موقع مزيف احذر الدخول فيه

موقع مزيف احذر الدخول

 

استهوتني كثيراً تلك الهواجس التي تمر بي وكأنها امرأة عارية من أي ندوب ونمش أسفل الصدر وأعلى الأرداف الموشومة بالورود , هي كالنسمة الباردة التي لفحت وجوه عمال البناء الذين فرغوا من وجبة الغداء السريعة وانهمكوا في تسلق الطوابق العشرة التي شيدوها في غضون سنة وهم سعداء بالقمة ,هي كالابتسامة التي خلفها ولد صغير على مكعب بلاستيكي أحمر فاقع قبل موت أمه المفاجئ وسط صيحات أبيه ( انتبهي ) في حادث دهس غريب من نوعه ( كانت أما صالحة ) قالت امرأة متوسطة في العمر وهي تعبر الشارع باتجاه محل لبيع الأحذية وملابس الأطفال فرحة بحذاء ذو كعب عالي معروض على لوح زجاجي .. كانت كأي مسافة أقطعها لا لشئ فقط لقتل الفراغ واستعادة بعض الذكريات التي تصادف مخيلتي وخطواتي المشحونة بدأب الوقت والبحث عن نقطة مضيئة في الفراغ أو متكأ لأخطائي المميزة وأخذ نفساً عميقاً لمواصلة السير إلى النهاية التي أعتقد بأنها ستكون باباً من عاج بحجم النهار , بحجم كتلة كبيرة من البرد الظريف , أو ربما تكون كما قالت لي امرأة غجرية ( نسيج أبيض ) ثم ابتسمت لعيني القاحلتين وهي ترفع شظايا الحصى الصغيرة من باطن قدمي ّ( كان أذى ) قالت وهي تتسلق قامتي النحيفة لتلعق خدي الذي يقابل شجيرة الصبار التي تتفاءل بها .. لم تكن سوى محاولة منها لكسر حاجز الخوف واكتشاف ملمس جسد آخر غير جسدها الذي اعتادت على ملاطفته , كانت وحيدة كما أنا تحت ظل فضي , تبحث عن ملامح لحلم مر بطفولتها , كان صغيراً بحجم ذرة رمل .

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 92 مشاهدة