عبير عثمان وسيد فتحي |
مع زيادة الغلاء وارتفاع الأسعار زادت أهمية أسوان الغلابة أو سوق المستعمل التي تبيع كل السلع الأساسية للبسطاء.. يلجأون إليها لتلبية احتياجاتهم ويستغل الباعة ذلك لعرض المنتجات الفاسدة مجهولة المصدر والبضائع التالفة المهربة والمسروقة مجهولة المصدر دون رقابة من الصحة أو التموين أو حماية المستهلك. وقد اشتهرت هذه الأسواق بأسماء أيام الأسبوع سوق الأحد بشبرا الخيمة والاثنين بكرداسة والثلاثاء بالمرج والخميس بالمطرية والجمعة بالسيدة عائشة. في هذه الأسواق تباع اللحوم غير المختومة والأثاث والمفروشات وقطع الغيار المستعملة والمسروقة والأجهزة الكهربائية والتحف والملابس والحيوانات.. ونظرا للأسعار المتدنية سحبت هذه الأسواق فئات جديدة من المستهلكين ينتمون للطبقات المتوسطة يدفعون أموالا في سلع يكتشفون فسادها ولا يعرفون لمن يلجأون. هيبر الجمعة والخميس حسن أحمد - موظف: أذهب للأسواق الشعبية بصفة دائمة لشراء متطلبات المنزل والتي أعجز عن شرائها نظرا لارتفاع الأسعار الجنوني حتي أصبح راتب أي موظف لا يكفي للإنفاق علي المتطلبات الضرورية مؤكدا أنه يعلم جيدا أن معظم السلع في الأسواق الشعبية قد تكون تالفة أو مسروقة أو قديمة أو مصنعة في مصانع بير السلم ولكنه أصبح له خبرة في شراء القديم منها وإصلاحه حتي يتناسب معه. ويضيف عيسي عبدالفتاح - مقاول: تلك الأسواق مفروض ألا توجد في مصر ورغم التأكد من فساد تلك السلع وانتهاء صلاحيتها إلا أن المواطنين يقبلون عليها بشكل مذهل نظرا للفقر الذي أصاب البلاد وأهم حاجة في السوق هو الفصال حتي آخر نفس. وكالة البلح سيد يونس - موظف: أحمد الله علي توفر تلك الأسواق حيث نشتري ملابس الأولاد ومتطلبات المنزل منها ونقوم بغسلها وكيها وتصبح صالحة للاستعمال في فصل الشتاء هل علينا وجميع أفراد الأسرة يحتاجون لملابس شتوية فسعر السويتر يبدأ من 20 إلي 50 جنيها بالمقارنة ب 250 جنيها بالمحال فكيف يتحمل رب أسرتة مكونة من أربعة أبناء كل تلك النفقات من مأكل وملبس وعلاج ودروس خصوصية في ظل جنون الأسعار وضعف الرواتب نحن في بلد يغيب عنه التكافل الاجتماعي لذا أصبحت تلك الأسواق الملجأ والملاذ. ويري حازم عبدالحميد أن رخص أسعار السلع في سوق الجمعة هو السبب الرئيسي في إقبال المواطنين علي الشراء ويضرب مثل بالفرخة المجمدة في سوق العتبة تباع ب 7 جنيهات حتي وإن كانت فاسدة نشتريها وربنا هو الستار وكذلك أسعار باقي السلع من منتجات ألبان ومخبوزات وزيوت تباع بربع الثمن وهذا ما جعل الإقبال يتزايد عليها رغم تأكدنا من عدم جودتها مؤكدا وجود إدارة غير رسمية بتلك الأسواق تضع قواعد تنظيمية لحركة البيع والشراء وأسعار السلع وأماكن الوقوف والاختصاصات. ويضيف هاني صابر - محاسب: أسواق الخميس والجمعة توجد بها كل احتياجاتنا وننتظر كل أسبوع حيث يقام في الإجازات واشتري منه متطلبات الأسبوع بالكامل مضيفا يجب أن تحظي تلك الأسواق بقدر كبير من الترتيب والرقابة مثل الأسواق الكبري فمن حق البسطاء أن يشعروا أيضا أن الأماكن التي تقام بها الأسواق ملائمة وإمكانية السير فيها ميسرة وغير مكدسة ويقترح أن تنقل تلك الأسواق إلي أماكن قريبة حتي يمكن الوصول إليها. طوق نجاة حسن طه يقول جهزت ابنتي من سوق الجمعة واشتريت كل أثاث المنزل بثلاثة آلاف جنيه هذه الأسواق طوق النجاة لكثير من