لنعدوَ الآنَ خلفَ الوقتِ حتى نمسِكَ بفراشةِ الاحتمالاتِ،
حتماً لم تنتظرْنا في شرنقةِ التساؤلاتِ،
من حلمٍ وأكثر تسافرُ في الحقولِ البعيدةِ عن الشخيرِ الأسودِ
إلى متى نهدهدُ الليلَ كالطفلِ العليلِ ؟
لنضمَّ الهواءَ الخارج من رئةِ البحرِ حتى نذوبَ بملحِ الحنينِ ،
الوطنُ في الغربةِ أشهى، والطريقُ إلى الجنة لا تمرُّ من شوارعهِ،
إلى متى نلعنُ الصباح كبذرة الخطيئة ؟
لنمزّقَ عن صدورِنا قميصَ الآهاتِ،
ونعانقَ الغيابَ عراةً من الصدفةِ، وحكاياتِ الجدةِ، وأمنياتِ الأب المخذولِ،
جلدُنا على الجانبِ الآخرِ من الجحيمِ أنقى..
إلى متى تلدُ الأمهاتُ قبوراً بلا شاهدةٍ ؟
لنسألَ الطيورَ عن مواسمِ الهجرة،
ونغفلَ عن علاماتِ الطريقِ وراءنا،
ندوّنُ في الظهيرةِ قيلولةَ الذكرياتِ الحارقةِ ،
عن بيتٍ وحديقةٍ وقطةٍ عسليةٍ تستظلُ بشجرةِ برتقالٍ..
إلى متى نرددُ الأغنياتِ الخرساءِ ؟
لنقبّلَ الأرضَ بشوقٍ، ونلقي تحيةَ الوداعِ،
ونرافقَ الموتَ إلى الجانبِ الآخرِ من الغربة.