تحقيق : مني عبدالنعيم |
رغم ان انقطاعات الكهرباء في الصيف غير واردة حينما يتعاقد المواطن المصري مع وزارة الكهرباء لتوصيل التيار لمنزله إلا ان عادة المصريين في الصبر طويل المدي جعلهم يبررون ويعذرون الوزارة فيما آلت إليه الأحوال من انقطاعات طوال شهور الصيف بزعم زيادة الأحمال نتيجة استخدام أجهزة التكييف والمراوح لساعات طويلة.. إلا أن هذا الشتاء فوجئ المصريون بتخفيف الأحمال لأول مرة في وقت كان يمثل فائضا في الكهرباء.. والسؤال إلي متي يتحمل المصريون هذا الأداء من وزارة الكهرباء الجهة الوحيدة التي تحتكر تلك الخدمة بطول البلاد وعرضها؟ البداية مع المواطنين.. يقول مصطفي أحمد - مهندس: مسألة فصل التيار شتاء علي المشتركين أمر مرفوض لكن عدم وجود البديل يجعلنا مضطرين لقبول تبريرات قطاع الكهرباء بعدم وجود احمال تكفي الاستهلاك لأن المفروض انهم يعلنون يوميا في كل وسائل الإعلام عن استعدادتهم وتوافر السعة الكافية في الشبكة الموحدة وفي النهاية كله كلام غير صحيح. مصطفي أسامة - مهندس - يوضح انه يسكن بالحي العاشر بمدينة نصر ورغم ان الانقطاعات تكاد تكون نادرة لأننا الأقرب إلي وزارة الكهرباء إلا أن الاعتماد علي الكهرباء كمصدر واحد للطاقة لم يعد مقبولا بعد ثورة تحتاج للتجديد في كل شيء حتي لا نتراجع كما هو الحال سنوات للماضي ونتخلف أكثر. يقول أحمد عنان - محاسب من سكان المنصورة - للأسف هناك انقطاعات يومية في مدينة المنصورة رغم أن كل الأسرة تجتمع في حجرة واحدة أمام التليفزيون ولا نستخدم أي أجهزة تدفئة لكن هذا الأمر من الترشيد الشديد لم يواجه إلا بانقطاعات متزايدة يوميا سواء في أيام البرد الشديد والموجة الماضية للسقيع أو بعد اعتدال الجو لذا نتمني الاهتمام بقطاع المشتركين المنزلي الذين لا تتوافر لديهم وسائل تدفئة إلا من خلال الكهرباء حتي يتم اللجوء ل"منقد" الفحم الذي يسبب وفيات كثيرة خاصة للمحافظات البعيدة عن العاصمة. فئران تجارب لحكومات فاشلة ويري محمد حسين - محام من المنوفية - ان المصريين أصبحوا فئران تجارب لكل الحكومات الفاشلة لذا لا يهتم بنا مسئولو قطاع الكهرباء قبل حلول فصل الشتاء رغم علمهم بدخول مواردهم في أزمات تتسبب في انقطاع التيار عن المشتركين ثم يتباكون علي انخفاض نسبة تحصيل الفواتير ويتساءل لماذا يدفع الناس مادامت الكهرباء لا تلتزم بتوصيل التيار رغم ان العام الدراسي نمر فيه باختبارات وخاصة مناطق الباجور وأشمون والقنايات بالشرقية التي تعاني انقطاعات بالأربع ساعات خلال الأسبوعين الماضيين. في نفس السياق تقول رفقا متري - علي المعاش - أول مرة نعاني في الشتاء ورغم ان حدائق القبة منطقة راقية إلا ان الكهرباء تقطع مرتين يوميا صباحاً ومساءً لمدة ساعة والرد الوحيد علينا أنها تخفيف أحمال لزيادة الاستهلاك بينما تسكن ابنتي في منطقة الخلفاوي بشبرا ولا يتم فصل التيار عنها أبدا والشركة واحدة في الحالتين. حتي المدن الجديدة !! ويشير حسن عطا - مهندس - إلي أن اللجوء للمدن الجديدة كان الهدف منه تقليل مشاكل الزحام وتوافر الخدمات إلا أن هذا الشتاء لأول مرة تفاجئنا نحن سكان الشيخ زايد بانقطاعات للتيار لمدة ساعة يوميا في درجات حرارة لا يمن تحملها بدون دفايات كهربائية وحتي الرد علي الشكاوي لا يتم وإلي متي نتحمل تلك المعاملة السيئة من قطاع