البسطاء الغلابة وأتمني أن يختفي من السوق البلطجية وأصحاب النفوذ ومروجو الأجهزة الكهربائية والموبايلات المسروقة والسلع الفاسدة التي قد تودي بحياة المواطنين وتكون بمستوي يليق بالمواطنين بدلا من العشوائية. وتشير هند أحمد - ربة منزل - إلي أن أسواق الغلابة ليست فقط الخميس والجمعة ولكنها منتشرة في كل أرجاء مصر حتي الخضروات والفاكهة لها أسواق أسعارها بالمقارنة بالأخري معقولة علي سبيل المثال البرتقال في أسواق الغلابة ب 2 جنيه بالمقارنة بالبرتقال الأصلي يباع بخمسة و6 جنيهات. وتؤكد سمية السعيد - ربة منزل - أن سوق المستعمل بمنطقة بولاق أبوالعلا "الوكالة" من أحب الأسواق إلي نفسي حيث اشتري منه معظم ملابسي وملابس أولادي بأسعار زهيدة مقارنة بأسعار المحلات وشجعت أصدقائي وجيراني الموظفين علي الشراء منه نظرا لعجزهم عن الوفاء بمتطلبات أبنائهم والباعة هنا يفرشون بضائعهم علي الرصيف من بنطلون وبلوفر وينادون عليها ونحن نشتري تلك الملابس ونقوم بغسلها وتصبح صالحة للاستخدام وهذا من رحمة ربنا أن جعل لنا تلك الأسواق لنحمي أنفسنا وأولادنا من برد الشتاء وجنون الأسعار وأنهت حديثها بضرورة التصدي للبلطجية والنشالين في تلك الأسواق لتعرضها للنشل أكثر من مرة. وتوضح آمال أبوالحسن - موظفة: أنا زبونة دائمة لتلك الأسواق سواء الأسبوعية أو سوق المستعمل لأن الدنيا غالية واحنا ناس علي قد الحال نشتري الجاكت الجلد ب 30 جنيها والبنطلون من 15 إلي 20 وعندي أربعة أطفال ولن أستطيع الشراء من المحال التجارية ولو لم أشتر من هنا سيموت أبنائي من البرد وكذلك الحال مع باقي مستلزمات المنزل وسوق العتبة أشتري منه اللحوم والدواجن بربع الثمن وحتي منتجات الألبان فكيف أفي بالتزامات أبنائي والمنزل والإيجار والدروس بمرتب 800 جنيه يا ريت الحكومة تأخذه وتطعم أبنائي وتكسيهم فقط والسؤال لماذا تباع سلع أسواق الجمعة وغيرها بأثمان زهيدة مقارنة بنفس السلع في أماكن أخري؟ محمود دالمون - رئيس شعبة الملابس الجاهزة - يشير إلي أن الأسواق الشعبية هي الآن هيبر الشعب لأن المعروض داخل تلك الأسواق يلبي احتياجات قطاع عريض من المواطنين نتيجة للفقر وضعف الدخل والرواتب والمعاشات وأصبح من الصعب أن تتوافد تلك الطبقة علي الأسواق العادية أو الهيبرات الحقيقية فتلجأ إلي ما يحقق لهم متطلباتهم ويعينهم علي الاستمرار في حياتهم ولكن ما يجب أن يتم في الفترة المقبلة هو تنظيم تلك الأسواق من جانب المحليات والغرف التجارية حيث يعد ذلك من صميم عملها بما يستوجب نقل تلك الأسواق لمناطق أقل ازدحاما عن قلب العاصمة وأن يكون لها مواصلات ميسرة ومظلات وأن يسجل بها كل بائع بياناته الأصلية حتي يكون معروف الهوية في حالة استرجاع البضاعة أو حدوث مشكلة خاصة في حالة بيع المنتجات الغذائية حتي يشعر الناس بالآدمية في أسواق ميسرة ورقابة مفعلة عليها. رقابة صحية أحمد يحيي - رئيس شعبة المواد الغذائية - ما نراه من عشوائية الأسواق الشعبية بالعاصمة ويوجد منه أضعاف مضاعفة في القري والنجوع بما يستوجب وجود جهة واحدة تجمع تحت مظلتها كل الجهات الرقابية للسيطرة علي سلامة الغذاء من الألف إلي الياء فإن مررنا الأمر بالنسبة للملابس فكيف يمر للحوم والألبان ومنتجاتها ويضرب مثلا أن كيلو الفراخ داخل المزارع يصل إلي أكثر من 10 جنيهات فكيف يتم بيع الفرخة المجمدة ب 7 جنيهات