أعود ..
لأفكر بكِ أيتها النائيةُ..
ياقديسةَ الأطلال المهجورة..
المدينةُ جلستْ وحدها..
مثل أرملة عظيمة..
تندب بكبرياء غيابكِ القاسي..
وشبَ الحريقُ في البحر..
حينما في البلادِ البعيدة..
لويتِ ضفائركِ..
رمادُ كلماتي ساخن..
بينما أنتِ الساحرة..
ترسلينَ الَعواصفَ نحوي..
استيقضي أيتُها الأناشيدُ الغافية..
وأقبلي أيتها الكلماتُ السرية...
لقد غمرني السيل..
وبلغتُ قاع النهر المتمرد..
أيها البيزونُ الأسود المتقدم نحوي..
يا وحيدَ القرن..
ياالذي ستنطح قلبي..
وتقلعه من بين ضلوعي..
إلى مَ ستبقى في الخفاء...
منتظراً غفلتي..
لتنقضَ عليّ..!
وأنت أيها الهواءُ الذي لا يراني..
زمني نمر أعمى..
يحبو على الارصفة..
متمسحا بظل البنايات الشاهقة..
بينما أنا..
سماء من الحنين..
تنشق وتنهد من ثقل الانتظار...
مخلفة عاصفة من غبار النجوم..
وطوفانا..
من البروق والشهب..
لقد أمحّتْ الرموز من مسلات أريدو..
وانهار سور المدينة..
لم يبقْ..
سوى الكاهن الأعمى هناك..
يطلق لعناته المتلهبة..!!
أفكر بكِ..
وأحلمُ يائسا..
بأننا سندخل القاعة المرمرية بين الاشجار..
حيث سنضع البحار في جيوبنا..
وسنطوي الصحراء في ورقة..
ها أنا انظر في المرآة..
فلا أرى أحداً...
من نص " تـراب الـشـمـس...من ابتهالات المريد الشريد القادم من أريدو حيث هبطت سفن السماء إلى السيدة التي اسمها يضيء مدينة معتمة "
أبوظبي 1997