الكهرباء صيفا وشتاءً. نقص الوقود أوضح المهندس - أحمد إمام وزير الكهرباء والطاقة - ان الأزمة الأخيرة وما شهدته البلاد من تخفيف أحمال في فصل الشتاء نتيجة نقص الوقود المورد لمحطات الإنتاج في نفس الوقت تعاني الكهرباء عجزاً في دفع الأموال اللازمة لاستيراد الغاز لمحطات توليد الكهرباء نتيجة ارتفاع المصروفات بنسبة 12% نتيجة زيادة الأجور وقطع الغيار اللازمة للصيانة في حين ان أسعار الكهرباء لا تتناسب مع الزيادات الأخيرة في الأسعار. 4 مليارات جنيه خسائر وأشار المهندس - جابر الدسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر - إلي أن تخفيف الأحمال نتيجة طبيعية لعجز الوزارة عن دفع الأموال اللازمة لاستيراد الغاز لمحطات توليد الكهرباء خلال الفترة الماضية خاصة وان شركات الكهرباء تعتمد علي مواردها التي تتمثل حاليا في القروض من المؤسسات الدولية ومع المعاناة الشديدة من تراجع نسب التحصيل التي وصلت إلي 4 مليارات جنيه بسبب انخفاض نسب التحصيل لفواتير الاستهلاك كل هذا تسبب في العجز عن دفع مستحقات شركات البترول لذا لابد من الالتزام من الجميع أفراد وهيئات بدفع مقابل استهلاك الكهرباء لتوفير السيولة للشركات والعمل علي ترشيد الاستهلاك لانه الأمل الوحيد في استقرار التيار وعدم اللجوء لتخفيف الأحمال. تراكم مديونية ويري الدكتور - حافظ سلماوي رئيس جهاز مرفق الكهرباء وحماية المستهلك - ان مشكلة تخفيف الأحمال لأول مرة في هذا الشتاء هي مشكلة عجز عام في الدولة نتيجة تراكم المديونية الحكومية للشريك الأجنبي توقف تطوير آبار الغاز والبترول.. واكتشاف جديد منها مما نتج عنه عدم ضخ استثمارات في هذا المجال وهبوط في الإنتاجية يمثل فجوة لو حدث وعادت الأمور للانتظام لأصبح الحال أفضل عام 2017 علي الأقل. الترشيد اجباري ويشير سلماوي إلي انه حتي هذا التاريخ علينا سرعة تنشيط استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية لأن سعر الكيلو وات كهرباء بالأسعار الحالية للطاقة تقترب اقتراب السعر من استخدام الخلايا الشمسية لإنتاج الكهرباء وهو 3 سنت لكل كيلو وات بالاضافة إلي حاجتنا الماسة لحزمة من الإجراءات لتشجيع استخدام الخلايا الشمسية أعلي أسطح المنازل علي قطاع واسع والتركيز في ترشيد الاستهلاك للكهرباء بجدية تامة خلال السنوات القادمة حتي لا نضطر للترشيد الاجباري للمشتركين. للأقاليم ظروف خاصة من جانبه أوضح المهندس - الحسيني الفأر رئيس شركة جنوب الدلتا - ان تخفيف الأحمال خلال الأسبوع الماضي كان أمرا مضطرين له للحفاظ علي الشبكة القومية لأن مركز التحكم الإقليمي هو الذي يطلب التخفيف وفق المعلومات المتاحة لديه علي مستوي كل محافظة في عملية تبادلية للأماكن علي ألا تزيد المدة عن ساعة واحدة من الانقطاع.. لكن لطبيعة المحافظات الاقليمية نعاني من الوصول أحيانا لمعرفة عطل من الأعطال مما يعني مزيد من وقت الانقطاع خاصة في المناطق الريفية وخلال أيام الأمطار والطقس السييء كذلك يتم خروج الأسلاك الهوائية عن الخدمة نتيجة قوة الرياح لذا لابد للمشتركين أن تعي تلك الأسباب حتي لا تعول فقط علي تخفيف الأحمال نتيجة نقص الوقود التي حدثت خلال الفترة الماضية والتي تتجه لفترة تحسن خلال الأيام القادمة. |
نشرت فى 3 يناير 2014
بواسطة ebrahime
ابحث
عدد زيارات الموقع
256,450