جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يُمزقني الحنينُ إليكِ يا مولاتي ، يُذيب ُ عشقُكِ فؤادي ، لم تَعُد عيناي المتيمتين تري إلاكِ ، عجزت بطون النساء أن تلد مِثلك ، أنكَ الأولي و المتفردة فلا شئ سواكِ .
أنا كلُ قُبلةٍ وُضعتْ علي شَفَتَيْك ِ، أنا أول العماليق الأقدمين المتغزلين في عينيكِ ، تَقَطعتْ أوصالي حين جاء الحيثيون و الهكسوس إلي خيمتنا ليلاً يريدون إحتلال جسدُك المرمري ، هل تذكرين ليالي كانون الثاني وأنتي تحضنين يدي مثل طفل صغير ؟ ، هل تذكرين يوم جاء الفرس ؟ و دخلوا الربة و إقتلعوكَ من بين أحضاني وحاكموني بتهمة حُبك الكبير .
هل تعلمين أني أول عابد في رحابك ، أتعبدُ في جمالكِ منذُ الألف السابع قبل الميلاد ، إسألي عني كل من جاءك عاشقاً مستجيراً أو كارها مُغيراً ، راهباً متعبدا ًاو زنديقا ملحدا ً، يُخبرك رجم الملفوف أنني كل هؤلاء يا مليكتى .
أتذكر دائماً تفاصيلَ جَسَدَكِ الشفاف ، مازال شَعركِ الأسود يُعبقُ قلبي برائحة الزيتون ، لم ولن يغيب عن ناظري مشهد إحتضانكِ لي يوم جاءنا بطليموس الثاني زائراً في فيلادلفيا ، كنتُ واضعاً يدي علي تلالك السبع و حَلَّقنا سويا يومها في سماء جبل القلعة .
أحتفظُ في خزانة ذكرياتي _حتي الآن _ بثوبك الوردي الذي إرتديتهِ يوم وقعتي بأناملكِ الرقيقة علي زواجنا الرائع أمام حلف الديكابولس ،أتبسمُ كلما تذكرت رقصتك المنفردة في المدرج الروماني ، شقية كطفلة ، رشيقة كعصفور وكنت أنا المتفرج الأوحد وكنتى دائما ما تكتفين بي عاشقاً أوحد .
ماتت كل نساء المدينة عندما وضعتي قطعة حرير علي شعرك يوم جاء يزيد بن أبي سفيان ، صرتِ أجمل يومها من كل الجميلات ، صرتِ أكثر إيمانا بعشقنا ، لم نترك معبدا ولا كنيسة ولا مسجدا إلا وزرناه سويا و أقمنا فيه ، تضرعنا بحق موسي و عيسي ومحمد كي تظلين باقية أبد الآبدين .
هل تذكرين المجد ؟ هل تذكرين الأمويين ؟ هل تذكرين الحجاج والمعتمريين ؟ لقد كنتِ بمثابة أم موسي لهم .هل تذكرين أياماً نزف فيها خَصرُكِ ؟ و أنت واقفة بالكورة فداءً للعباسيين ، هل تذكرين جيوش الفاطميين ،لقد كنتِ حصناً لهم ،هل تذكرين أنك أعطيتي غصن زيتون وشربة ماء لذلك الفارس الكردي صلاح الدين ؟ ، مازلتُ أنا و الظاهر بيبرس و السلطان قلاوون وكل عشاقك نرسل قبلاتنا كل يوم ، فهل تجودين ؟
لم أفارقك يوم أهملك الجميع ، مسكت يديكِ في رقة يوم أصابك الطاعون ، أحتضنتك يا طفلتي الوحيدة يومها و تركتِ أوجاعكِ فوق أحداقي ، أغاثنا بعدها الشراكسة و أحتضنكِ نساؤهم و أعانني الرجال المخلصين ، جعلوكِ ملكة متوجة عليهم و أرسلوا لسلطانهم فأهداكِ الذهب و كل نفيس ، أرسل إليك قطاراً محملاً بالزهور ، هل تذكرين ؟
تعبتْ أقدامك ِ من الرقص يوم ثورتنا الكبري ، نام الليل و ما نمتي يا حبيبتي ، غفت جميع الطيور و بقيتي وحدك تغردين ، أصبح الكل يتغذي بدمك الشريف وأنتِ تبتسمين ، تقولين لي هؤلاء أولادي ولن أتركهم للجوع و لن أستكين .
أطلق العشاق عليكِ أسماءً كثيرة و ألقاب ، تغزل الكل بخصرك الشفاف ، أما أنا عاشقك الأول هاهنا في مقهي بلاط الرشيد أكتب لكِ منذ آلاف السنين ، لعلك ترضين !