احب ان ابدأ بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم):كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته ,فالامام راع ومسئول عن رعيته ,والرجل راع فى اهل بيته ومسئول عن رعيته,والمرأه راعيه فى بيت زوجها ومسئوله عن رعيتها ,والخادم ,راع فى مال سيده ومسئول عن رعيته,وكلكم راع ومسئول عن رعيته.
وانت يا معالى وزير الصحه راع ومسئول عن رعيتك وهم مرضى هذا الوطن الذين امنوك انت ومن يلقبون انفسهم بملائكه الرحمه على انفسهم وحياتهم,ولكنهم لم يامنوا اهمالكم وتقصيركم هذا الاهمال الذى راح ضحيته الطفل /امير احمد حافظ .
وساروى لكم قصه معاناه هذا الطفل على لسان والديه اللذين ذاقوا مرار الوجع والالم مع ابنهم ,فيبدأ والده قائلا "ولد ابنى امير فى(9/8/2010) وكانت فرحتى تملأ الدنيا وما فيها ,فانا مثل اى اب مصرى كنت انتظر ميلاد الولد بفارغ الصبر ,الولد الذى سيكون سندى حين اشيخ واكبرفى العمر.
ولكن فرحتى لم تكتمل فما ان أتم ابنى امير الشهر السادس حتى ابتلاه الله ب (انيميا الفول )وذهبت به الى الى اطباء متخصصين وطمأنونى بان علاجه امر سهل ولكنه يحتاج لبعض الرعايه والاهتمام ,ولان هذا المرض يحتاج فى علاجه الى نقل الدم لرفع نسبه الهيمجلوبين فى الدم فقد اضطررت كاى اب غير قادر على مثل هذه التكاليف العلاجيه بالتوجه لمستشفى حكومى (مستشفى ابو الريش),وبالفعل تم صرف اول كيس دم له وبدا يتحسن وتحسنت حالته اكثر فاكثر مع الكيس الثانى وبدأت غيوم الهم تفارقنى ويظهر الامل مره اخرى ومع الكيس الثالث الذى اثار شكى وريبتى حيث كان الكيس شبه متجلط ومختلف عن الكيسين الاولين .
وكان هذا الكيس هو بدايه معاناة ابنى امير وصراعه مع المرض ,فلم يمر يوم حتى ظهرت عليه علامات المرض الشديد وتغير لونه مما جعلنى انا وامه نهرول مره اخرى لمستشفى ابو الريش ,فطلبوا بعض التحاليل والفحوصات لابنى وما ان ظهرت نتائج التحاليل حتى اخبرنى الاطباء بان ابنى مصاب بسرطان فى الدم وتم تحويله على مستشفى 57357 ومنها على معهدناصر للاورام,وهناك تاكد شكى حيث اكد لى احد الاطباء بمعهد ناصر بان كيس الدم هذا كان السبب فى اصابه ابنى بسرطان الدم لكنه لايستطيع قول هذا حتى لايتاذى فى عمله .
وتم تحديد برنامج للعلاج الكيميائى لابنى امير والذى كان غير مجد,وذلك لعدم انتظام العلاج وكان ذلك اما بحجه نقص الادويه او عدم وجود اماكن شاغره لابنى ,وذلك لاننى لم اكن املك مايتوجب دفعه للموظفين والممرضات على سبيل الاكراميه.
وذات مره طلب منى احد الاطباءالاستشاريين وهو ( د/سلطان )استشارى امراض الدم بالمستشفى ان اقوم بصرف دواء ليس لابنى وذلك لغلو ثمنه على رجل غير مقتدر وهو يريد ان يساعده به ,وعندما رفضت اخذ الروشته منى وقطعها ورفض كتابه العلاج لابنى فتوجهت الى ال (د/سامح عشماوى )مدير المستشفى الذى لم يقم باى اجراء.