وهي من المؤكد نافقة وفاسدة وللأسف الشديد يقبل علي شرائها البعض نتيجة لقلة الوعي وضعف الدخل وصعوبة الظروف المعيشية وتكمن الخطورة فيما يعرض من أغذية منتهية الصلاحية وفاسدة ومجهولة المصدر مؤكدا علي دور الدولة في رفع مستوي الوعي لدي الأفراد للتعرف علي احتياجاتهم الأساسية لربط السعر بجودة المنتج حيث إن سعر كل المنتجات سواء ملابس أو أغذية ومعرفة السبب الرئيسي في انخفاض الثمن في تلك الأسواق. نقل الأسواق أكد المهندس جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة أنه تم وضع خطة قصيرة لأجل لتطوير الأسواق الشعبية ونقل البعض منها نظرا للتأثيرات السلبية التي ألقت بظلالها علي حركة المرور والنظافة والاستثمار حيث إن تلك الأسواق موجودة منذ الخمسينيات في مصر وقد اعتاد روادها علي الأماكن المخصصة لها لشراء احتياجاتهم بما يستوجب التنسيق مع الإدارة العامة بالمرور لعمل حملات أسبوعية في أماكن تواجد الأسواق لتخفيف حدة المرور كما تقرر نقل سوق التونسي "الجمعة" بالسيدة عائشة منطقة الإمام الشافعي مع بداية شهر أبريل إلي منطقة 15 مايو حيث تم إنشاء سوق جديد بسعة 1000 محل وبمساحات مختلفة تمهيدا لنقل أصحاب المحال التجارية بالإضافة إلي وجود ساحة كبيرة بداخل السوق للباعة الجائلين تسع حوالي 1000 بائع مع تحديد التخصصات داخل السوق بكل أركانه مع مراعاة عمل دورات مياه واستراحات ومواقف للسرفيس والأتوبيسات لنقل العاملين والرواد بسهولة ويسر وأكد علي تواصله مع حماية المستهلك ومباحث التموين والغرفة التجارية من خلال اجتماع أسبوعي لتشديد الحملات والرقابة علي السلع الفاسدة وحركة البيع والشراء. وتابع أنه جار عمل الدراسات اللازمة لتطوير الأسواق وتم الإعداد لإنشاء 8 سويقات حضارية بمناطق القاهرة الأربعة واستغلال عدد من المواقع الجديدة لإقامة أسواق حضارية عليه. ضبطية قضائية اللواء عاطف يعقوب - رئيس جهاز حماية المستهلك - أشار إلي أن خطة تطوير الأسواق والتي تقدم بها إلي الحكومة تتضمن نقل تلك الأسواق إلي الظهير الصحراوي ضمن آليات عمل جهاز تنمية التجارة بهدف ضبط الأسواق وإحكام الرقابة عليها من خلال انتظام الباعة الجائلين في هذه المنظومة لتحديد ما لهم من حقوق وواجبات تجاه الدولة. وأكد أن تطوير التجارة الداخلية يحمي المستهلكين من السلع مجهولة المصدر وغير المطابقة للمواصفات بما يحقق ضمان رجوع السلع والرجوع للبائع حال ارتكاب مخالفات ضارة بحقوق المستهلك أو تمثل خطرا علي صحته وأن الجهاز قام بتشكيل فرق علي مدار الساعة لرصد أي محاولات للزيادة في أسعار السلع والخدمات من قبل التجار والباعة مع تواجد فرق عمل صباحية ومسائية لمتابعة الأسواق وتلقي البلاغات وتشديد الرقابة. ويطالب المستهلكين بالتعاون وعدم التردد في الإبلاغ عن أي حالة تجاوز في حقهم من قبل ضعاف النفوس وكل من يحاول التلاعب في أسعار السلع والخدمات حيث سيكون لفرق العمل تواجد مستمر بالأسواق لتسهيل الإسراع في اتخاذ الإجراءات القانونية وأن إدارة التحريات بالجهاز والتي تضم عدد من المحققين والقانونيين الحاملين لصفة الضبطية القضائية يقومون بحملات يومية علي الأسواق وفق خطة مستمرة تتضمن المرور علي الأسواق التجارية والشعبية للتصدي لأي ممارسات سلبية تضر بالمستهلك. |
نشرت فى 27 ديسمبر 2013
بواسطة ebrahime
ابحث
عدد زيارات الموقع
255,307