أهم مشاكل تربيـة النعـام فـي مصـر
<!-- / icon and title --><!-- message -->
مقدمة
تعتبر صناعة النعام فى جمهورية مصر العربية نشاط اقتصادي ناشئ حيث بدأ منذ حوالى 3-4 سنوات فقط وقد اختلفت بداية النشاط حيث بدأ البعض باستيراد البيض المخصب بينما بدأ البعض الآخر باستيراد طيور بالغة مع إنشاء معمل تفريخ لبيض النعام وحضانات تربية للصغار وملاعب للكبار وبدأت مزارع النعام فى الانتشار منذ عام 1998 على نطاق المزارع المتوسطة والصغيرة وبعض المزارع والشركات الكبيرة. وبتقييم التجربة المصرية حتى الآن يمكن ملاحظة ما يلى:
أولا: تعتبر صناعة النعام فى مصر صناعة واعدة للأسباب التالية
أ)توفر المناخ المناسب للتربية فى جميع أنحاء مصر بما فيها الجنوب حيث تعتبر درجة حرارة الجو من العوامل المحددة لكثير من اوجه الإنتاج الحيواني بينما يتحمل النعام ارتفاع درجة حرارة الجو وتم بالفعل إنشاء مزارع ناجحة للنعام الصغير والكبير فى المنيا والأقصر وأسوان وانتاج بيض وتفريخه إلا أنه حتى الآن يتم التفريخ فى المفرخات المركزية الكبرى. وقد شجعت هذه الظروف الجوية على اتجاه الكثير من المربين فى أوروبا الى إنشاء مزارع للنعام فى مصر بالمشاركة مع المستثمرين المصريين حيث تواجه صناعة النعام فى أوروبا مشاكل انخفاض درجة حرارة الجو وارتفاع قيمة الأرض وارتفاع تكلفة العمالة ومشاكل معارضة جمعيات حقوق الحيوان لذبح الحيوانات ومنها النعام.
ب)تصلح الأراضي الرملية والفقيرة والصحراوية فى إنشاء مزارع النعام وتم بنجاح إنشاء مزارع فى مناطق طريق مصر الإسكندرية الصحراوى وطريق مصر الإسماعيلية الصحراوى ووادى الملاك والصالحية والمحسمة وجمعية أحمد عرابى وشرق العوينات والنوبارية والعامرية وغيرها من المناطق الصحراوية والمستصلحة.
ت)كما تتميز مصر بموقعها الجغرافى وتوسطها لمراكز الاستهلاك فى أوروبا واسيا والشرق الأوسط مما شجع المستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار فى صناعة النعام فى مصر.
ث)توفر الأيدي العاملة الرخيصة مما يقلل تكاليف الإنتاج بالمقارنة بمناطق الإنتاج الأخرى فى أوروبا وأمريكا وكندا.
مما سبق تتضح أهمية صناعة النعام كسلعة تصديرية لزيادة الدخل القومى وتوفير العملة الصعبة وتنشيط السياحة والاستفادة من الأراضي الصحراوية.
ثانيا: من أهم مشاكل تربية النعام والتى تقلل من انتشاره
1-عدم توفر الأيدي العاملة الفنية والخبرات والأطباء وخبراء التغذية المتخصصين فى تربية وإكثار النعام.
2- ارتفاع قيمة رأس المال اللازم للاستثمار فى النعام حيث يتطلب إنشاء مزرعة متوسطة لانتاج النعام مكونة من 6 إناث و3 ذكور حوالى 100 آلف جنية مصرى تكاليف ثابتة بخلاف التكاليف المتغيرة من تغذية وتفريخ وتربية الصغار والتى تبلغ حوالى 150 آلف جنيه حتى يبدأ الإنتاج وتصل الطيور الناتجه الى سن الذبح.