وزادت حاله ابنى بالتدهور والاضمحلال حتى اننى توددت وتزللت لمن يقولون انهم ملائكه الرحمه مرارا وتكرارا حتى اعادوا ابنى لبرنامج العلاج الفاشل وكان لابد ان يقوم ابنى بعمليه بذل نخاع حيث قام احد الاطباء باعطائه جرعه بنج زائده ,دخل ابنى على اثر هذه الجرعه فى حاله غيبوبه وتم نقله الى العنايه المركزه فانفجرت فى هذا الطبيب وان استطعت ان اصل لهذا الطبيب بيدى لقتلته فى حينها , وبعدها توجهت الى قسم الساحل وقمت بعمل محضر لهذا الطبيب .
وعلى اثر هذا المحضر اصبح ابنى معروفا بالمستشفى على انه ابن الرجل المشاغب الذى يعترض على هذا الاهمال وتوالت على ابنى طعنات الاهمال حتى انه اصيب بالتهاب الكبدى الوبائى هو وبعض الاطفال الاخرين اللذين كانوا متواجدين فى الدور الخامس بالمستشفى فى هذا الوقت ,ففاض بى الكيل وتوجهت الى مجلس الشورى وعرضت الامر على د/ عبد الغفار صالحين مدير المجالس الطبيه بمجلس الشورى ,ولكنه كان يتهرب منى باستمرار وقمت بعمل بلاغ للنائب العام ,وتوجهت ايضا لحزب الحريه والعداله وعرضت عليهم الامر ولم ياتنى رد ,وقدمت مظلمه فى ديوان المظالم بكوبرى القبه ولم يغيثنى احد او يرأف بحال ابنى الذى لم يبلغ من العمر عامان .
ففوضت امرى الى الله واكملت معه رحله العلاج مره اخرى وكان ابنى فى حاجه الى جهاز اسمه (البروتوكاس ),وهو جهاز يتم تركيبه تحت الجلد على الشريان التاجى ,وتم صرف هذا الجهاز من التامين الصحى الخاص بامير ابنى ودخل الى خزينه المستشفى وظل يصارع ويحارب المرض ورغم انه كان فى امس الحاجه لهذا الجهاز الذى هو حقه فلم يتم صرفه لابنى ,وظل ابنى فى هذا الصراع قرابه العام ولم يحن او يرق قلب هؤلاء الاطباء لحال هذا الرضيع .
وبعد ان تدهورت حالته كليا ورفض الاطباء قبوله بالمستشفى وقال لى احد الاطباء نصا "خد ابنك وامشى وانتظر السر الالهى",وانعم الله على ابنى برحمته من هذا العذاب .
اما الان يا سياده الوزير بعد ان اخبرت سيادتكم قصه امير كامله على لسان والده حيث ان امه لم تتوقف عن البكاء حتى استطيع ان اسالها 
بالله عليك اخبرنى ماذا سيكون شعورك اذا اصابك ما اصاب هذا الرجل فالمرض لايفرق بين الناس وبعضها كما تفعلون ,بل دعك من هذا واجبنى ماذا ستفعل يوم العرض حين يعرض هذا الطفل مظلمته منك لله ماذا ستفعل ؟!!!
اما هذا فكان امير طفل من الاف الاطفال اللذين ما زالو ا فى رعيتك انت وهؤلاء الاطباء اللذين مازالوا فى اماكنهم ولم يمسهم احد ولو بكلمه توبيخ على جرمهم هذا .
وكما اخبرت سيادتكم فى بادئ الامر الطفل امير هو مجرد البدايه فى سلسله مقالات وقضايا متعلقه بصرحكم البالى المتهالك المسمى بوزاره الصحه والسكان .هذا الصرح الذى يقوم بدوره فى المجتمع بالمعكوس يبدأ علاج المرض بقتل حامل المرض ,وقريبا جدا ساوافيكم بمزيد من انواع واشكال المعاناه التى تقع على كاهل ابناء هذا الوطن اللذين يطلبون العلاج واللذين اقسمتم على رعايتهم والسهر على علاجهم .
اذكركم بهذا القسم واذكركم واذكر نفسى بالله وعذابه .


ووعد منى لكم ان ازودكم بالكثير من هذه القضايا التى هى اصل وموضوع مسئوليتكم.