخذ الجلباب لباساً يلبسه الميسورون بداخل منازلهم،ويكون عادة من لون أبيض،إلا أن طريقة تفصيله قاربت طريقة تفصيل قمصان النوم الرجالى في أوربا في ذلك الوقت حيث ينتهى كم الجلباب بأساور مثل القميص الأفرنجى.
- حجاب : يقال : حجبه حجباً ومُحجباً أى : ستره،والحجاب ما أحتجب به وما حال بين شيئين،والجمع (حُجُبُ). وهو بذلك له عدة استخدامات هى: أن يكون من الملابس و هو حجاب الوجه الذى استخدمته نساء المجتمع المصرى في القرن التاسع عشر الميلادى ومازال مستخدم حتي الآن في مصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية، أو أن يكون هو "التميمة" التي تتخذ في المعتقدات الشعبية للوقاية من الحسد،وتكون في جلدة تسمى في اللغة (الجُلبة) ،أو أن يكون الدائر حول الميضأة الذي يجلس عليه للوضوء،وكأنه إفريز يحجب الماء من السيلان.
- الحرملة: أو المعروف الآن لدي السيدات بالكاب ، والكلمة من التركية (حرواتى) بمعنى رداء يبلغ نصف أو ثلاثة أرباع المعطف،وهى قميص أو صدار تلبسه الحديثة السن من النساء أو الصبيان،ويسمى أيضاً الإتب والشوذر والملحفة والخيعل والبقير والقرقل واللبيبة والعلقة.و(الحرملة) عبارة من رداء قصير واسع يوضع على الكتف ويغطى الظهر والصدر،وهو مشقوق المقدم،وهو في الإنجليزية (Cape).
- خمار: ويطلق عليه أيضا ( البيشة )، وقد عرف هذا النوع من الخمار بعد انتشاره في تركيا إبان العهد العثماني. والخمار شائع استعماله الآن عند النساء، وهو ما تغطى به رأسها وقد جاء في كتاب المخصص لابن سيده عن الخمار ما نصه: " الخمار هو السب والجلباب " وقال تعالى : " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " ومعنى ذلك أن تضرب المرأة بخمارها على جيبها لتستر صدرها ومن الطريف هنا أن مسمى الخمار ليس مقصورا على ما تستر به المرأة رأسها ،فإن ما يغطى به الرجل رأسه سمي خماراً أيضاً.
-
شاش : أصل الكلمة من ( شيش ) العبراني بينما يذكر ( أحمد عيسى ) أن أصل الكلمة مأخوذ من اسم بلدة تسمى جاج أو جج أو جاش أو هى طشقند ،على حدود بلاد الهند ،وقد اشتهرت قديما بعمل هذا النسيج الرقيق الخفيف ،وعلى أية حال فإن قماش الشاش استخدم بكثرة في ملابس المصريين وغيرهم في القرن التاسع عشر الميلادي ،حيث صنعت منه العديد من الملابس منها : الأحزمة ،والبراقع ،والقمصان وغيرها .
- شبشب : وكان يصنع من الجلد ،وهو النعال المكشوفة الوجه ،وهو أيضاً " القسومة" وهو في الفرنسية ( pantoufle ) ،وهو يستخدم في المنازل،وقد كانت الشباشب تستورد من القسطنطينية في القرن التاسع عشر الميلادي ،و يستخدمها أبناء الطبقة المتوسطة وهو ما زال مستعمل حتى الآن .
- شراب: من الفارسية ( جورب ) ، وهى تعريب ( كورب ) وأصله ( كوريا ) أى قبر الرجل، ومنه التركي ( جوارب ) والكردي( كوزه ) ونظيره من العربية القشاعم، وهو لفافة الرجل، الذى ينتعل فوقه النعال، ومنه ما هو قصير يصل إلى ما فوق التقاء الساق بالقــــــدم بقليـــــل، وما هـــــو طويــــل.
وحتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ،لم تكن ( الشرابات ) شائعة الاستعمال ،لكن بعض المصريين كانوا يرتدونها من القطن أو الصوف في الطقس البارد،أما النساء المصريات بوجه عام فلم يلبسن الشرابات ( الجوارب ) ،ومع هذا فبشرة أقدامهن كانت من النعومة بما لا تختلف عن بشرة أيديهن لأنهن كن يغسلنها غالبا بالماء المعطر ويعتنين بتنظيفها ،وهن يلبسن ( المزد ) أو ( المز ) المصنوع من الجلد الأصفر أو القطيفة المشغولة بالحرير أو القصب بدلا من الجوارب .
ويقوم ( المزد ) في أقدام النساء مقام الجوارب التى شاع استعمالها بكثرة بين نساء الطبقة العليا منذ منتصف القرن التاسع عشر .