3-من أهم مشاكل تربية النعام والتى آدت الى انخفاض الإنتاج من المزارع التى تم إنشائها انخفاض نسبة الخصوبة ونسبة الفقس وزيادة معدل وفيات الكتاكيت من الفقس حتى عمر 2-3 اشهر وانخفاض معدل النمو ومشاكل التفاف الأرجل فى العمر الصغير واخيرا صعوبة تسويق المنتجات النهائية من النعام وسوف نتناول هذه المشاكل بالتفصيل على ضوء التجربة العملية تحت الظروف المصرية.
انخفاض نسبة الخصب
من أتهم أسباب انخفاض نسبة البيض المخصب خصوبة الذكور والتغذية وتلوث البيض قبل وبعد وضعه فى المفرخ. وللتغلب على هذه المشاكل يجب التأكد من أن الذكور ناضجة جنسيا حيث يصعب تقدير سن الذكر بعد تغير لون الريش الى اللون الأسود المميز للذكر (عند عمر عام تقريبا تحت الظروف المصرية) لذا يجب التأكد من مصدر الشراء من عمر الذكور حيث يبلغ الذكر عند عمر سنتين تقريبا (احمرار المنقار والجلد الامامى للأرجل والرقص المميز للرغبة الجنسية) إلا أن الذكر لا يكون مخصبا إلا عند عمر 4 سنوات تقريبا. ويجب تمييز التلقيح الكاذب للذكر من التلقيح الحقيقى الكامل قبل الحكم على خصوبة الذكر حيث يعقب التلقيح الحقيقى اصدار الذكر صوتا عاليا مع حركات مميزة للأجنحة كما يمكن الحكم على نضج الذكر أثناء موسم التزاوج من حجم العضو الذكرى واكتمال تكوينه والذى يظهر أثناء التبول. وقد استخدمت عدة نسب جنسية فعلى سبيل المثال استخدمت نسبة 1 ذكر : 2 أنثى (الثلاثيات وهى اكثر النسب شيوعا) و2 ذكر: 3 أنثى و3 ذكر : 7 إناث ويجب ملاحظة أن المقدرة الجنسية للذكور تختلف من ذكر الى آخر كما أن الذكر قد يفضل أنثى عن أخرى لذا يجب على المربى عمل سجلات للتلقيح والذى عادة ما يتم فى الصباح الباكر مع اول ضوء ويقل أثناء فترة الظهيرة ثم يزداد قليلا فى فترة العصر ويجب تسجيل رقم الذكر ورقم الأنثى والتاريخ والوقت كما يجب تسجيل موعد وضع البيض ورقم الأنثى ووزن البيضة وترقيم البيضة وتعقيمها ثم تحفظ فى مكان بارد جيد التهويه حتى تنقل الى المفرخة فى فترة لا تزيد عن 10 ايام مع عدم تعريض البيض الى هزات عنيفة أثناء النقل.
انخفاض نسبة الفقس
أهم العوامل المؤثرة على نسبة الفقس ونسبة الموت المبكر والمتأخر هى درجة حرارة المفرخ (36.4 °م) والنسبة المئوية للرطوبة (20-25 % وتعتمد اساسا على نسبة الفقد فى الوزن أثناء فترة التحضين والتى تبلغ 39 يوم ثم تنقل الى المفقس لمدة حوالى 4 ايام) والتقليب (حوالى 6 مرات يوميا بزاوية 90 °) ومعدل التهوية والتلوث. ومن أهم المشاكل التى ثبت تأثيرها على الموت المبكر والمتأخر للجنين وحدوث مشاكل عدم امتصاص كيس المح بعد الفقس التلوث البكتيرى خاصة بكتريا القولون E. Coli وقد تم تحليل عدد من البيض المصاب بالتلوث أثناء فترة التحضين والكتاكيت حديثة الفقس والتى لم يمتص كيس المح مما تسبب فى وفاتها وثبت تلوثها بهذه البكتريا والتى وجد انها حساسة للعلاج بالاموكسيسللين والجنتاميسين لذا ينصح بالتأكد من تطهير البيض جيدا عقب الجمع مباشرة ثم قبل دخوله المفرخة كما يجب تطهير المفرخة بعد كل دورة واعطاء جرعة وقائية من الاموكسيسللين لمدة ثلاث ايام بعد البدء فى تغذية الصغار (حوالى 4 ايام او اكثر بعد الفقس). ومما هو جدير بالذكر انه أتمكن تفريخ بيض النعام بنجاح فى مفرخات عادية محلية الصنع والوصول الى نسب فقس مقاربة لتلك المتحصل عليها بالمفرخات الإلكترونية مما يشجع على انتشار مزارع النعام حيث أن تكاليف إنشاء معامل التفريخ والتى قد تصل الى اكثر من 200 آلف جنيه تعتبر من أتهم العوامل المؤثرة على انتشار مزارع النعام البياض الصغيرة (3-6 طيور) او المتوسطة (10-20 طائر) خاصة فى المناطق النائية فمن غير المنطقى تقل بيض النعام من مناطق اسيوط او أسوان الى القاهرة او الإسماعيلية لتفريخه كما أن امكان تفريخ بيض النعام بتكلفة اقتصادية (حوالى 6-10 آلاف جنيه) سوف يشجع المزارع المتوسطة على الاستقلال الذاتى وتعظيم الربح إلا أن هذا يتطلب تدريبا عمليا على التحضين والتفريخ والفحص الضوئى للبيض.
