جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كانت أصوات صاخبة تنبعث من الداخل ، فدفعت ارينا الباب و تقدمت لمنتصف الغرفة متفحصة ما يحدث صامتة ..
التفت الأطفال للدخيل متفحصين : أنها فتاة متوسطة القامة تنبعث منها هالة قوية تجبر من حولها على احترامها تلقائيا ، فصمتوا و وجوههم الصغيرة تكسوها الفضول..
وبعد أن تبادلوا التحية و تم التعارف جلست و أجلست الأطفال حولها كنصف دائرة و بملامح لطيفة سألت :
- ماذا حدث لتتشاجروا ؟
هتفت طفلة تدعى راما لا تكاد تبلغ السابعة من عمرها :
- معلمتي كنا نلعب لعبة المكان الآمن و ...
قاطعتها أرينا برقة :
- لحظة أنا لا أعرف تلك اللعبة ، من يشرحها لي ؟
تطوع طفل يدعى يامن بشرحها قائلا :
- أنها لعبة الكل بها يتجمع بالمنتصف و هو ( الشارع ) و يوجد في زوايا الغرفة أربعة مناطق و هي ( المنزل ، المدرسة ، الملعب ، المسجد ) و شخص يكون بخارج المجموعة عندما يصرخ قائلاً مثلاً : الملعب يتعرض لصواريخ الطائرات ، لحظتها الكل يحاول الاحتماء بالأماكن الأخرى متجنبين الملعب و البقاء بالشارع ..
شكرته أرينا بلطف ثم التفت إلى راما قائلة :
- أكملي حديثك يا صغيرتي ..
تابعت راما بلهفة :
- و نحن نلعب فجأة رفضت روز التحرك و هي تصرخ : أوقفوا هذه اللعبة لا يوجد مكان آمن ، فتشاجروا ..
نظرت للأطفال متسائلة :
- أين روز ؟
وقفت طفلة ذات ملامح جميلة مجيبة :
- أنا روز ..
استفسرت منها بلطف :
- لم ظننتِ أنه لا يوجد مكان آمن ؟
تجمعت الدموع في عينيها و أجابت و صوتها مختنق بالألم :
- لأن عندما كانت صواريخ طائرات الاحتلال تضرب منزلنا ، ذهبت أنا و عائلتي لنحتمي بالمدرسة لكنهم قصفوها أيضاً ، لقد رأيت أخي الصغير يتمسك بأمي معتقداً أنها ستحميه ...
قطعت شهقاتها الباكية حديثها و هي تكمل متوجعة :
- فاستشهدا معاً ،، حتى أحضان أمي لم تكن آمنة ..