- شربات: وهى ليست جمع شراب بمعنى ( جورب ) ،ولكن هى من اللفظ التركي ( شارباه ) وهو منديل يستعمل كغطاء للرأس ،حيث استعملته المرأة كغطاء للرأس يغشى شعرها مع خديها وجيدها ،الذى تنتهى إليه ربطته .
- شنتيان : من التركة جلتيان وجنتيان : بمعنى سروال النساء الشتوى ،وهو عبارة عن سروال واسع جداً يغطى منطقة الأرداف ،وتصل أطرافه السفلى إلى تحت مستوى الركبة مباشرة مع شرائط متدلية ،وتثنى المرأة طرفه وتربطه عند منتهى الساق،كما يربط على الخصر بواسطة تكه تمر في باكية بأعلاه ،فيكون أشبه شىء بالجونيلا .
- الصديري: " كان معظم المصريون يرتدونه خلال فصل الشتاء الصديري أو (الصديرة) ،وكانوا يتخذونه عادة من قماش الجوخ أو الحرير أو القطن أو القطيفة أو الصوف ،وهو عبارة عن سترة تغشى الظهر والصدر ،وتكون مقفلة من الأمام بأزرار ،ولا يكون لهذه الصدرية أية أكمام ،وهو صغير ويختلف عن اليلك الذى هو صديري واسع وقصير وله أكمام طويلة ومتسعة،وقد كان النساء يلبسن الصديري بدون أكمام فوق الشنتيان .
- الصِرما: هى الحرير أو المخمل المطرز، وقد يكون كجزء من الثياب، وصرما أو (صرمة) هى خيط من الذهب وهو المسمى قصب.
- الصَرمة: هى نوع من النعال ،صَرمة : كلمة فارسية لنوع من النعال من صرم ،ومعناها جلد ،وهى عبارة عن مركوب تلبسه المرأة عند خروجها من البيت لزيارة جاراتها ،وهى تستخدمه بدلا من النعال .
- طاقية: ظهر استخدام الطاقية عند المماليك في مصر ،واشتهر اسمها بـ(الكالوته ) وهى كلمة فارسية معناها ( الطاقية الصغيرة) ،وقد كانت تصنع من الصوف المضرب بالقطن وفي عهد السلطان خليل تغير لونها إلى الأحمر ،ثم شاع في دولة المماليك البرجية لباس هذه الطاقية بألوان مختلفة ،وكان ارتفاعها ثلث ذراع ،أما أعلاها فكان مدوراً وقد يبدو إنها طاقية العمة التى يرتديها عامة علماء الأزهر . وفي القرن التاسع عشر، كان يوجد شكلاً آخر للطاقية الصوفية المصبوغة بزهرتها الكثيفة، وكانت تعرف في مصر باسم ( الطاقية ) أو طربوش العمة، وفي الشام باسم الطربوش المغربي ،وقد كانت تستخدم الطاقية كلباس للرأس عند نساء مصر ،وهى تغطي الرأس مباشرة ، وتلبس تحت القبعة أو الطربوش وغالبا ما تكون مطرزة.
واسم ( الطاقية ) ذكر فيه رأيان : الأول يقول إنها من ( تقية ) : أى تقى الرأس من الحر والشمس والبرد ،أو تقى من العرق،والثاني يقول : إنها من (الطاق) وهو فارسي معرب ،وهو ضرب من الملابس والجمع طاقات وطيقان.
-طربوش: فارس مركب من (سر) أى رأس ،و(بوش) أى غطاء،بمعنى غطاء الرأس،وقد كان يضع المصريون الطربوش على رءوسهم وهو عبارة عن قبعة حمراء من القماش على قياس الرأس تماما ذات شرابة حريرية داكنة ،في أعلاها ( الزر ) وقد شاع في منتصف القرن التاسع عشر استعمال قماش من الموسيلين الأبيض مطبع عامة أو شال من الكشمير يلف حول الطربوش ، ولا يرتدي المصري شال الكشمير إلا في الطقس البارد ،وقد يعمد بعضهم إلى ارتداء طربوشين أو أكثر الواحد فوق الآخر وقد جاء في أحد المراجع الشعبية التى كتبت في عام 1894 م موجز لبعض الثياب التى كانت شائعة في ذلك الحين ،فيقول المؤلف : " .... الرجال كانوا يلبسون الطربوش المغربي بثلاثة أركان ويعممون عليه بشاش أبيض أو كشمير ومن تحت الطربوش الطاقية وربما تحت الطاقية ورق لأجل العرق ،والنظيف يغير في الجمعة مرتين ،والأغلب مرة واحدة في الجمعة .. وإذا تترب الطربوش يبخونه بالماء ويضعونه تحت المرتبة في القرن التاسع عشر الطربوش المغربي ،طربوش العمة ،طربوش بردعي ،طربوش بزر مصري.