ابراهيم البسيونى يكتب :
سقوط الاخوان والعم "سام"
تتجمع على الساحة المصرية الان حقائق دامغة ما كان لها ان تتجمع الا لثقل ومكانة هذا البلد العريق الضارب بجذوره فى عمق التاريخ ..
ولعل اول هذه الحقائق :
1- سقوط الاخوان المسلمين فى مصر .
2- سقوط المشروع الاسلامى فى الشرق الاوسط وبقية انحاء المعمورة.
3- سقوط اقنعة المتشدقين بحقوق الانسان والديمقراطية فى ما يسمى نفسه بالعالم المتحضر فى فرنسا والمانيا والدنمارك.
4- سقوط الاستراتيجية الامريكية والعم سام او باراك اوباما فى منطقة الشرق الاوسط وفشل مخطط واسع المدى اجتمع على تنفيذه حلفاء قطريين واتراك وفى الخلفية حلفاء اسرائليين .
5-خامساً تلك الحقائق تمثل فى مواقف مشرفة التزمت الثبات على المبدأ فى الامارات والبحرين ومعظم الخليج العربى .
مصر تتطهر :
وقد اكدت مصر بما لايدع مجالا للشك انها وفية لثوابتها فى اجتثاث الارهاب حتى وان كان الثمن ارواح الشرفاء من ابنائها سواء فى الجيش اوالشرطة او المدنيين ولذلك لم يمض وقت طويل حتى جاء تنفيذ تفويض الجيش والشرطة بفض "اعتصامى" النهضة ورابعة اللذان جمعا من المتطرفين والمرتزقة والارهابين اكثر مما جمع من اصحاب المبدأ او الفكر الذين يمكن ان يطلق عليهم مصطلح "معتصمين".
وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم اكد فى مؤتمر صحفى بعد السيطرة الامنية الكاملة على ميدانى النهضة ورابعة ان 43 من افراد قوات الامن بينهم 18ضابطا اسشتهدوا .
وقال الوزير المصري في مؤتمر صحافي "بلغ عدد شهداء الشرطة 43 بينهم 18 ضابطا اثنان منهم برتبة لواء واثنان برتبة عقيد كما اصيب 211 بجروح بينهم 55 ضابطا وبعضهم بحالة حرجة".
كما اعلن وزير الداخلية المصري انه "تم اقتحام 21 مركزا للشرطة والتعدي على سبع كنائس بعضها اتلف والبعض الاخر احرق، كما اقتحموا الدور الارضي من وزارة المالية وقاموا بسرقة 14 سيارة نقل اموال".
واضاف الوزير ابراهيم ان قوات الشرطة "فوجئت بقيام اعداد من المعتصمين باطلاق العيارات النارية والخرطوش باتجاه قوات الشرطة التي اصرت على اعتماد اقصى درجات ضبط النفس، وتمكنت من فض اعتصام النهضة من دون خسائر وضبطت اسلحة نارية من بينها عشر بنادق الية و29 بندقية خرطوش وست قنابل يدوية".
واتهم وزير الداخلية عناصر اخوانية بالتحصن في بعض المباني المرتفعة في رابعة العدوية واطلاق النار بكثافة على القوات التي تمكنت بعدها من تضييق الطوق الامني عليهم واقتحام المباني واعتقالهم وضبط كميات من الاسلحة بحوزتهم".
واكد الوزير ان "عمليات التمشيط في رابعة العدوية لا تزال جارية بعد اخلاء الميدان تماما من المعتصمين".
عقلاء فى رؤية الاحداث :
تطورات الاحداث المتسارعة فى مصر كانت لها ردود افعال متسارعة ايضا فى الخارج جاء بعضها متفهما لطبيعة الاوضاع فى البلاد والضرورة المباشرة التى فرضت معطيات محددة على ارض الواقع .
ولعل ذلك ماجاء من الخليج حيث اكدت الامارات والبحرين تفهمهما لتحرك السلطات المصرية من اجل فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي والذي انتهى بحمام دم، كما دعتا المصريين الى الانخراط في الحوار والمصالحة الوطنية.
واكدت الخارجية الاماراتية في بيان نشرته الوكالة الرسمية انها "تؤكد تفهمها للإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية بعدما مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال الفترة الماضية".