ارتفاع نسبة الوفيات من الفقس حتى عمر 2-3 اشهر
تعتبر الفترة من الفقس حتى عمر شهرين من اكثر الفترات الحرجة فى تربية النعام نظرا لارتفاع نسبة الوفيات فى هذه الفترة والتى قد تصل الى اكثر من 50% فى حالة عدم توفر الخبرة الملائمة للتربية ومن أتهم العوامل المؤثرة خلال هذه الفترة:
•ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة لتلوث كيس المح والتى يمكن تقليلها بعدم التغذية حتى التأكد من امتصاص غالبية محتويات كيس المح مع اعطاء جرعة وقائية من الاموكسيسيللين بعد البدء فى التغذية للوقاية من التلوث البكتيرى.
•الوفاة نتيجة لعدم توفر التدفئة الملائمة حيث يجب إلا تقل درجة الحرارة أثناء الليل عن 25 °م والا قلت مقاومة الطائر وتعرض للاصابة بالأمراض المختلفة.
•الوفاة نتيجة للاصابة بالكولستريديوم لذا يجب التحصين عند عمر اسبوعين.
•مشاكل التواء الأرجل وهذه غالبا ترجع الى مشاكل فى التحضين ولذا يجب التأكد من ضبط الحرارة والرطوبة فى المفرخ او لمشاكل فى التغذية حيث يجب تغطية الاحتياجات الغذائية من البروتين والعنصر المعدنية والفيتامينات ومراعاة الاتزان بينها وقد أتمكن بعد العديد من الأبحاث العلمية الوصول الى علائق تغطى احتياجات النعام ولا تؤدى الى مشاكل انزلاق الأربطة كما تؤدى الى الوصول الى احسن معدلات للنمو مع الآخذ فى الاعتبار أن مسحوق السمك قد يؤدى الى تهتك الغشاء المبطن للقونصة كما ينصح بعدم استخدام البروتين الحيواني فى تغذية النعام فى اى مرحلة من مراحل النمو.
•يجب توفر ملاعب مناسبة لتربية النعام فى المراحل العمرية المختلفة حيث يفضل التربية على ارضية أسمنتية مع ملاعب نصفها مغطى ونصفها غير مغطى مع توفر اماكن للمبيت جيدة التهوية والتدفئة ووضع فرشة مناسبة (يجب تجنب وضع قش الأرز او التبن فى الأعمار الصغيرة حتى لا يؤدى الى الوفاة نتيجة للتلبك المعوى) حتى عمر 3-4 اشهر حسب درجة حرارة الجو فى أثناء الجو البارد على إلا يقل مساحة الملعب عن 5 م2/طائر ويفضل الملاعب المستطيلة (5 م X 20 م لكل 20 طائر) وتزداد المساحة الى 20 م2 /طائر حتى عمر 10 اشهر او التسويق (15 م X 30 م لكل 20 طائر) والتى لا تتطلب فى هذه الحالة اماكن مغطاة او اماكن للمبيت ولكن لا بد من توفر مظلات بمساحة حوالى 10%.
