جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
(طبعا هي بعض من أوراق صديقتي التي لجأت الى مصر)
عندما اتخذ والدي قرار السفر الى مصر وافقنا على الفور كل منا كان لديه اسباب وجيهة من وجهة نظره ،أخي كان خائفا من دعوته الى الاحتياط، امي كان خوفها مضاعفا فقد بدأ أسخاص مجهولون يستغلون الاحداث والفلتان الامني كي يخطفوا التجار أو ابناءهم لطلب الفدية ،أبي كان حائرا كيف سيحافظ على أسرته وتجارته ،أما أنا فقدكان يملؤني الخوف والحزن على بلدي ولا أملك من امري شيئا ؛كان من الصعب جدا علينا جميعا مغادرة البلد ومدينتنا الساحلية الصغيرة ألى بلد اخر حتى لو كان بلدا عربيا ،لا ندري كيف ستكون احيانتا فيه ولكن وجود عمتي في مصر وبعض الاقارب الذين سبقونا وشجعونا على السفر هون علينا الامر قليلا .
ليلة سفرنا لم أنم بل بقيت جالسة أمام البحر أستمد منه القوة والصبر،اه يابحرنا كم سأفقد صوت أمواجك وذرات الزبد على شاطئك سهرت معه طويلا لا أستطيع البكاء أو الكلام نزفت بقايا روحي على الشاطئ ومشيت .
عندما وصلنا الى مصر استقبلنا زوج عمتي في المطار بترحاب شديد ،كان في وجهه تلك الطيبة المحببة والابتسامة التي لا تفارق وجهه والتي هونت علينا مشقة السفر وحزن الغربة ،كنت فيما مضى أحلم أن أزور مصر وأتجول فيها كأي سائحة مغرمة بالقديم وازور كل شبر سمعت أو قرات عنه وأغرمت به من ارضها ،لكن أن تصل بلدا تعشقه وأنت لاجئ خائف كان له شعور اخر لا أستطيع وصفه .
يتبع