واعتبرت الامارات ان "جماعات التطرف السياسي" في اشارة الى الاخوان المسلمين "أصرت على خطاب العنف والتحريض وعلى تعطيل المصالح العامة وتقويض الاقتصاد المصري مما أدى إلى الأحداث المؤسفة".
الا ان بيان الخارحية شدد على ان دولة الإمارات "تؤكد حرصها على تجنيب مصر المصريين العنف وإراقة الدماء وتحث على المباشرة في المصالحة الوطنية والالتفاف حول خريطة الطريق بما يحقق الانتقال السياسي والمدني والديمقراطي المطلوب".
بدورها اعتبرت البحرين في بيان رسمي ان "ما تقوم به السلطات المختصة في جمهورية مصر العربية من جهود لإعادة الأمن و الاستقرار والنظام إلى الحياة العامة هو حق من حقوق المواطن المصري على الدولة التي يجب أن تعمل ما في وسعها لرعاية مصالحه والمحافظة على كافة حقوقه و مصدر رزقه".
وشددت المملكة في نفس الوقت على ان "حق التعبير عن الرأي بشتى الوسائل السلمية بما في ذلك التجمعات و الاعتصامات هو حق مكفول للجميع ما تم الالتزام بالقانون والنظام ولم يعطل مصالح المواطنين أو يعرض حياتهم للخطر".
ودعت الى "الانخراط في الحوار و المصالحة للتوصل إلى توافق وطني يجنب مصر المخاطر ويقودها لأخذ دورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي".
الجامعة العربية تأسف ... وتدعو للتضامن مع مصر:
من جانبها أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن بالغ حزنها وتأثرها لسقوط عدد من الضحايا والمصابين بين صفوف المدنيين وقوات الأمن المصرية خلال عملية فض الاعتصامين التي جرت في القاهرة وما تلاها من مصادمات وحرق لمنشآت
الدولة واعتداء على الكنائس في عدد من محافظات الجمهورية.
وقالت الامانة الجامعة فى بيان لها : إنها تتوجه إلى الشعب المصري وأسر الضحايا بتعازيها ومواساتها كما تؤكد تضامها مع مصر وشعبها الأبي,واستعدادها الكامل لتقديم كل ما يطلب منها للوقوف مع مصر في هذه الظروف العصيبة.
وأوضح البيان أنه وفي الوقت الذي تأخذ فيه الأمانة العامة في الاعتبار ما قامت به الحكومة المصرية من اجراءات سيادية وتقدير للموقف, لمواجهة التطورات الخطيرة, واحتواء الانفلات الأمني وتحمل مسئولياتها الوطنية لحفظ أمن واستقرار الوطن, تدعو كافة الأطراف السياسة المصرية إلى تجاوز تداعيات الأحداث المؤلمة, والانخراط في تنفيذ خارطة طريق المستقبل, واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عاجلة لاختصار المرحلة الانتقالية وتحقيق المطالب المشروعة التي عبر عنها الشعب المصري خلال ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013, والذي يصبو إلى بناء مجتمع ديمقراطي حر وإرساء دولة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ودعت الجامعة, جميع الدول العربية إلى تجسيد روح التضامن العربي, والوقوف مع الشقيقة مصر في هذه المرحلة العاصفة من تاريخ الوطن العربي, حتى تظل مصر المستقرة والقوية عنصرا فاعلا في حفظ الأمن الجماعي العربي ومنارة للتنوير الحضاري ولاستقرار المنطقة
علامات استفهام وتعجب :
الجانب الاخر من ردود الافعال جاء مغلفا بالعصبية والانفعال والمصالح المهدرة او مايوصف بالبكاء على اللبن المسكوب ولعل ابرز تلك الانفعالات جاءت من واشنطن على لسان الرئيس "الديمقراطى" باراك اوباما الذى فقد "بوصلة الاحداث" منذ فترة غير قليلة هو واداراته فلم يتمكن من تحديد موقف بلاده من الاطاحة بالمعزول محمد مرسى بعد 30 / 6 فبدأت الادارة الامريكية تلوح بان ماحدث فى مصر انقلاب ثم عادت والتزمت "الضبابية" فى صورة تقييم الاحداث ثم ارسلت مساعد وزير الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنز مرتين فى اسبوع واحد ثم لوحت بتعليق المساعدات الامريكية لمصر وتعليق تسليم اربعة طائرات مقاتلة لمصر واخير حسمت تلك الادارة المرتعشة موقفها لتعلن على لسان وزير خارجيتها ان ماحدث فى مصر ليس انقلابا وانما هو استكمال لثورة ال 25 من يناير وتصحيح للاوضاع فى مصر.
