جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
رأيت في حلمي أن جارنا الطيب مسه مس من الجنون وذبح أولاده وجعل بائع العليق الأسود يدخل بيته ويغتصب زوجته أمامه.. ورأيتني أحاول إنقاذهم إلا أنني كنت مكبلة بأغلال وقيود فولاذية..
بالكاد تطأ قدمي الخطوة ولا تقدر حمل ما استقلت به... ورأيتني في نفس الحلم عطشى أبحث عن جرعة ماء عذب والأمطار غزيرة تتهاطل زخات زخات... إلا أن الماء لا يبلغ الفاه.. فاتصلت بالشيخ الذي يفسر الرؤى؛ قال لي لا تنزعجي واتفلي عن شمالك ثلاثا واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.. ومن الأفضل أن تنامي على طهارة..
فعلت كما قال لي الشيخ ..وتوضأت واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ونمت على طهارة.. وما كدت أغفو حتى عاودني نفس الحلم، فاستيقظت على حين غرة.. دون فطنة ولا إدراك مني.. قلبي يدق المائة دقة، ومع كل نبض تضخ دماء جد ساخنة في شراييني... توجهت مباشرة إلى الهاتف واتصلت بالشيخ نفسه وقصصت عليه حلمي.. فكان أن قال لي نفس الجواب؛ اتفلي عن شمالك ثلاثا واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم..؛ قلت له يا شيخنا الكريم؛ والله إني قد فعلت إلا ان الحلم نفسه يراودني كل ليلة...فقال لي لا تنزعجي.. هي أضغاث أحلام فلا تهتمي لشأنها..
فأقسمت ألا انام حتى لا يعاودني الحلم من جديد..، وعندما جن الليل وجدتني أغفو بين الفينة والأخرى... وأنا اقاوم النعاس بعشرات الفناجين من القهوة السادة إلى أن بزغ الخيط الأبيض وأفل الخيط الأسود... فعمت الفرحة في قلبي المنهك وجسمي المتعب، وارتخت عضلاتي وتثاقلت جوارحي من أثر السهر والتعب... إلا أنني كنت مبتهجة من عدم رؤيتي لذلك الحلم المزعج..
تناولت كتابا لمحمد ابن سيرين في محاولة مني لتفسير حلمي.. فلم أجد ضالتي فيه.. ثم لم يزعجني الأمر كثيرا كما كان يزعجني من قبل؛ فلقد أزحت عن قلبي هم ذلك الحلم لأنني لم أنم.. دخلت المطبخ وأحضرت كأس شاي ساخن وإذا بي أسمع صوت صراخ ونحيب واستغاثة قادم من عند بيت الجار الطيب..ثم فجأة بح الصوت وانقطع.. وسمعت صوت بائع العليق ينادي.."عليق أسود حلو... وبالمجان اليوم !! ".. فتحت الباب فوجدته أمامي.. قلت له أنا لا أحب العليق.. ارحل من هنا ولا تدق بابي مرة أخرى.. فأجابني بابتسامة المنتشي المستذئب: "جارك الطيب ابتاع منه.. فلما لا تنالي منه قسطا أنت أيضا قبل أن ينفذ..؟..لن أطالبك بشيء.. إنه مجانا اليوم" ، أقفلت الباب في وجهه بشدة وأحكمت جميع الأقفال والترابيس، وعدت أتصل بالشيخ: "يا شيخنا... بائع العليق الأسود هنا... وربما قد أذى الجار الطيب"، فأجابني الشيخ.. اتفلي على صاحب العليق ثلاثا ولا تفتحي له الباب؛ فلعل رؤيتك حقا.. ولعل الجار الطيب أكل من العليق حتى طاب واستطاب فأبرح له المكان إلى أن فعل به وفيه ما فعل.. وسوف يسعد الله منامك ما دمت لم تأكلي من عليقه ذاك