•من أهم ما يجب مراعاته أثناء فترة التربية خلو الملاعب من اى أجسام غريبة خاصة كسر الزجاج او الأسلاك او الأجسام اللامعة وتوفر المياة النظيفة العذبة (لا تزيد نسبة الملوحة عن 1000 جزء/المليون) مع تغيير الماء كلما ارتفعت درجة حرارة. التغذية على أعلاف خضراء مثل البرسيم والخص على أن تقطع الى أجزاء صغيرة تناسب كل عمر مع التجفيف الجزئى للبرسيم هذا بالإضافة الى العلائق الجافة. يفضل النعام الأواني الخضراء اللون للماء والغذاء ولا يحبذ اللون الأزرق او الأحمر. توفر كمية من الحصى تتناسب فى الحجم مع حجم ظفر الإصبع الأكبر حسب عمر الطائر والتى تساعد فى طحن الطعام فى القونصة. كذلك عدم إزعاج النعام أثناء وضع البيض (عادة فى فترة ما بعد الظهيرة حتى الغروب).
مشاكل التسويق
حتى الآن لا توجد سوق مصرية لمنتجات النعام حتى يمكن للمنتج أن يبيع منتجاته وفقا للعرض والطلب ويعتمد المربين على الشركات الموردة فى تسويق المنتجات النهائية. ويجب تشجيع السوق المحلى ووضع مواصفات قياسية للحم وجلد وريش النعام المنتج فى مصر حتى يمكن تصدير هذه المنتجات. ومن أتهم مشاكل انتشار النعام عدم توفر مجازر مرخصة للذبح والتى بالفعل بدأ اكثر من مستثمر فى استخراج التراخيص المطلوبة كما تم إنشاء مجزر مرخص تتوافر يه الشروط الصحية. كذلك يجب الاهتمام بدبغ الجلد وهو ثانى أتهم منتج من النعام وتصنيعه فى صورة منتجات جلدية فاخرة وتجرى حاليا العديد من المحاولات للوصول الى ذلك بدلا من تصدير الجلد الخام. مما سبق يتضح ضرورة خلق سوق لمنتجات النعام من خلال الحملات الإعلامية والعمل على توفير المنتجات عالية الجودة ونشر المعلومات حول هذه المنتجات بمختلف الطرق والوسائل لكلا من المستهلك والمنتج في نفس الوقت. ونظرا لارتفاع التكاليف الرأسمالية للبنية الأساسية لصناعة النعام من تكاليف إنتاج وتصنيع الأعلاف والمجازر والدباغة وتصنيع المنتجات النهائية فانه يجب توفر إطار تنظيمي ذو سعة اقتصادية مثل التعاونيات أو اتحادات المنتجين يقوم على تبنى إنشاء الوحدات الإنتاجية والتسويقية المتخصصة ويقوم بعمليات التكامل الإنتاجي والتسويقي بين المنتجين أنفسهم وهو من أهم التوصيات التى خلصت اليها ندوة إنتاج النعام وتسويقة فى مصر والتى أقيمت فى 27 نوفمبر عام 1999 بكلية الزراعة جامعة الأزهر. كذلك يجب الاهتمام بتشجيع الأبحاث العلمية فى تغذية وتربية وتناسل النعام بإنشاء مراكز علمية متخصصة فى الأبحاث العلمية على النعام وفى تدريب المربين والمنتجين والتعاون معهم فى حل المشاكل التى تواجههم. ومما هو جدير بالذكر انه قد تم بالفعل وضع نواه لمزرعة نعام ومركز علمى تدريبى لأبحاث النعام وطرق تربيته وانتاجه فى كلية الزراعة جامعة الازهر بمدينة نصر. كذلك يجب توفير النشرات العلمية والإرشادية للمربين والمنتجين والمستثمرين فى صناعة النعام.
عدد زيارات الموقع
56,595
ساحة النقاش