بيان باهت :
ويبدو ان حركة الاحداث فى مصر عصفت تماما بتوجهات "العم سام " فخرج الرئيس الامريكى باراك اوباما ببيان اعلن فيه ان الولايات المتحدة "تدين بقوة" اعمال العنف في مصر و الغاء المناورات العسكرية الوشيكة مع مصر .
ودعا اوباما السلطات المصرية الى رفع حالة الطوارئ والسماح بالتظاهر السلمي، الا انه لم يعلن عن تعليق المساعدات العسكرية السنوية لمصر وقيمتها 1,3 مليار دولار.
وقال اوباما للصحافيين من مارثاز فاينيارد حيث يقضي اجازته "رغم اننا نريد مواصلة علاقاتنا مع مصر، فان تعاوننا التقليدي لا يمكن ان يستمر كالمتعاد عندما يتم قتل مدنيين في الشوارع ويتم التراجع عن الحقوق".
وقال اوباما ان الولايات المتحدة ابلغت مصر انها علقت مناورات "برايت ستار" (النجم الساطع) والتي تجري بين جيشي البلدين كل عامين منذ العام 1981.
وكانت هذه المناورات علقت قبل ذلك في 2011 اثناء ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان حليفا مقربا من واشنطن.
الزيات : واشنطن تجهل دخول الرأى العام المصرى فى صنع القرار
الموقف الامريكى كان محل استهجان من اصحاب الرؤى الاستراتيجية حيث اكد الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط ان مصر تعتبر رمانة الميزان للمنطقة بالنسبة للولايات المتحدة والتى لاتستطيع حماية مصالحها فى الشرق الاوسط دون المرور من خلال مصر وبالتالى فان قرار الرئيس الامريكى باراك اوباما بالغاء المناورات العسكرية مع مصرتعكس توترا فى العلاقات الدفاعية والسياسية بين البلدين .
وقال الزيات فى تعليق له على قرار الرئيس الامريكى ان المناورات او التدريبات العسكرية المشتركة مع مصر تعتبر احد المجالات التى تحرص عليها واشنطن خاصة وان مصر دولة تتمتع بخصوصية واضحة ترتبط بالموقع الجيواستراتيجى ومكانتها المركزية فى المنطقة وانتمائها لمنظومات متعددة الامن الاقليمى عربيا وافريقيا ومتوسطيا.
واضاف الزيات ان مشكلة الولايات المتحدة الامريكية انها لم تنتبه بعد لتطور جديد بدأ يترك تداعياته على العلاقات الثنائية مع مصر وهو دخول الرأى العام المصرى فى عملية صنع القرار والذى لم يعد يقبل ان تصاحب وترافق المساعدات الامريكية ضغوطا سياسية .
واوضح ان التعاون العسكرى المصرى الامريكى والذى بدأ منذ اتفاقيات كامب ديفيد قد ارتبط بوجود مصالح امريكية سياسية هى الحفاظ على السلام المصرى الاسرائيلى وتقديم
تسهيلات للمرور الجوى العسكرى الامريكى والتعاون فى مجال مكافحة الارهاب ومرور القطع العسكرية الامريكية فى قناة السويس
ولفت الى ان مصر رفضت المشاركة فى المناورات العسكرية مع امريكا فى عام 2003 احتجاجا على غزو العراق ثم عادت وشاركت فيها فى عام 2005 وعام 2007 ولم تشارك مصر فى هذه المناورات منذ ثلاث سنوات وكانت الولايات المتحدة الامريكية تضغط طوال السنوات الماضية لكى تشارك اسرائيل فى هذه المناورات وهو ما كنت ترفضه مصر .
