اكدت احدي الدراسات الطبية الامريكية ان حوالي 80 % من السرطانات المختلفة يسببها الانسان لنفسه  ، وارجعت ذلك الي عدة اسباب من اهمها   التدخين  - ادمان الكحوليات  - العادات الغذائية السيئة ، وتدق الدراسات ناقوس الخطر لاتجاه بعض المراهقين لادمان الكحوليات والتدخين في سن مبكرة مما يهدد حياتهم ومستقبلهم الصحي .

ويؤكد د/ محمد الحسانين اخصائي الكبد ومناظير الجهاز الهضمي ان التدخين وحده مسؤل عن 30 % من وفيات المرضي المصابين بالسرطان وان نسبة الاصابة بسرطان الرئة في المدخنين يزيد من 10-20 مرة عن غير المدخنين ، ويقول ان الابحاث اثبتت ان 90 % من اسباب الاصابة بسرطان الرئة يعود الي التدخين ، كما انه السبب في انواع السرطانات الاخري ( سرطان الجهاز التنفسي العلوي - والمثانة - والمعدة والقولون والبنكرياس ) ويحذر من التدخين السلبي ، فالاصابة بسرطان الرئة تزداد بمعدل الضعف في المدخن السلبي خاصة الاطفال ،وقد وجد ان التدخين السلبي مسؤل عن وفاة ما يقرب من 6 الاف شخص سنويا في الولايات المتحدة وحدها ، وان معدل اصابة الاطفال بسرطان الدم يزداد بالنسبة للذين يعيشون قرب المفاعلات الذرية او يخضعون للعلاج او الفحص بالاشعة لفترات طويلة ولمرات عديدة وايضا الاطفال ممن يعيشون قريبا من مناجم استخراج اليورانيوم فتزداد بينهم نسبة الاصابة بسرطان الرئة ، كما وجد ان بعض الاطفال الصغار الذين يسيرون لمسافات طويلة تحت خطوط الضغط العالي ذهابا وايابا الي مدارسهم لديهم بداية لتكوين خلايا سرطان الدم .. وان كان لم يثبت حتي الان وجود علاقة بين اجهزة الرنين المغناطيسي والسرطان .

ويقول الدكتور محمد حسانين ان اسراف الاطفال في تناول مختلف الاطعمة لا يسبب فقط مرض السمنة بمضاعفاته الخطيرة ولكن وجد ان تناول انواع معينة من الاطعمة الغنية بالدهون تحمل معها مخاطر الاصابة مستقبلا بسرطان الثدي والقولون .. والاغذية مرتفعة السعرات الحرارية لها علاقة بسرطان الثدي والرحم والبروستاتا والقولون والحويصلات المرارية .

اما الكحول وان كان في حد ذاته مادة غير مسرطنة فانه يزيد من قابلية الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي والجهاز الهضمي لامتصاص المواد المسرطنة خاصة في المدخنين ،وبالنسبة المراهقين الذين بداو رحلة ادمان الكحوليات والتدخين مبكرا فانهم عرضة للاصابة بسرطان الفم والبلعوم والحنجرة والمرئ والكبد وايضا الاغذية المدخنة او المشويات علي الفحم لها علاقة بسرطان المرئ والمعدة كما ان الاطعمة والحلوي التي تحتوي علي مواد ملونة غير مصرح بها من الجهات الصحية ولا تخضع للرقابة مثل حلوي الباعة الجائلين تصيب الاطفال بالسرطانات المختلفة . وفي المقابل وجد ان بعض الاغذية تساعد علي التقليل من الاصابة بالسرطان مثل تلك الغنية بالالياف والخضروات والفاكهة والبقول خاصة فول الصويا والسوداني .وبالرغم من ان عائلة الكرنب والقرنبيط ( العائلة الصليبية ) تقي من الاصابة بسرطان القولون الا ان الاسراف في تناولها يحمل مخاطر الاصابة بسرطان المعدة .

وقد وجدت علاقة بين وزن الجسم والاصابة بالسرطان فالسمنة لها علاقة بسرطان الثدي خاصة في النساء بعد تجاوز سن الاربعين ، وان النقص في وزن الجسم بنسبة 10 % او اكثر عن المعدل الطبيعي ( النحافة ) يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الثدي في سن مبكرة ، لذا فان الوزن المثالي للطفل خاصة الفتاة الصغيرة يضمن لها حياة تملؤها الصحة والعافية بعيدا عن رعب السرطان .كما ان ممارسة الرياضة وتعويد الاطفال عليها من الصغر يقي من الاصابة بسرطان القولون ..

ولا يغفل هنا ان بعض السرطانات المختلفة تكون نتيجة عيوب وراثية في الجينات المثبطة لنمو السرطان وبعض الفيروسات التي تسبب سرطان الدم ،والفيروس المسبب للايدز يصيب بنوع من السرطان يسمي   كاموس سركوما  واخري تسبب سرطانات عنق الرحم عند المراة بعد سن البلوغ .

ويضيف الدكتور محمد الحسانين ان الكشف المبكر لاي سرطان يزيد فرصة الشفاء والعلاج والاهم ان تكون الام علي وعي ولديها نظرة فاحصة لاي تغير ملحوظ قد يطرا علي طفلها فتصحبه فورا الي الطبيب ، مثل الاتي :-

1- الهزال الشديد

2- الانخفاض المستمر في الوزن

3- الصداع المستمر غير معروف السبب .

4- زغللة وضعف حدة الابصار مع عدم وجود اسباب في العين .

5- كبر حجم البطن

7- ظهور غدد تحت الجلد في ملمس حبة الترمس او اكبر قليلا .

7- نزف في الانف او اللثة     8- الام مبرحة في العظام

9- وجود بقع زرقاء تحت الجلد مع كدمة خفيفة

10- قرح في الجلد لا تستجيب للعلاج العادي .

هذا .. وقد اصبح هناك العديد من الوسائل للكشف المبكر عن الاورام منها دلالات الاورام في الدم وتحليل دلالات الجينات خاصة في العائلات التي تكثر فيها الاورام مثل اورام الثدي فيمكن خضوع الفتاه الصغيرة التي تنتمي لمثل هذه العائلات للكشف عن سرطانات الدم وايضا الكشف المبكر عن بعض الانزيمات في سرطان الغدد الليمفاوية المتقدم وبعض بروتينات الاورام والهرمونات ، فالوسائل الطبية للكشف المبكر كثيرة مع مراعاة الاسباب والعوامل الاخري التي يتعرض لها الاطفال والمراهقون والتي اشرنا اليها .