«بصمات واعدة».. تكنولوجيا في خدمة الرياضيات

المصدر:

• رأس الخيمة - رباب جبارة

التاريخ: 27 فبراير 2011

لم يعد النجاح بمنأى عن الجميع طالما عرفت أسبابه وطرق تحقيقه، لا سيما في ظل المساعي الحثيثة لوزارة التربية والتعليم وللمناطق التعليمية والمدارس للارتقاء بالعملية التعليمية، فالتميز وتحقيق الاختلاف النوعي هما ما يصل إلى الريادة في كل شيء، وذلك يتطلب صفات استثنائية أو رؤية مستقبلية مع قدرة قياسية على استقراء الواقع وإيجاد حلول تعليمية سريعة ونوعية، على أمل إثراء الميدان التربوي بمبادرات هادفة تقوده نحو الريادة والعالمية.

مشروع التعلم الإلكتروني لمادة الرياضيات وبإشراف هدى الشامسي معلمة الرياضيات في مدرسة زينب للتعليم الثانوي برأس الخيمة، أحدث وعلى نطاق ملموس نقلة نوعية في صورة الرياضيات النمطية، سواء من الناحية الكمية أو النوعية، وهو ما منحه فرصة الالتحاق بركب التكريم والإشادة من قبل وزارة التربية والتعليم في ملتقى أفضل التجارب المدرسية للعام .2010

«العلم اليوم» زارت مدرسة زينب للتعليم الثانوي في منطقة الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، والتقت إدارة المدرسة لتقف على واقع هذا المشروع ونتائجه على الطلبة، كما حاورت صاحبة الفكرة ومشرفة المشروع هدى الشامسي، لتتجول معها في أركان وزوايا مشروعها التكنولوجي وحقيقته وأهدافه وآفاقه.

تقول هدى الشامسي إن المشروع بدأ منذ سنوات، إيماناً منها بأن التعلم عن بعد هو إحدى وسائل العصر الحالي والمستقبلي لتأمين التعليم والمعرفة لكل شخص أياً كان موقعه وظروفه، وهو لغة العصر في التعلم، وما نستطيع عمله هو تطوير هذا الجانب من التعليم والتدريب لأنه وجد لكي يبقى ويزدهر، ويؤدي مهمته التعليمية التي تفرضها ظروف العصر ووسائله التكنولوجية التي تتطور باستمرار وتفتح المزيد من الآفاق والإمكانيات.

وتبين هدى أن مشروعها الخاص بالرياضيات يأتي في إطار التعليم الإلكتروني، والمدرسة الذكية، إحدى أهداف وتطلعات وزارة التربية والتعليم، حيث تفتح المدرسة الذكية بوابة الإبداع لكل من يرغب في صقل موهبته وتنمية قدراته في مختلف المجالات العلمية والثقافية والتطويرية، وذلك عبر إنشاء مركز التدريب الإلكتروني «بصمات واعدة»، والذي يسمح بالتدريب وعرض مختلف الوسائط المساعدة بطرق مميزة وسلسة.

وتضيف: إن المشروع يمكِّن المعلم أو المدرب من الاستفادة من الطرق المتميزة في التعليم، وإضافة الحصة الدراسية المكتوبة مع مواد مسموعة أو صور لإثراء الدرس العلمي، وهو يضع بين يدي الطالب التفاصيل التي تهمه على شكل دروس مختلفة بحسب ما يقدمها المعلم، ويستطيع اختبار مدى فهمه للمادة من خلال اختبارات معروضة، ما يمكنه من الفهم والاستعداد للاختبارات، وكل ذلك بعد أن يقوم الطالب بالتسجيل في الموقع بحيث ينشأ له الموقع تلقائياً على شكل مدونة خاصة به تمنحه مساحة من الحرية لوضع لمساته الشخصية والتعليمية، إضافة إلى تقييمــه بفعل الاختبارات الإلكترونيــة الموضوعــة.

وتؤكد معلمة الرياضيات أن مشروعها يمنح الطلبة القدرة على التحكم في الوقت واستثماره بالصورة الأمثل، خاصة مع المجموعات البريدية التي شكلتها لكل صف على حده، التي تمكنهم من التواصل السريع والمرن مع المعلم أو المدرب في أي وقت، موضحة آلية تعاملها مع هذه الجزئية بالقول: «بداية كل عام دراسي أعد إحصائية للطلبة الذين يتوفر لديهم الإنترنت والبريد الالكتروني، وأتواصل مع طلابي بإرسال أسماء المتميزين في الاختبار، وأبرز الأسماء المتمكنة في حل الواجبات على المجموعات البريدية بهدف زيادة التنافس بينهم».

وتؤكد أن المجموعة البريدية تتيح للطالب الخجول أن يجد طريقة تواصل معها دون إحراج، وتقول: «أستطيع أن أوثق علاقتي مع ذلك الطالب أو الطالبة، سواء بإرسال نماذج اختبارات سابقة مع حلولها لكي يتدرب الطلاب ذاتياً، إضافة إلى استبيانات عن الحصة وعن التعليم الإلكتروني، حيث يمكن للطلبة حلها إلكترونياً وإعادة إرسالها».