وقد تركزت مناورات عام 2008 والتى تركزت حول نشاطات بحرية واطلق عليها مناورات ( تحية النسر ) وتناولت التدريبات على الاستطلاع البحرى وتأمين المضايق البحرية فى محاولة لدفع الجيش المصرى فى محاربة القرصنة البحرية وانقاذ السفن.
يذكر ان المناورات العسكرية الامريكية المشتركة والتى كان يطلق عليها النجم الساطع
يشارك فيها الجيش المصرى منذ عام 1994وتجرى كل عامين بمشاركة قوات عسكرية من الاردن والكويت وبريطانيا والمانيا بالاضافة الى الولايات المتحدة الامريكية ومصر.
ونصح الدكتور الزيات فى ختام تعليقه انه ينبغى الا يتصاعد هذا التوتر وان يبقى منضبطا فى حدوده حتى تتفرغ لعلمية اعادة البناء الداخلى وزيادة حضورها الاقليمى وهو
ما سيفرض تغيير موقفها فى النهاية واعادة صياغة جديدة للعلاقات بين مصر والولايات
المتحدة الامريكية هل نحن شركاء ام حلفاء ام فرقاء
اسئلة ملحة :
ولعل السؤال الملَح الان هو لماذا يتخذ الرئيس الامريكى هذا الموقف المستهجن ويعرض المصالح الامريكية فى منطقة الشرق الاوسط الحساسة لهذا الخطر الجسيم .
ولعل الاجابة فى ذلك تنحصر فيما يمكن تسميته " باخوان جيت " او الفضيحة السياسية الجديدة التى بدأت تتكون ملامحها الان داخل اروقة السياسة الامريكية والتى تورط قادتها فيها فى تحالف مشبوه مع "الاخوان المسلمون" فى مصر ... ذلك التحالف الذى بدأت ملامحه تتضح الان فى صورة وثيقة بيع الاخوان لسيناء مقابل 8 مليارات دولار.
المنشور فى "فضيحة العم" سام يشير الى ان الكونجرس الامريكي طلب من اوباما الآن استرداد مبلغ 8 مليار دولار استلمهم خيرت الشاطر دعما لجماعة الاخوان المجرمين مقابل تسليم 40% من مساحة مصر للفلسطينيين الحمساوية…
ولما اصبح خيرت الخائن واعوانه خارج السلطة فلن يتمكن اوباما من اتمام الصفقة…. وهذا هو الحرج الاساسي في موقف اوباما. وإن الوثيقة المتفق عليها والموقع عليها بإسم مرسي الخائن وخيرت والحداد قد وقعت في يد قواتنا المسلحة…
وسوف يتم التحقيق فيها علنا… وتجري الادارة الامريكية مفاوضات بشأن هذه الوثيقة مقابل اعترافها بعزل مرسي الخائن… بينما تصر قواتنا المسلحة اعلان الحقيقة على الشعب واضحة.
اطراف المخطط الدولى :
ولعل الاندفاع الامريكى ليس الوحيد والفريد بل له اتباع ومنفذين يرددون وينفذون ما ما تورطت فيه "الادراة الديمقراطية" فى البيت الابيض فجاءت عبارات الشجب والتنديد باستخدام القوة من باريس وبرلين وبعض الابواق الاوروبية ...
ولعل الامر قد يبدو شبه مفهوم من عواصم اوروبية تجهل بالاساس طبيعة الشرق الاوسط وما يمر به من تغييرات حادة تخرج به من نفق التخلف والرجعية الى اعتاب العالم المتحضر.
الا ان اللافت للنظر الموقف القطرى وقبل منه الموقف التركى ... فقطر اعلنت فى بيان لها ان :"دولة" قطر تستنكر بشدة الطريقة التي تم التعامل بها مع المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي أودت بحياة عدد من الأبرياء العزل منهم".
اما الموقف التركى فقد فاق التوقعات وقفز على كل الحقائق حيث دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مجلس الامن الدولي الى الاجتماع "سريعا" لبحث الوضع في مصر، منددا ب"نفاق" الغرب حيال "مجزرة خطيرة" وقعت الاربعاء في هذا البلد.
ولعل الامر اللافت للنظر ان فاقد الشئ لا يعطيه فبالامس القريب نفذ " الطيب اردوغان " ابرز خروقاته على الاطلاق فى الحكم وقام بفض مظاهرات ميدان "تقسيم" بالقوة مخلفا ورائه عشرات الجرحى والمصابين ليعقب ذلك مسيرات حاشدة جابت العديد من المدن في مختلف أنحاء البلاد، للاحتجاج على «وحشية» الشرطة،التركية بعد قيام السلطات باستخدام الغاز المسيل للدموع في فض اعتصام بمخيم في حديقة بإسطنبول أقامه محتجون على خطط للبناء في المدينة.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لإزالة المخيم الذي شغله نحو 100 شخص في الحديقة الواقعة بميدان تقسيم أو «تقسيم سكوير»، وأصيب نحو 12 شخصًا على الأقل، حسبما ذكرت وسائل الإعلام التركية.
وانتقدت منظمات حقوق الإنسان عمل الشرطة، قائلة إن «استخدام القوة ضد مظاهرة سلمية أمر غير متكافىء».
نهاية مشروع 2004 الوهمى :
ولعل مايتجسد الان من ردود فعل محمومة وانفعالية ليس وليد الصدفة بل هو فى حقيقته رد فعل على انهيار استراتيجية امريكية فاشلة بالشرق الاوسط سقطت ومعها منفذين اتراك وقطريين وعملاء امريكيين .
والتاريخ القريب فى هذا الصدد يقول انه في يومي 9و10من شهر يناير2004 انعقد مؤتمر القمة بين الدول الصناعية الثمانية ..
وشرح قضب الخارجية الامريكية كولن باول حينئذ ابعاد مشروع الشرق الاوسط من خلال شرحه لخطة ديك تشيني في مؤتمر دافوس فقال : " ان هذه العملية تهدف الى تحديد شكل العالم الاسلامي في القرن الواحد والعشرين .فالغاية المقصودة هي فرض نمط الحياة الغربية على المسلمين ."
اما ريتشارد هاس وهو مدير التخطيط في وزارة الخارجية الامريكية وهو سفير متجول لامريكا وهو ايضا يعمل مديرا لبرامج الامن القومي وكان احد الصقور المساندين لاسرائيل في ادارة بوش الاب ..فان هذا الرجل قد قدم للادارة الامريكية توصية مضمونها :
* سعي واشنطن لوضع برنامج سري لتشجيع الديمقراطية في البلاد الاسلامية اما باسقاط الدكتاتوريات او بفرض الاصلاح .
* فرض الديمقراطية ليس بشكل ثوري ولكن تدريجيا وعن طريق قادة البلد .
* تشجيع الديمقراطية يكون بالدعم المالي المقدم من واشنطن للحكومات .
* ضرورة قبول معضلة الديمقراطية في وصول حزب اسلامي الى الحكم .
* نشر الديمقراطية انما هو من اجل المحافظة على المصالح الامريكية بالاساس ولمنع انفجار متوقع في البلاد .
اذن فإن مفهوم الشرق الاوسط الكبير منذ 2004 هو اساس صياغة الجزء الحيوي من منطقة العالم الاسلامي . كما اقرت اوروبا مع امريكا هذا المفهوم
خاتمة :
بعد كل ما سبق ليس بوسع اى متبصر او صاحب رؤية حتى وان كانت ضعيفة الا ان يدرك ان مايصدر من ردود افعال " هيستيرية " فى واشنطن او باريس او انقرة او حتى الدوحة انما هو بكاء على مشروع وهمى كان يتم التخطيط لتنفيذه من اعوام طويلة ماضية ولم ينجح على الارض لا لشئ الا لان المهندس الامريكى او العام سام اختار حليفا فاشلا فى مصر ما كان لينجح فى تنفيذ مخططات اسياده بالبيت الابيض وذلك ليس لتقصير منه ولكن لقصور ذاتى وامكاناته المضمحلة التى لم تخرج للنور فى اى فترة ولم تعرف اى شئ عن صفات رجال الدولة وقادة الامم .
حفظ الله مصر من كل سوء منارة للحضارة وقبلة لاحرار